يُعَدّ أيّ تمثيل خارجي لنادٍ كروي شرفاً كبيراً يضع على عاتق هذا النادي مسؤولية كبيرة. فالنادي في هذه الحالة يخرج من مناطقيّته وجماهيريّته ليصبح بحجم الوطن تمثيلاً وجماهيرية. هذه هي حال نادي البرج الذي سيمثّل لبنان في كأس الأندية العربية لكرة القدم بصفته ثالث الدوري الماضي. قرار الاتحاد بتسمية البرج كونه ثالث الدوري في الموسم الماضي أثار استياءً أنصارياً من ناحية أن الأنصار هو من يستحق أن يمثّل لبنان إذا تمّ اعتماد الموسم الماضي كمعيار كون القرار حينها كان بأن يشارك في البطولة العربية صاحب المركز الثاني في الدوري، كون بطل الدوري وبطل الكأس يمثلان لبنان في كأس الاتحاد الآسيوي. أما مسألة اعتبار ثالث الدوري هو من يشارك في البطولة العربية، فهو سيعتمد في موسم 2022-2023 الذي لم ينتهِ بعد.الاتحاد، من جهته، أُجبر على تسمية فريق من لبنان قبل نهاية الموسم بسبب إجراء القرعة يوم الاثنين الماضي، وهو اعتمد معيار هذا العام على ترتيب العام الماضي، علماً أن المسؤولين في الاتحاد طلبوا من الاتحاد العربي استعمال تسمية ممثل لبنان في القرعة، لكن الاتحاد العربي رفض وأصرّ على تسمية نادٍ معيّن.
المهم أن الأمور حُسمت وأصبح البرج ممثل لبنان في البطولة العربية وسيواجه فريق الوحدة الإماراتي الشهر المقبل بمباراتين، الأولى ذهاباً ستقام في واحد من أيام 4، 5، 6 نيسان المقبل، والإياب في واحد من أيام 13، 14، 15 نيسان بانتظار تحديد الموعد النهائي من قبل الاتحاد العربي.
هي ليست المشاركة الخارجية الأولى للبرج. «أصفر» الضاحية الجنوبية سبق له أن شارك في مسابقة كأس الكؤوس الآسيوية عام 1995 بعدما أحرز لقب كأس لبنان حينها. لكن هذه المشاركة تعود إلى 28 سنة إلى الوراء، وبالتالي جميع الظروف قد تغيّرت سواء على صعيد لبنان ومنشآته الرياضية المؤهلة لاستضافة فريق خارجي أو علي صعيد المتطلبات المطلوبة من الأندية المشاركة.
طلب البرج لاعبين من النجمة والعهد والأنصار والأخير لم يجب بعد


تحديات عديدة تواجه البرجيين قبل أقل من شهر على مباراة الذهاب. أوّل هذه التحديات هو ملعب المباراة. فالبرج قدّم في استمارة المشاركة اسم ملعب جونية وأرفق صوراً له ولمرافقه، والأهم لعشبه. هذا العشب الصناعي الذي قد يكون سبباً في استبعاد الملعب كما أشار إداريّ من نادي البرج مطّلع على ملف المشاركة. فالاتحاد العربي يرغب في إقامة المباراة على ملعب يتمتع بعشب طبيعي، ما يعني أن البرج قد يخوض مباراتيه خارج لبنان، سواء على أرض محايدة والأرجح أن تكون السعودية، أو يخوض مباراتيه في الإمارات بانتظار قرار الاتحاد العربي.
لا شك أن البرجيين يفضّلون اللعب على أرضهم، لكن غياب الملاعب العشبية الطبيعية، باستثناء ملعب طرابلس الذي أيضاً قد لا يكون مطابقاً للمواصفات المطلوبة، سيعني أن يخسر ممثل لبنان فرصة اللعب على أرضه.
تحدٍ آخر هو التحدي الفني. فالبرج، الذي يحتل المركز الخامس في الدوري اللبناني، يجد نفسه مضطرّاً إلى تدعيم صفوفه بلاعبين من أندية أخرى لكي يكون على مستوى المنافسة. وهو في هذا الإطار تواصل مع أندية النجمة والعهد والأنصار طالباً استعارة الحارس علي السبع واللاعبين: قاسم الزين ومهدي الزين من النجمة، والتونسي حسام اللواتي والسنغالي الحاج مالك (هدّاف الدوري بـ 22 هدفاً) والمهاجم أحمد حجازي من الأنصار، إلى جانب حسين دقيق وزين العابدين فران من العهد. رئيسا ناديَي العهد والنجمة تميم سليمان ومازن الزعني أبديا رغبتهما في دعم البرج بكل إمكاناتهما، أما نادي الأنصار فلم يكن هناك جوابٌ حتى الآن في ما يتعلّق بطلب البرج استعارة ثلاثة لاعبين منه.
هي أيام قليلة وتتوضح الصورة على أكثر من صعيد في ما يتعلّق بمشاركة البرج الخارجية، لكن ما هو مؤكّد أنها تجربة استثنائية لفريق استثنائي يملك قاعدة جماهيرية ولاعبين قادرين على تمثيل لبنان بأفضل صورة.