ألقى مجيء رئيس نادي شباب الساحل في كرة القدم سمير دبوق الى رئاسة الاتحاد اللبناني للركبي يونيون الضوء أكثر على هذه اللعبة. بدأ اسمها أكثر تداولاً في الأوساط الرياضية، مع أسئلة عديدة حول طبيعة هذه اللعبة ومتى تأسست وما هي الأندية التي تزاولها وأين، وصولاً الى المنتخب اللبناني والاستحقاقات الخارجية التي يشارك فيها. لا شك أن آمالاً كثيرة معقودة على دبوق للسير قدماً في اللعبة، لكن هذا لا ينتقص من المشوار الطويل والصعب التي عاشته اللعبة منذ عام 2009. من لجنة تأسست في هذا العام الى اتحاد رسمي بعدما أصبح عدد أنديته أربعة وهو العدد المطلوب لإنشاء اتحاد رياضي.

ينتظر منتخبَ لبنان للركبي يونيون استحقاقٌ عربيّ في الإسكندرية الشهر المقبل

حمل الأخوان عبد الله ومايك جمال اللعبة من إنكلترا، حيث كانا يقيمان الى لبنان. خمسة أندية تزاول هذه اللعبة حالياً هي: بيروت الفينيقي، الجمهور، العهد، الراية، وبلو ستارز. خمسة أندية تتنافس على لقب بطولة لبنان التي تقام في كل موسم في الفترة ما بين أواخر الصيف وأواخر الربيع الذي يليه، حيث تقام معظم المباريات على ملعبي الجمهور والعهد. هي لعبة تبدو بعيدة عن الأضواء، لكن لها محبوها ولاعبوها الذين يناهز عددهم الـ 500 لاعب بين النوادي المسجلة والفئات الناشئة. نادي بيروت الفينيقي هو البطل الأخير للعبة بعد منافسة قوية من نادي الجمهور في موسم 2018-2019. الموسم الذي تلاه لم يُستكمل بسبب الأحداث التي مرت بلبنان وجائحة كورونا.
أسماء عديدة برزت في ملاعب هذه اللعبة في لبنان، من الأخوين عبد الله ومايك جمال اللذين يعدّان من أوائل من مارس هذه اللعبة في لبنان، الى بسام الحسيني وسيرج صباغة ومحمد برو. هؤلاء يعدّون من الجيل السابق حتى لو كان بعضهم لا يزال يزاول هذه اللعبة، رغم تجاوزهم سن الخامسة والستين كعبد الله جمال. هناك جيل جديد أيضاً بدأت أسماؤه تبرز بقوة كروبن حشاش وكريم جمال من نادي بيروت الفينقي الى يان شبلي ولوران زلعوم من نادي الجمهور.
لعبة الركبي منقسمة بين ركبي ليغ وركبي يونيون. الأخيرة تبدو شائعة أكثر حيث إن عدد لاعبيها في العالم يشكل عشرة أضعاف عدد لاعبي لعبة الركبي ليغ. وعلى صعيد الجمهور، يتابع ما يقارب المليار مشاهد بطولة العالم للركبي يونيون والتي تقام كل أربع سنوات، في حين يتابع ما يقارب المئة ألف مشاهد بطولة الركبي ليغ.
يعود الفضل في إنشاء هذه اللعبة إلى عبد الله جمّال الذي حملها من إنكلترا إلى لبنان


هناك اختلافات عددية بين اللعبتين، ليس فقط بعدد لاعبي كل فريق (15 لاعباً لفريق ركبي يونيون، 13 لاعباً لفريق ركبي ليغ)، وهناك أيضاً فارق في روحية اللعبة وقوانينها الى جانب أحجام لاعبيها في مختلف الخطوط.
في لبنان يعود الفضل في إنشاء هذه اللعبة الى عبد الله جمّال الذي دفع في الفترة ما بين عامي 2009 و2018 ما يقارب الـ 625 ألف دولار. فالدعم المادي للعبة شبه معدوم، حيث كانت هناك مناسبة واحدة حصل فيها الاتحاد اللبناني للعبة على مساعدة من اللجنة الأولمبية بلغت 23 ألف دولار عام 2018. استغل القيّمون على هذه اللعبة المساعدة الأولمبية في إعداد اللاعبين وإرسال بعضهم الى معسكرات خارجية واستقدام مدربين للمنتخب. أما المصاريف الباقية طوال تسع سنوات فكانت إما بتمويل من جمال أو بجهد شخصي من اللاعبين. هذا ما يجعل موازنة الاتحاد شبه معدومة وتعتمد على المبادرات الشخصية. حتى المشاركة في البطولة العربية الشهر المقبل ستقوم على تمويل ذاتي من اللاعبين الى جانب تغطية تكاليف الإقامة والتنقل من البلد المضيف مصر.
رغم الصعوبات المادية التي تواجه اللعبة، إلا أنها لم تغب عن الساحة الخارجية، فقد نجح لبنان في الصعود من الدرجة الرابعة الى الدرجة الثالثة في قارة آسيا بعد منافسة من دول كالأردن وسوريا والإمارات وإيران وقطر والهند وباكستان. وتعدّ اليابان وهونغ كونغ الأبرز على الساحة الآسيوية، في حين تعتبر منتخبات جنوب أفريقيا ونيوزيلندا الأبرز عالمياً.
وبالنسبة للاتحاد اللبناني، فإن الهدف الحالي بعد عودة المنافسات الخارجية هو الصعود الى الدرجة الثانية على صعيد قارة آسيا. على الصعيد الإداري، يحضر لبنان في المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي عبر نائب رئيس الاتحاد غسان حجار الذي هو واحد من ستة أعضاء يشكلون هذا المجلس برئاسة الإماراتي قيس الضالعي. أما داخلياً، فقد أفرزت الانتخابات الأخيرة لجنة إدارية تجمع بين عناصر الخبرة في هذه اللعبة، وهم الى جانب جمال وحجار كل من: ريمون عصفور وإلياس خوري، بالإضافة الى الوجوه الجديدة كالرئيس دبوق وإيغل زريق ولارا فاضل.



أملٌ للمستقبل


تبدو طموحات القيّمين على اللعبة كبيرة للمستقبل. فهم يعوّلون على الرئيس الجديد سمير دبوق لنقل تجربته في لعبة كرة القدم الى ركبي يونيون وتكملة ما بدأه عبد الله جمال. وتبدو في أولويات الاتحاد الجديد تعزيز أكاديمية الركبي يونيون التي تضم ما يقارب الـ 450 لاعباً تتراوح أعمارهم بين 5 و20 سنة بإشراف المدرب الفرنسي مانويل ستانسيلاس المتأهل بلبنانية ومؤسس هذه الأكاديمة التي تعدّ خزان لاعبين للمستقبل.
ومن أهداف القيّمين على الاتحاد دخول أندية جديدة الى اللعبة أو إدراجها ضمن نشاطات أندية قائمة حالياً، ما يعزز البطولة التي يشرف عليها المدير التنفيذي في الاتحاد اللبناني سليمان المقداد الذي يعدّ من الوجوه الشابة والواعدة إدارياً. أضف الى ذلك السعي لنشر اللعبة أكثر في لبنان وخصوصاً عبر المدارس من خلال التعاون القائم بين وزارة التربية واتحاد اللعبة لتأهيل مدربين من المدارس لتدريب اللاعبين الصغار.