تألَّق آرسنال ضمن حقبات مختلفة على امتداد التاريخ، كان آخرها في تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى عام 2004، عندما توّج بلقب دوري «اللاهزيمة». سقط الفريق بعدها في فراغٍ حقيقي أبعده تدريجاً من الأضواء.وعلى امتداد المواسم الماضية، تخبّط «الغانرز» مع المدرب الفرنسي الأسبق آرسين فينغر، حتى أصبحت المشاركة في دوري أبطال أوروبا عبر احتلال المركز الرابع في الدوري أقصى طموح للفريق. زاد الأمر سوءاً فشل المدرب الفرنسي من تحقيق «التقليد الرابع» في أيامه الأخيرة رفقة النادي، ما جعله يخرج من الباب الواسع.
تواتر بعدها كل من أوناي إيمري وفريدريك ليونبرغ على رئاسة دكة آرسنال الفنية، إلى أن رست الإدارة على ميكل أرتيتا، ابن النادي الذي شغل محور الوسط كلاعب منذ 2011 حتى 2016، ثم مدرباً منذ 2019 حتى الآن.
اقتصرت مسيرة أرتيتا التدريبية حينها على مساعدة مواطنه الإسباني، المدرب بيب غوارديولا، في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي. وعلى رغم مقامرة آرسنال، أثبتت التجربة نجاحها، أقله حتى الآن.
قام المدرب الإسباني الشاب بتحويل الفريق شيئاً فشيئاً ليكون منافساً، وتمثّل حصاده الأول بالتتويج في بطولة كأس الاتحاد الإنكليزي 2019/2020 أمام تشيلسي - لامبارد. هنا، أظهر أرتيتا تفوقه على أسلافه من اللاعبين الذين اقتحموا عالم التدريب من دون خبرةٍ كافية، أمثال فرانك لامبارد، ستيفن جيرارد، أندريا بيرلو، باتريك فييرا...
نجاح أرتيتا الواعد حاز ثقة ملّاك النادي، آل كرونكي، ففتحوا خزائنهم توازياً مع ضغوطٍ متواصلة من الجماهير إثر الغياب طويل الأمد عن منصات البطولات الكبرى. من جهته، كان أرتيتا حازماً، تخلّى عن اللاعبين الذين لا يتوافقون مع أفكاره، وبدأ بتدعيم المنظومة تدريجاً.
فاز النادي اللندني بـ16 من أصل 19 مباراة خاضها هذا الموسم


نشَطَ آرسنال في الصيفين الماضيين بهدف إعداد فريق جاهز للمنافسة. وبعد الاستثمار بكثافة في لاعبين صغار لمشروع النادي طويل الأمد، انصبّ التركيز خلال سوق الانتقالات الماضي على الفاعلية المباشرة.
تم استقدام أمثال المهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس من مانشستر سيتي والظهير الأيسر الأوكراني أولكسندر زينتشينكو… وسرعان ما اتزن الفريق في صفوفه كافةً.
نشاط آرسنال اللافت بعد سنوات التقشف مع آرسن فينغر، استمر خلال فترة الانتقالات الشتوية للموسم الحالي. كان المدفعجية كما يلقبون قاب قوسين أو أدنى من التوقيع مع جناح شاختار دونيتسك الأوكراني ميخايلو مودريك، قبل أن يتمكن تشيلسي من حسم الصفقة. قام النادي اللندني بعدها بتعويض مودريك بجناح نادي برايتون، البلجيكي ليوناردو تروسار. وسعى آرسنال إلى تعزيز خط الوسط تباعاً، من خلال محاولة التوقيع مع متوسط برايتون مويسيس كايسيدو، لكن الصفقة تعثرت، لتتوجه الإدارة إلى خيارات متاحة بشكلٍ أسهل، فوقّعت مع متوسط ميدان تشيلسي، الإيطالي جورجينيو.
آرسنال على الطريق الصحيح. تعكس ذلك الأرقام بصورةٍ أوضح. يحتل الـ«غانرز» صدارة الدوري بـ50 نقطة، إثر فوزه بـ 16 مباراة من أصل 19 مقابل خسارة واحدة وتعادلين، مع امتلاك الفريق اللندني مباراة أقل عن الوصيف مانشستر سيتي (45 نقطة).
يحظى النادي اللندني أيضاً بثاني أفضل سجل دفاعي في الدوري بعد تلقي شباكه 16 هدفاً فقط من 19 مباراة، كما يحتل وصافة أفضل خط هجوم (45 هدفاً).
إحصاءات تُرجّح كفة الغانرز للفوز بأول بطولة دوري منذ عام 2004، على أن تشكّل المباراة المقبلة في ديار إيفرتون السبت، (14:30 بتوقيت بيروت) اختباراً جديداً ضمن سباق اللقب.