مع انطلاقة الدوري الألماني لكرة القدم، لن يشغل بايرن ميونخ أو بوروسيا دورتموند العناوين العريضة كما جرت العادة. الأضواء ستكون مسلّطة على بطل «بوندسليغا» في نسخته الماضية باير ليفركوزن، وسط تساؤلات حول إمكانية استمراره في القمة وتكرار الإنجاز.صدَم باير ليفركوزن الوسط الرياضي في الموسم المنصرم بتحقيقه لقب الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه. لاعبو المدرب تشابي ألونسو حصدوا 90 نقطة من 34 مباراة (28 انتصاراً وستة تعادلات)، عادت على ليفركوزن بلقبٍ «ذهبي» خالٍ من أي هزيمة كإنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة الألمانية. وعزز الفريق مشواره الاستثنائي بتتويجٍ في كأس ألمانيا، لكنه خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام أتالانتا (3-0) ليُمنى بهزيمة وحيدة في مختلف مسابقات الموسم الماضي. رحلة ليفركوزن «المجنونة» فاجأت الجميع، لكنها كانت مستحقة بفعل حصاد سنوات من الإنفاق الذكي وتعيين إداري ممتاز تمثّلَ بالإسباني تشابي ألونسو. ومع بدء موسم الدوري الألماني 2024-2025 اليوم بمباراةٍ افتتاحية تجمع باير ليفركوزن مع مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ (21:30 بتوقيت بيروت)، سيعطي اللقاء مؤشراً مبدئياً عما إذا كان لاعبو ألونسو قادرون على تكرار الإنجاز.
المهمة سوف تكون أصعب لليفركوزن هذا الموسم رغم حفاظه على هيكله الأساسي وقيامه بتدعيمات لافتة


على الورق، يبدو ليفركوزن جاهزاً لخوض غمار الموسم الجديد. تمكّن الفريق من الحفاظ على عموده الفقري، وعلى «قائد الأوركسترا» الإسباني الشاب ألونسو رغم اهتمام أندية مختلفة بضمه في الصيف. وباستثناء مغادرة آدام هلوزيك وساردار أزمون وباتريك بينز إضافةً إلى شائعات عن رحيل آخرين مثل المدافع جوناثان تاه، حافظ ليفركوزن على غالبية صانعي إنجاز الموسم الماضي من فيكتور بونيفاس وفلوريان فيرتز إلى غرانيت تشاكا والبقية...
في المقابل، وقّع الفريق مع بعض اللاعبين أبرزهم متوسط الميدان الإسباني أليكس غارسيا والجناح الأيسر الفرنسي مارتين تيرييه كما المدافع الفرنسي الشاب جانويل بيلوسيان.
ورغم التخبط في التحضيرات الصيفية، حيث فاز ليفركوزن بمباراة واحدة مقابل تعادلين وخسارة، تبددت المخاوف بشأن الحافز والعقلية بعد فوز الفريق بكأس السوبر الألماني على حساب شتوتغارت، رغم طرد لاعب من منظومة المدرب ألونسو في الشوط الأول.


مع ذلك، فإن السماح باستقبال 10 أهداف في خمس مباريات (أربع مباريات ودية وكأس السوبر) يدق ناقوس الخطر، نظراً إلى اعتماد ليفركوزن في الموسم الماضي على صلابة دفاعه (تلقت شباكه 24 هدفاً فقط في الدوري كأقوى دفاع) بالإضافة إلى جمعه بين البناء السليم والمنهجي مع الحصانة ضد الهجمات المرتدة. ولعلَّ أبرز ما ميّز بطل الدوري في الموسم الماضي هو «العقلية» الانتصارية، حتى عندما لم يكن الفريق في أفضل حالاته. ظهر ذلك أكثر من مرة عندما كانت المباراة تدخل وقتها الحرج، حيث ظهر ليفركوزن دائماً بصورة الفريق الأكثر هدوءاً وإصراراً. وبلغة الأرقام، تأخّرَ لاعبو ألونسو بالنتيجة ضمن نسخة الدوري الماضية في سبع مباريات لكنهم حوّلوا تلك التأخيرات إلى فوزين وخمسة تعادلات، كما أنهم حسموا مباريات عدة في الوقت البدل من ضائع.
المهمة سوف تكون أصعب لليفركوزن هذا الموسم رغم حفاظه على هيكله الأساسي وقيامه بتدعيمات لافتة. ببساطة، يدخل الفريق، على خلاف الموسم الماضي، الاستحقاقات الجديدة بكونه مرشحاً للتتويج، ما يجعله «مطارَداً» من الجميع.


المنافسون مستعدون
لم يتمكن بايرن ميونخ من الحفاظ على لقب الدوري الألماني في الموسم الماضي بعد سلسلة «احتكار» دامَت 11 موسماً، واحتل المركز الثالث. عليه، يدخل النادي البافاري الموسم الجديد واضعاً لقب «البوندسليغا» نصب عينيه. لتحقيق ذلك، قام بايرن بتغييرات شاملة بدءاً من رأس الهرم الفني، فوقّع مع المدرب البلجيكي الشاب فينسون كومباني خلفاً لسلفه الألماني توماس توخيل. واستقدمَ النادي سلسلة لاعبين أبرزهم جناح كريستال بالاس مايكل أوليسي ولاعب الوسط الدفاعي جواو بالينيا من فولهام ومدافع شتوتجارت هيروكي إيتو بالإضافة إلى شراء عقد مدافع توتنهام الإنكليزي إريك داير. في المقابل، تخلّى النادي عن لاعبين مهمين أبرزهم المدافع الهولندي ماتيس دي ليخت والظهير الأيمن المغربي نصير مزراوي. من جهته، بدا فريق شتوتغارت صاحب المركز الثاني في حالة أسوأ بعد خسارة لاعبين مهمين في الصيف أبرزهم المهاجم جيراسي والمدافع أنطون لمصلحة دورتموند كما المدافع إيتو لمصلحة نادي بايرن ميونخ، ما جعلَ الأندية الألمانية المنافسة تقوى على حساب ضعفه. مع ذلك، تمكن شتوتغارت من استقدام مهاجم أوغسبورغ ديميروفيتش ومهاجم برايتون أونداف... ما يعطيه دفعة نوعية. من ناحية أخرى، خسر رابع الدوري الألماني لايبزك لاعب وسطه المهاجم داني أولمو لمصلحة برشلونة في «الميركاتو» الصيفي، فيما وقّعَ مع الجناح الأيسر أنطونيو نوسا والحارس فادفورت. أما الخامس بوروسيا دورتموند، فقد عوّضَ رحيل مهاجمه فولكروغ إلى وست هام بمهاجم شتوتغارت جيراسي وأرفقه بسلسلة صفقات أخرى. في حين كان الرحيل الأبرز هو ماركو رويس أسطورة النادي، الذي انتقلَ مجاناً إلى لوس أنجيلوس غالاكسي، بالإضافة إلى ماتس هوميلز...