كانت المباريات بين ريال مدريد وبرشلونة في السابق بمثابة الحدث الكبير المنتظر. عدد النجوم في الفريقين والندّية المستمرة إضافةً إلى الترويج الإعلامي الضخم، ضاعف من أهمية اللقاء حينها. ولكن مع امتداد السنوات، فقد الكلاسيكو أهميته تدريجياً، إثر رحيل كبار النجوم على غرار ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، توازياً مع اختلاف موازين القوى.ضربت الأزمة المالية المترتبة عن فيروس كورونا كرة القدم في مختلف قطاعاتها خلال الأعوام القريبة الماضية. كان الدوري الإسباني أحد أكثر الدوريات تأثراً، حيث فقدت الأندية جزءاً كبيراً من عائداتها المعتادة على خلفية انخفاض عقود البث وانعدام إيرادات الملاعب. حساسية الوضع عكسه موقف قطبَي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، عندما قادا مشروع «سوبر ليغ» بهدف بناء مسابقة منفصلة عن بطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تدر عائدات مضاعفة، لكن الأمر لم يتحقق. ومع ذلك، تمكّن الفريقان في نهاية الأمر من إعادة التوازن الفني إلى منظومتيهما بطرق مختلفة، وعاد التنافس بينهما تباعاً.
هكذا، زادت أهمية الكلاسيكو في الوسط الرياضي من جديد، خاصةً مع عودة ندّيته ضمن المسابقات المحلية هذا الموسم. يحتل برشلونة صدارة الدوري الإسباني مبتعداً عن الوصيف ريال مدريد بفارق سبع نقاط، وامتد الصراع إلى كأس ملك إسبانيا أيضاً حيث يلتقي الطرفان اليوم بعد أن هزم «الميرنغي» غريمه أتلتيكو مدريد بنتيجة (3-1) في دور ربع النهائي، بينما احتاج «البلوغرانا» إلى هدف واحد فقط لإقصاء ريال سوسيداد.
يدخل برشلونة اللقاء في نسقٍ فني غير مستقر إثر تعرضه لهزيمتين متتاليتين، واحدة أمام مانشستر يونايتد أخرجته من الدوري الأوروبي، وأخرى على يد ألميريا قلّصت الهوة في الدوري مع الميرنغي. من جهته، يسعى ريال مدريد إلى الوصول للنهائي والفوز بكأس الملك الأولى له منذ موسم 2013-2014، مع إبقاء آماله حيّة في المنافسة على لقبَي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.
تجدر الإشارة إلى إحراز برشلونة كأس السوبر الإسبانية هذا الموسم على حساب ريال مدريد بنتيجة (3-1) في العاصمة السعودية الرياض، وفي حال تفوّق البلوغرانا مجدداً اليوم، فإنّه سوف يثبت علو كعبه على الميرينغي في البطولات المحلية هذا الموسم.
هي فرصة لوضع قدم في النهائي ضد أوساسونا أو أتليتيك بلباو، اللذان يلعبان في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا الآخر، من المرجح أن تكون شاقة نظراً للإصابات.
يغيب عن ريال مدريد المدافع ديفيد ألابا، بعد تعرضه لإصابة في أوتار الركبة أمام ليفربول في دوري الأبطال، كما يستمر غياب الظهير فيرلاند ميندي. وتعرّض البرازيلي رودريغو لإصابة في العضلات قبل أسبوع أيضاً لكنه قد يعود إلى الكلاسيكو في الوقت المناسب. يعوّل المدرب كارلو أنشيلوتي على تعافي أوريلين تشواميني تماماً من نوبة الإنفلونزا، ما يمكنه من إنعاش خط الوسط.
أما على الجهة المقابلة، فقد أُصيب لاعب برشلونة روبرت ليفاندوفسكي في أوتار الركبة خلال هزيمة نهاية الأسبوع أمام ألميريا. ويعاني عثمان ديمبيلي وبيدري من إصاباتٍ متفاوتة، أفقدت برشلونة التوازن والإبداع في الثلث الأخير، فيما يأمل مدرب الفريق تشافي أن تلتئم ركبة أنسو فاتي المصابة في الوقت المناسب لمباراة اليوم.
ستكون هذه هي المباراة رقم 252 بين الفريقين في مختلف المسابقات. حقق ريال مدريد 101 انتصار أمام برشلونة، الذي انتصر بدوره في 98 لقاء. اقتراب النتائج في السياق التاريخي بين الطرفين إضافةً لكثرة الإصابات تجعل اللقاء متوازناً.