شجرة الإيلكس أو البهشية
التصقت صورة نبتة الإيلكس بعيد الميلاد، لأنها ترمز إلى الخلود، وهي صفة وهبها الله لكل إنسان، بحسب الدين المسيحي، بالإضافة إلى أنها تتحمل درجات منخفضة جداً من الحرارة، ما يجعلها الزينة الفضلى لهذا العيد البارد في أغلب البلدان.
يشتهر هذا النوع من النبات بقدرته على البقاء على قيد الحياة في درجة حرارة تراوح بين 37 فوق الصفر و40 تحت الصفر. هناك أربعمئة نوع مختلف من الإيلكس، تبدأ من النباتات الصغيرة المعروفة بالقزم، لتصل إلى أشجار ضخمة يتخطى ارتفاعها عشرين متراً، وهي تنمو في جميع أنحاء الكرة الأرضية ما عدا قارتي أوستراليا وأنتاركتيكا. تتميّز هذه النبتة بحبوبها الحمراء اللامعة التي لا تفارق الأوراق المسننة الخضراء على مدار السنة. ولهذه الأوراق رمزية خاصة، إذ إنها تماهي إكليل الشوك الذي رافق السيد المسيح خلال عملية الصلب. أما الحبوب الشديدة الحمرة، فترمز إلى دم المسيح الذي أدخله ملكوت الله حيث يعيش الحياة الأبدية.
في لبنان، القليل من العائلات تعتمد على تزيين الشجر الطبيعي. الغالبية تتوجه نحو المتاجر المتخصصة، وتشتري شجرة البهشية الاصطناعية التي يمكن إعادة استخدامها على مدى أعوام طويلة.

الهدايا

للكثيرين، تشكل الهدايا جوهر عيد الميلاد، فترتكز الجهود على شرائها وتلقيها، مبتعدين عن المعنى الحقيقي خلف هذه العادة القديمة. الهدية الأكبر في هذا العيد هي الطفل يسوع الذي يزور بيوت المؤمنين، بحسب التقاليد المسيحية. بالإضافة إلى ذلك، تعيد الهدايا المتبادلة في عيد الميلاد ذكرى وصول المجوس إلى المغارة محمّلين بالذهب واللبان والمرّ. على الهدايا التي يتبادلها المسيحيون في هذه المناسبة أن تحمل معنى أيضاً، إذ إن هدية الذهب تحمل طابع الملوكية، واللبان يشير إلى الكهنوت، والمرّ يدل على أن حياته ستكون محفورة بالصعوبات والآلام. المعنى العميق للهدايا في عيد الميلاد يشمل الروح القدس المبعوث من الله، والذي يحمل معه للمسيحيين سبع هدايا: الحكمة، التفاهم، الاستشارة، المعرفة، التقوى، الثبات ومخافة الله.

بابا نويل

بابا نويل المتعارف عليه اليوم بثيابه الحمراء ولحيته البيضاء لم يكن إلا مار نقولا الذي كان يوزّع الهدايا على الفقراء دون الكشف عن هويته الحقيقية. في قرية ميرا في مدينة يكية اليونانية القديمة، وهي قرية دمرة في أيامنا هذه، وتقع في مقاطعة أنطاليا التركية، كان الكاهن نقولا يبلس معطفاً أحمراً ممزقاً للاحتماء من برد الشتاء القارس، ما جعل ثياب بابا نويل حمراء كما نعرفها اليوم، ولأنه كاهن كان لا بد له من إطالة ذقنه أيضاً.
أما تسمية بابا نويل العربية، فهي ترجمة للتسمية الفرنسية Père Noël التي بدورها هي ترجمة عن الإنكليزية Father Christmas. لكن التسمية الحقيقية هي سانت نيكولاس وتشوهت مع مرور السنوات واختلاف اللغات لتصبح سانتا كلوز. من أشهر القصص التي رافقت أعمال سانت نيكولاس الخيرية، كانت مساعدته لثلاث شابات كاد والدهن الفقير يرغمهن على ممارسة البغاء من أجل البقاء على قيد الحياة. لمنع هذه الجريمة، عمل الكاهن على رمي ثلاثة أكياس من الذهب على مدى ثلاث ليال متتالية في منزل العائلة من النافذة المفتوحة، ما جعل الوالد يتراجع عن قراره.

شجرة الميلاد

في العديد من الثقافات الوثنية القديمة رمزت الأشجار ـ وبالأخصّ الدائمة الخضرة منها ـ إلى الخلود، وكانت تُستخدم لإبعاد الأرواح الشريرة، لكن لا علاقة مباشرة بين قصة الميلاد والشجرة، فمن أين أتت هذه العادة؟
في القرون الوسطى، جرت العادة في ألمانيا، حيث تكثر الغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، على إقامة احتفالات تكريمية للآلهة بتزيين الأشجار وتقديم ضحية بشرية على إحداها للإله «ثور». وعند قدوم القديس بونيفاسيوس للتبشير، شهد أحد هذه الاحتفالات وكانت الضحية طفلاً صغيراً، فخلّصه من أيديهم وقطع شجرة البلوط التي كانت ترمز إلى الحظ والحياة، وكان جزاء من يقطعها أو يُسيء إليها الموت المحتّم. لكن القديس لم يمت، بل وجد خلف شجرة البلوط شجرة تنوب صغيرة، وشبهها لهم بيسوع المسيح ومناسبة عيد الميلاد، ما جعل البلاد كلها تعتنق الدين المسيحي. وفي القرن الحادي عشر بدأت الرسومات عن الجنة تتضمن أشجاراً مزيّنة بالتفاح الأحمر. وفي القرن الثامن عشر دخل تقليد تزيين شجرة الميلاد إلى معظم البيوت الفرنسية والألمانية والنمساوية، لأنها ترمز إلى الحياة المتجددة وتبعث الأمل في النفوس.

سلة الفاكهة

يقدّم الناس لبعضهم سلة من الفاكهة كنوع من المعايدة بمناسبة عيد الميلاد، وتحوّلت هذه العادة مع السنوات إلى تقديم الفاكهة المجففة بسبب عدم وجود الطازجة منها في الشتاء، وترمز إلى ثمار الروح القدس الاثنتي عشرة، وهي: الحب، الفرح، الصبر، السلام، اللطف، الخير، القدرة على تحمّل المعاناة، الاعتدال، الإيمان، التواضع، الطهارة والعفة.

حلوى العكازة

يسود الاعتقاد أن حلوى العكازة التي تُعلّق على شجرة الميلاد ترمز إلى العكازة التي يستخدمها بابا نويل للوصول إلى منازل الأطفال بسبب صعوبة التنقل عند تراكم الثلوج في فصل الشتاء، لكن الحقيقة خلف استخدامها مختلفة كلياً. إنها العكازة المستخدمة من قبل راعي الخراف للتذكير بأن يسوع هو راعي المسيحيين وموجههم نحو الطريق الصحيح. لألوان الحلوى رمز أيضاً، فهي بيضاء للدلالة على الطهارة، وتزينها خطوط حمراء ترمز إلى تضحيات ابن الله على الأرض.

الأجراس

تعود رمزية الأجراس إلى أهميتها في الدين اليهودي، إذ كان عدد كبير من الأجراس المصنوعة من الذهب يزيّن لباس رجال الدين ذوي المراتب العالية بالإضافة إلى ثمرة الرمان بحسب الوصاية التي نقلها الله بواسطة النبي موسى. بعيداً عن كون هذه الأجراس تجلب معها الفرح والسعادة للأطفال وتشكّل المكوّن الأساسي لزينة الميلاد، إلا أن رمزيتها الحقيقية تكمن في أنها تدل على أن الطفل يسوع هو الكاهن الأعلى الذي لا يموت، فتُجهَّز وتُستخدَم لترافق طفل المغارة للدلالة على أنه كاهن ونبي وملك.

طابات الزينة

الطابات هي من أشهر أنواع الزينة التي تُستخدم لتزيين شجرة الميلاد، ولا سيما الحمراء. كان الشكل الدائري من أول أنواع الزينة التي وُضعت على شجرة الميلاد. لكنها لم تكن زجاجية ولا بلاستيكية، بل كانت عبارة عن أنواع من الفواكه الدائرية كالتفاح والليمون التي تملأ المنزل بروائح جميلة. بعد موسم غير موفّق من الحصاد في فرنسا في أحد الأعوام، عمل أحد نافخي الزجاج في البلاد على ابتكار زينة من الزجاج لاستبدال الفواكه على الشجرة، ومنذ ذلك الحين تُزيّن الأشجار بالزينة الملوّنة، لكن معظمها اليوم بات من البلاستيك للحفاظ عليها سليمة وجميلة لمدة أطول.

الشرائط الملونة

غالباً ما تكون هذه الشرائط باللونين الفضي أو الذهبي، وهي توضع على شجرة الميلاد كنوع من الزينة. لكن أيضاً هناك حكايات خاصة خلف استخدامها، قلة قليلة تعرفها. تتحدث الأسطورة عن عائلة فقيرة جداً كانت تودّ تزيين شجرة الميلاد في المنزل تكريماً لميلاد السيد المسيح، لكنها لم تكن تملك المال لشراء الزينة. قطع الأب إحدى الأشجار ووضعها في الداخل دون تزيينها، وفي الليل أقبلت عليها العناكب ونسجت شبكاتها الكثيفة. في صباح الميلاد الباكر حوّل طفل المغارة الشبكات إلى فضة، ما جعل بريق الشجرة لا يقاوم من شدة الجمال مكافأةً منه للعائلة على إيمانها الكبير. ومنذ ذلك الحين تُزيّن شجر الميلاد بهذه الشرائط تكريماً لإيمان تلك العائلة الفقيرة وإقراراً بإيمان المسيحيين أيضاً.

الشموع وأضواء الميلاد

قبل دخول الكهرباء إلى المنازل، كانت الشموع تُضاء بكثرة ليلة عيد الميلاد لتزيين الشجرة والالتفاف حول الطاولة لتناول العشاء الاحتفالي، بالإضافة إلى استذكار جملة المسيح الشهيرة «أنا نور العالم» الذي يترافق دوماً بإضاءة الشموع. ومع التطوّر الذي لحق المجتمعات أصبحت الشموع تستبدل بالإنارة الملوّنة التي تلفّ الشجرة والشبابيك والأبواب وتشير إلى الفرح بقدوم يسوع المسيح.