خطف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الأنظار بعد تتويج منتخب «الألبيسيليستي» بالمونديال الكروي الأخير. ميسي كان نجماً فوق العادة في قطر، وكان أيضاً الرقم الصعب في تشكيلة الأرجنتين، إلا أنه لم يكن بإمكانه حمل الكأس الأغلى لولا وجود بعض اللاعبين المميزين في تشكيلة «التانغو»، وعلى رأسهم أفضل حارس في المونديال، إيميليانو مارتينيز.الحارس «المشاغب» صاحب الـ 30 عاماً تصدّى لركلتَي جزاء في ربع النهائي أمام هولندا، ليقود منتخب بلاده إلى المربع الذهبي. لم يتوقف إبداع حارس آستون فيلا الإنكليزي عند هذا الحد، بل تعملق في المباراة النهائيّة، وخاصة حين تصدى بطريقة أكثر من رائعة لكرة اللاعب الفرنسي راندال كولو مواني في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، ليكون صاحب الفضل بالتوجه نحو الركلات الترجيحيّة. وهناك واصل الحارس الأرجنتيني تألقه فتصدى لركلة كينغسلي كومان، كما أن أسلوبه الاستفزازي للخصوم أثّر سلباً على لاعب فرنسا الشاب، تشواميني، وجعله يضيع ركلة الجزاء الثانية. واللافت أن مارتينيز كان قريباً من التصدي لركلتَي جزاء للنجم كيليان مبابيه خلال المباراة.
وبلغة الأرقام، فقد حافظ مارتينيز على نظافة شباكه في 3 مباريات من أصل 7 لعبها منتخب بلاده في المونديال، كما تصدى خلال هذه المباريات لـ 7 كرات خطرة على مرماه.
أداء مميز ساهم في النهاية بوضع النجمة الثالثة على قميص الأرجنتين، كما أهداه القفاز الذهبي، كجائزة فردية استحقها.
حرّاس آخرون قادوا بلادهم نحو المجد المونديالي في قطر، واحد منهم هو حامي عرين «أسود الأطلس» ياسين بونو. حارس نادي إشبيلية الإسباني كان صاحب فضل كبير بإيصال المغرب إلى نصف نهائي المونديل، ليكون بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز.
تصدى حارس بولندا فويتشيك تشيزني لركلتَي جزاء في الدور الأول بينهما واحدة لليونيل ميسي


بونو كان النجم الأول خلال مباراة بلجيكا في الدور الأول عندما فاز المغاربة (2 ـ 0)، وتألق في دور الـ 16 عندما وصل المغرب الى ركلات الترجيح أمام إسبانيا، فتصدى لركلتَين وكان قريباً من صدّ الثالثة التي ذهبت نحو القائم، ليصل المغرب الى ربع النهائي ويقصي البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو بفضل تصدّيات بونو الأكثر من رائعة. وخلال المونديال العربي، حافظ بونو على نظافة شباكه في 4 من أصل 7 مباريات، كما تصدّى لـ 7 كرات حاسمة، وتجاوز بذلك رقم حارس الأرجنتين مارتينيز، وحارس إنكلترا جوردان بيكفورد.
وفي المونديال الشتوي، لم تكن كرواتيا قادرة على احتلال المركز الثالث لولا وجود حارسها المميز دومينيك ليفاكوفيتش. حارس دينامو زغرب تصدّى خلال 7 مباريات لـ 25 كرة خطرة على مرماه (أعلى رقم في المونديال)، كما حافظ على شباكه نظيفة في مباراتين.
التألق الأوضح خلال المونديال كان خلال مواجهة ربع النهائي أمام البرازيل، حين وصلت المباراة الى ركلات الترجيح، فتصدى ليفاكوفيتش لتسديدة رودريغو الأولى، قبل أن يضيع ماركينوس التسديدة الرابعة وتتأهل كرواتيا الى المربع الذهبي للمرة الثانية توالياً بعد 2018 حين حلّت وصيفة لفرنسا.
حارس مرمى منتخب بولندا فويتشيك توماش تشيزني تصدّى بدوره لركلتَي جزاء خلال الدور الأول من المونديال، واحدة للمنتخب السعودي وثانية لنجم منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي. تصدّيان ساهما بشكل كبير في إيصال بولندا الى الدور الثاني من المونديال حيث خرجت على يد فرنسا التي حلّت وصيفة في النهاية. وخلال كأس العالم، تصدى تشيزني لـ 23 كرة خطرة في 4 مباريات فقط، وهو حافظ على نظافة شباكه مرتين. ارقام تثبت مدى أهمية هذا الحارس بالنسبة إلى المنتخب، وتؤكد على دور حارس المرمى في أي فريق.
هي بالفعل بطولة حرّاس المرمى، الذين قادوا منتخباتهم الى مراحل متقدمة جداً، وواحد منهم ذهب نحو رفع اللقب لتتأكد المقولة بأن أي منتخب أو فريق يبحث عن بطولة كبرى، عليه التعاقد مع حارس كبير.