لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة إلى تشيلسي هذا الموسم. تغييرات شبه شاملة عرفها النادي إدارياً وفنياً جعلته خارج المنافسة المحلية، مع وصوله إلى ربع نهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي.تشكّل البطولة الأوروبية طوق النجاة الوحيد للنادي، إلّا أن المهمة تبدو صعبة على «البلوز» نظراً إلى أن منافسه في لقاء اليوم هو بطل النسخة الماضية، وأكثر الفرق تتويجاً في البطولة بالمجمل، العملاق الإسباني ريال مدريد. هذا الأخير يسعى جاهداً إلى التتويج بلقبه الخامس عشر في دوري أبطال أوروبا، أملاً بإنجاح موسمه المخيّب محلياً، حيث يبتعد عن متصدّر الدوري برشلونة بثلاث عشرة نقطة.
يواجه مدرب «الميرينغي»، كارلو أنشيلوتي، ناديه السابق بعد تجاوزه ليفربول في الدور السادس عشر (6-2 في مجموع المباراتين)، بينما قلب «البلوز» الطاولة على بوروسيا دورتموند ليتأهل بنتيجة (2-1) في المجمل.

(أ ف ب)


(أ ف ب)

في تلك المرحلة، كان الإنكليزي غراهام بوتر مدرباً لتشيلسي، إلا أنه فقد منصبه على خلفية تردّي النتائج السيئة لصالح مواطنه فرانك لامبارد، وهي المرة الثانية التي يُشرف فيها لامبارد على تدريب الفريق علماً أنه يُعتبر أحد أساطيره بفعل الإنجازات العديدة التي حققها عندما كان لاعباً في صفوفه. ومع ذلك، اتّصفت بداية حقبته الثانية كمدرب بالفشل بعد خسارة أوّل الاختبارات في الدوري أمام وولفرهامبتون بهدفٍ نظيف، وهو يسعى جاهداً إلى تعديل الأمور من خلال تحقيق نتيجة إيجابية أمام ريال مدريد.
في هذا الإطار، ناشد لامبارد لاعبيه خلال المؤتمر الصحافي المخصص لمواجهة «الميرنغي» بتخطّي خيبات الدوري والسير على خطى المشوار المذهل للبلوز عام 2012 الذي شهد تتويجه في دوري أبطال أوروبا الأول تاريخياً. كان السيناريو حينها مماثلاً لوضع تشيلسي في الوقت الحالي إذ كان يحتل مركزاً متأخراً في الدوري. قامت الإدارة حينها بإقالة المدرب البرتغالي أندري فياش بواش وعيّنت الإيطالي روبرتو دي ماتيو لاعب تشيلسي السابق مدرباً في آذار 2012 ليتوّج باللقب في نهاية المطاف.
الحافز موجود عند كلا الفريقين للوصول إلى المرحلة المقبلة على أقل تقدير، خاصةً مع كمية المواهب التي يمتلكانها.

«ديربي» إيطالي
في مباراةٍ أخرى، يستقبل بطل أوروبا سبع مرات، «إي سي ميلان»، فريق نابولي الذي بلغ ربع النهائي للمرة الأولى. يهدف ميلان إلى محاكاة فوزه بأربعة أهداف على نابولي في وقت سابق من هذا الشهر ضمن بطولة الدوري، بينما يسعى «الجنوبيّون» إلى سحب التألق المحلي في الساحة الأوروبية أيضاً. من المتوقع عودة رافاييل لياو وأوليفييه جيرو إلى قيادة الهجوم أمام نابولي، ومن المحتمل أن ينضم إليهما سيمون كيير وراد كرونيتش. على صعيد الإصابات، سوف يغيب بيير كالولو بسبب مشكلة في ربلة الساق، ما يرجّح مشاركة المخضرم كيير لفيكايو توموري في قلب الدفاع.
يُعد جيرو أفضل هدّاف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم برصيد أربعة أهداف لصالح ميلان، وهو رقم يمتلكه أربعة لاعبين من نابولي هم: بيوتر زيلينسكي، جيوفاني سيميوني، جياكومو راسبادوري وفيكتور أوسيمين (هداف الفريق). هذا الأخير يمثّل الضربة الكبيرة لنابولي باستمرار غيابه لإصابة في الفخذ، إضافةً إلى احتمال غياب خليفته سيميوني بعد أن تلقّى ضربة في المباراة الأخيرة ضد ليتشي.
طالب فرانك لامبارد لاعبيه بالسير على خطى مشوار عام 2012


ستكون المواجهة مرتقبة على الصعد كافة بين الفريقين، مع خطف الجناحين الطائرين البرتغالي رافايل لياو في صفوف ميلان والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا مع نابولي للأضواء.
يتألق الجناحان بشكل لافت هذا الموسم، حيث سجل كفارا 12 هدفاً في الدوري المحلي مقابل 10 للياو. أرقام مميزة جعلت العديد من الأندية تسعى إلى التوقيع معهما خلال الصيف، وتجدر الإشارة إلى أن استقدامهما قد يدوّن أرقاماً قياسية في «الميركاتو» خاصةً إذا تمكن أحدهما من التتويج في بطولة دوري أبطال أوروبا، التي سوف ترفع من قيمتهما السوقية، إضافةً إلى الموهبة اللافتة مقارنةً بصغر السن.