«نشعر كأننا في بيتنا». هذه العبارة، وبالعبرية، احتلت القميص الثاني لمنتخب ألمانيا للشباب. نشعر: أي لاعبو «المانشافت» الشاب. أما البيت، فهو، للأسف، إسرائيل.
هكذا، وبكل بساطة، وضع الالمان هذا الشعار على القميص الذي ارتداه عمالقة الكرة العالمية سابقاً من فرانتس بكنباور الى غيرد مولر الى يورغن كلينسمان الى ميكايل بالاك الى مئات النجوم الكبار. صورة القميص التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي كانت فعلاً صادمة: فالقميص الثاني الذي دخل به منتخب ألمانيا بطولة كأس اوروبا دون 21 عاماً، التي تستضيفها اسرائيل حمل اللون الأزرق بدلاً من الأخضر (المعتمد حالياً)، وهي من المرات النادرة التي يرتدي اللاعبون فيها هذا اللون! وقد طُبع عليه علم المانيا وبجانبه علم اسرائيل، وبينهما تلك العبارة. صورة يخال مشاهدها أنها مفبركة، غير أن محرك البحث على شبكة «الانترنت» يأتي بالتأكيد. موقع «timesofisrael» يعرض الصورة نفسها (وبالامكان تكبير حجمها للتأكد)، ويشير الى «ان هذه الخطوة (الألمانية) تعد نادرة لبلد يشارك في بطولة كبرى». هذه الاشارة لا شك في أنها اول ما يتساءل عنها مشاهد القميص: اذ كيف لمنتخب يمثل كرة بحجم كرة ألمانيا أن يضع مثل هذا الشعار؟ ولمَ خص به الدولة العبرية دوناً عن بلدان أخرى شارك في بطولات على أراضيها؟ ألا يعلم ان ملايين العرب يعشقون كرة بلاده؟
الموقع المذكور ينقل كلاماً عن لاعب المنتخب، لويس هولتبي، صانع ألعاب شالكه السابق، وتوتنهام هوتسبر الانكليزي الحالي، يلفت فيه الى ان «الطبابة في اسرائيل مميزة، وطقسها أفضل من انكلترا وألمانيا»، واكثر فإن هولتبي يعبّر عن سعادته لان فريقه توتنهام ذو خلفية يهودية، وهذا ما يجعل تجربته فيه «ممتعة»!
ولم يفت الموقع التذكير بأنه «بخلاف اعتراضات نشطاء يناصرون القضية الفلسطينية على اقامة البطولة في اسرائيل، فإن هذه الأخيرة انطلقت الأربعاء».
فعلاً، يبدو مفاجئاً ما أقدم عليه الألمان، وهو لا شك صادم ومخيب لآمال كثير من متابعي الكرة الذين يعشقون الكرة الألمانية، إذ إن الكثير من المنتخبات العالمية، بما فيها المنتخب الألماني الاول، لعبت مباريات رسمية او ودية في الدولة العبرية، لكنّ أياً منها لم يظهر هذا الود الكبير ويعبّر عنه بهذه الطريقة المستفزة لمشاعر كثيرين يعادون هذا الكيان. يجدر، على الأقل، بنا القول هنا: هذا المنتخب الشاب عار على عظمة كرة ألمانيا.