يمرّ لاعب برشلونة بدرو رودريغيز بفترة صعبة لا يبدو قادراً فيها، حتى الآن، على تحديد مستقبله، الذي لا يعرف إذا كان سيكون داخل أسوار النادي الكاتالوني أو خارجه.ليلة أول من أمس، تغيّرت كل المعطيات التي كانت تقول إن اللاعب قريب من الإنتقال الى مانشستر يونايتد، اذ بعدما جلس بديلاً في مباراة الكأس السوبر الأوروبية ضد اشبيلية، دخل في الشوط الإضافي الأول حينما كانت النتيجة 4-4، ونجح باحراز هدف الفوز ليمنح فريقه اللقب الرابع هذه السنة.
لم تنتهِ الحكاية عندما أطلق حكم المباراة صافرة النهاية، ولم تنتهِ حينما توجه كل اللاعبين لرفع الكأس. الصورة كانت واضحة جداً، قبل التتويج توجَّه بعض زملائه ليحيوه على نحو وداعي وحزين. وعند لحظة رفع الكأس، ظهر في الصورة ان كل اللاعبين يحتفلون على منصة التتويج، بينما يقف بدرو على بعد بضعة أمتار شارداً بالملعب والجماهير، يتساءل اذا ما كانت النظرة الأخيرة له من هذا الارتفاع أم لا.

كان بدرو «البطل الخارق» بحسب صحيفة «ماركا» أمس. الصحافيون لم يكيلوا المديح له فقط، بل تساءلوا بدورهم إذا ما كانت هذه آخر خدماته لبرشلونة. أما الصحافة الكاتالونية، فكانت صريحة أكثر من المدريدية، فعنونت صحيفة «سبورت»: «بدرو مرة أخرى حتى لو كانت المرة الأخيرة». أما صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» فأكدت أن على برشلونة أن يعمل على تحسين العديد من الجوانب.
وهذه الجوانب هي المحافظة على المواهب التي نشأت في «لا ماسيا» منذ الصغر، لا التخلي عنها لمصحلة نجوم من خارج أسوار تلك المدرسة الشهيرة.
في مقابلة قديمة أجراها بدرو قال إن زميله السابق ولاعب تشلسي الحالي سيسك فابريغاس تعرض للظلم بسبب خروجه من النادي. «ما حصل له غير عادل، لذا أنا سعيد بتألقه في إنكلترا مع تشلسي».
أما أول من أمس، فقد قال بدرو في معرض حديثه بعد المباراة، إن الهدف الحاسم الذي سجله يهديه الى زميله النجم البرازيلي نيمار الذي غاب عن المباراة إثر تعرضه لالتهاب في الغدة النكفية. وللمفارقة، نيمار هو اللاعب الذي بسببه، وبسبب الأوروغوياني لويس سواريز، يجلس بدرو حالياً على مقاعد الإحتياط.
اخيراً، تأجلت المفاوضات حول بدرو مع مانشستر يونايتد، بطلب من برشلونة، على نحو مؤقت بعد إصابة نيمار الذي سيغيب لأسبوعين. طلب الانكليز التأجيل مؤقتا، وهذا يعني أن البرشلونيين ما زالوا مصرين على التخلي عنه، وقد بدا ذلك واضحاً بلسان حال المدير الرياضي للفريق روبرت فرنانديز: «رغبة بدرو هي مغادرة الفريق».

أهدى بدرو هدفه
إلى نيمار الذي
حوّله احتياطياً


وهنا ظهرت مغالطات كثيرة، إذ إن بدرو أبدى غضبه وعدم تفهمه لهذه التصريحات التي ذكر أنه لم يقلها له».
الواضح أن الإدارة والمدرب لويس انريكه لا يريدان بقاءه، وهو لا يريد مغادرة برشلونة، لكن موقفه معقّد جدا، لذا، عليه أن يرضى بالواقع، والموافقة على العرض ليبقى ظاهراً في الملاعب مثبتاً وجوده من دون الإعتماد على وسائل الإعلام التي لا تلفت النظر إلا الى لاعبين محددين، وخصوصاً النجوم منهم، وأصحاب عقود الإعلانات الضخمة.
لم يتلقَ بدرو يوماً تكريماً من فريقه، مثل ذاك الذي حصل عليه في مسقط رأسه سانتا كروز عندما مُنح «الميدالية الذهبية للإستحقاق الرياضي».
«أنا فخور بإنتمائي لهذا المكان وأتمنى أن أستمر في جعله موطني طيلة السنوات المقبلة»، قال يومها. ولا شك في أنه فخور أيضاً، بانتمائه الى برشلونة، الفريق الذي صنعه.
الرحيل، إن حصل، سيكون مؤلماً، بحزن يعتلي وجهه ووجوه زملائه الذين لا يريدون مغادرته. لكن الكلمة الفصل للإدارة والمدرب، ومرةً أخرى، إن حصل ورحل، فسيفعل ذلك كما قال، «برأس مرفوع».