من أصل ألف وخمسمئة نسمة يصمد أقل من أربعمئة، ويقيمون فيها على نحو دائم، جلّهم من كبار السن. أما الأطفال والشباب، فقد ولدوا وكبروا بعيداً عنها حيث تتوافر لعائلاتهم فرص العمل ولهم فرص التعليم والترفيه وقبل ذلك فرص العيش بسلام، عندما كانت كوكبا تحت الاحتلال الإسرائيلي.
في الصيف، يعود قلة منهم إلى مساقط رؤوسهم ليعوضوا غيابهم عنها. في السنوات الماضية، كانوا يتنشقون الهواء النظيف ويبثون الحياة في الأحياء ويتسلون ويسترجعون سهرات السمر، لكنهم في أيلول، يعودون أدراجهم، مخلفين كوكبا وحيدة. هذا الصيف، قرر الكوكبيون والكوكبيات أن يتركوا خلفهم أثراً يملأ غيابهم.
البلدية الحالية افتتحت مكتبة عامة وحديقة وزينت مدخل البلدة بالتماثيل ونوافير المياه، لكن النادي الثقافي الاجتماعي في البلدة بالتعاون مع رئيس البلدية الحالي كامل قلعاني، أعادا رسم كوكبا بالألوان. بتمويل من مصرف «سوسيتيه جنرال»، تطوع شبان وشابات وجمعوا عدداً من إطارات السيارات ولوّنوها بالألوان المشرقة وعلقوها على حائط في الساحة العامة بين الحديقة والنوافير والمكتبة، وزرعوا في بعضها. بحسب قلعاني، كان الهدف، ترشيد الأهالي والزوار إلى طريقة استثمار جديدة للإطارات لا تضر بالبيئة، فيما هم اعتادوا حرقها.
ولكي تبقى كوكبا ترقص وتغني بالألوان ولو وحيدة، طلى المتطوعون والمتطوعات درجا قديما يقع بين البيوت في أحد الأزقة الضيقة ويمتد إلى الطريق العام. الدرج الإسمنتي الرمادي تلون بالربيع، حتى يخال لنا أن أطفالا يملأون درجاته الفارغة. ألوان تضج وترقص وتتجمع وتنساب كأنها الناس، لكي لا تشيخ كوكبا في وحدتها.