تبدأ مرحلة الجدّ في الدوري اللبناني لكرة القدم مع انطلاق سداسية الأوائل وسداسية الأواخر بشكلٍ مختلف كثيراً عمّا عرفه الموسم الماضي، وذلك إثر التعديل الذي طال النظام الفني للبطولة حيث لم تحمل الفرق سوى نصف النقاط التي حصدتها في المرحلة الأولى من الدوري.من هنا وعند الحديث عن سداسية الأوائل، تبدو خمسة فرق هي الأنصار، شباب الساحل، العهد، النجمة والبرج قادرة على الفوز بلقب الدوري، بينما تفرض الواقعية نفسها بعدم ذكر اسم الشباب الغازية الذي يبتعد نقاطاً وقدرةً فنية أيضاً عن الفرق الخمسة الأولى التي ستفرز مواجهاتها أكثر من قمّةٍ، بحيث تعرف كلّ منها بأن الخطأ ممنوع وأي زلّة قدمٍ قد يدفع صاحبها الثمن غالياً.
الواضح أن الدوري بمرحلته الحاسمة سيكون مختلفاً تماماً عن كل الجولات السابقة، وذلك وسط التغييرات التي قامت بها الفرق الساعية إلى تحسين نتائجها، وخصوصاً تلك التي ضمّت أجانب من مستوى أعلى، ما سينعكس إيجاباً على الوضع العام للبطولة، ويزيد من حدّة المنافسة وقوة المباريات.

عرف النجمة تغييراً كاملاً لأجانبه (غيفارا عبود)

هذه المنافسة ستبدو نارية منذ اليوم عندما يلتقي شباب الساحل والبرج في «دربي» الضاحية الجنوبية (الساعة 16.00 في جونية)، وهي مباراة بدأت تأخذ أبعاداً أقوى من أي وقتٍ مضى، إذ إن البرجيين لديهم ما يقولونه في السداسية بعدما تصدّروا الدوري لفترةٍ لا بأس بها عند انطلاقه قبل أن يجدوا الساحليين أمامهم على لائحة الترتيب العام حيث يحتلون حالياً الوصافة بفارق نقطةٍ واحدة عن الأنصار.
واللافت أن الفائز من هذه المباراة سيقفز إلى الصدارة مؤقتاً، بانتظار لقاء الأنصار مع الشباب الغازية يوم غدٍ السبت (الساعة 14:15 في جونية)، علماً أن الفرق الثلاثة لم تشهد أي تغيير على الصعيد الأجنبي، بينما كان الفريق الجنوبي الوحيد الذي أجرى تغييراً بينها باستقدامه النيجيري إيبي شيزوبا ليكون بديلاً في خط الهجوم لمواطنه عيسى ماني.

ورشة العهد والنجمة
لكن في المقابل، كانت التغييرات كبيرة عند الفريقين اللذين سيلتقيان في قمّة الجولة الأولى من سداسية الأوائل (الأحد الساعة 16.00 في جونية)، وهما العهد والنجمة.
بطل الموسم الماضي الذي يدخل دورة التصفية النهائية وهو على مسافة نقطتين فقط من المتصدر، سبق أن كشف عن طموحاته بالاحتفاظ باللقب عندما تعاقد مع المهاجم الاسكتلندي لي إروين في صفقةٍ قيل أنها من الأكبر في تاريخ كرة القدم اللبنانية، قبل أن يغيّر أجنبياً آخر بإعادته لاعب وسطه السابق عيسى يعقوبو الذي دوّن اسمه في سجلاته بأحرفٍ مذهبّة يوم سجّل له هدف الفوز في مرمى فريق 25 أبريل الكوري الشمالي خلال المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي عام 2019.
وصول إروين سيزيد بلا شك من القوة الهجومية الضاربة لفريق العهد الذي افتقد إلى اللاعب الحاسم في مبارياتٍ عدة، ويبدو أن الاسكتلندي لديه كل الإمكانات لحلّ المشكلة، وهو الذي يملك سيرةً ذاتية مهمة من خلال مروره بالكرة الإنكليزية حيث لعب مع نادي ليدز يونايتد العريق، ووصولاً إلى تألقه في فنلندا قبل وصوله إلى لبنان حيث سجل 21 هدفاً بألوان فريق هاكا.

(طلال سلمان)

كما تبدو صفقة يعقوبو مهمة جداً لأن اللاعب يعود بخبرةٍ ونضجٍ أكبر إثر احترافه في الكويت، ودوره يبدو استثنائياً بسبب قدرته على خلق التوازن في خط الوسط الذي يحتاج إلى قائدٍ مقاتلٍ يزيد من نسبة استخلاص الكرات والاستحواذ في آنٍ معاً.
أما النجمة فقد عرف ورشةً كبيرة بدأت من خلال الذهاب مجدداً نحو المدرسة البرتغالية تدريبياً، والمطعّمة بأبناء العمّ البرازيليين، إذ إلى جانب ضم لاعب الوسط البرتغالي فيتور باراتا، سيطلّ الثنائي البرازيلي ماتيوس سانتانا وجيفينيو بألوان الفريق «النبيذي»، تماماً كما هو حال نجم منتخب لبنان لكرة القدم للصالات سابقاً، الذي عاد من مكان عمله في ساحل العاج للالتحاق بصفوف النجمة بعدما أظهر إمكانات مميّزة خلال آخر مشاركة للفريق البيروتي في كأس الاتحاد الآسيوي.

سداسية الأواخر «نار»
في المقابل لا تختلف سداسية الأندية الأواخر (تقام مبارياتها الثلاث يوم الأحد الساعة 14:15) عن تلك التي ترتبط بالأوائل، إذ إن نظرة بسيطة إلى جدول الترتيب بعد حسم نصف نقاط كل فريق، تترك صورةً واضحة مفادها أن لا أحد من الفرق الستة بمنأى عن الهبوط، إذ يفصل بين أوّلها وآخرها نقطتين فقط، بحيث يملك كلٌّ من الصفاء والتضامن صور 5 نقاط، وكلّ من الإخاء الأهلي عاليه والسلام زغرتا والحكمة 4 نقاط، مقابل 3 نقاط لطرابلس.
5 فرق تستطيع الفوز باللقب و6 أخرى مهددة بالهبوط


ومع إدراك أهمية كل نقطة وكل مباراة، بدا وكأن نشاط فرق هذه السداسية يوازي الحال في السداسية الأخرى الخاصة بفرق النخبة، والدليل أن الصفاء الذي يلتقي ضيفه طرابلس في الجولة الأولى، يعلم أن مستواه كان يؤهله للعب بين أندية المقدّمة، لكنه يريد البقاء بعيداً عن المخاطرة لتفادي النهاية المأسوية التي عرفها في ختام الموسم الماضي، فكان أن تعاقد مع المهاجم فريدينو مونبرومييه من هاييتي، ليكون إلى جانب السنغالي أدرامي ديالو والمالياني عيسى كيتا المتوقّع أن يغيب عن 4 مباريات بسبب إصابته بتمزّقٍ عضلي.
وفي وقتٍ استغنى فيه التضامن صور عن كل أجانبه بشكلٍ مستغرب وأبقى ضيفه الحكمة على نفس لاعبيه مستغنياً عن الثنائي المحلي أبو بكر المل واكرم مغربي، عرف كلٌّ من الإخاء الأهلي عاليه وضيفه السلام زغرتا تغييرات أجنبية شبه جذرية، إذ إن الفريق الجبلي ضمّ اليه البرازيلي لايرسيو كوستا والمهاجم الاسباني أليكس شيكو، اضافةً الى يوسف عتريس الذي خاض أخيراً مشواراً احترافياً في الهند. أما الفريق الشمالي فقد تعاقد مع المدرب البرازيلي ريكاردو سيركويرا وضمّ أيضاً مواطنه مارسيلو، آملاً الهروب من منطقة الخطر.