بعد أسابيع قليلة من استلام الملّاك الجدد زمام الأمور في تشيلسي، تمت إقالة مدرب الفريق توماس توخيل. اسم جديد يرحل عن قلعة «ستامفورد بريدج» استكمالاً لحملة إعادة الهيكلة الشاملة، على أن يكون الحكم حول الإجراءات الجديدة في نهاية الموسم.بدأ تشيلسي موسمه الأوروبي بخسارةٍ مخيبة أمام دينامو زغرب (1-0). بعد نهاية المباراة، اعترف مدرب الفريق توماس توخيل بأن الأمور لا تسير على ما يرام، بخاصة إثر حصد تعادل وخسارتين من المباريات الست الأولى من الدوري، مؤكداً صب كامل تركيزه على اللقاء المقبل أمام فولهام. لم تمضِ 24 ساعة على مؤتمر توخيل الصحافي حتى أصدر تشيلسي بياناً أعلن خلاله فسخ عقد مدرب الفريق الأول. قرار صادم هز الوسط الرياضي وأثار التساؤل حول سلطة الملّاك الجدد بقيادة الأميركي تود بولي ومدى «فهمهم» لعالم كرة القدم.
دخل توخيل تاريخ تشيلسي من الباب الواسع بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا في الموسم ما قبل الماضي، ثم تبعه بلقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في أقل من عام لخلافته المدرب الأسبق فرانك لامبارد. وصل الألماني أيضاً إلى ثلاثة نهائيات محلية لكنه فشل في الفوز بأي منها. ظهر جلياً قدرة توخيل العالية على إدارة مباريات دور خروج المغلوب، وهو ربما ما افتقره أثناء إدارته بطولة تتطلب نفساً طويلاً، كما هي الحال بالنسبة للدوري الإنكليزي الممتاز. لكن، رغم التذبذب، لم تكن هناك بوادر للإقالة.
أمضى توخيل الصيف رفقة بولي في محاولةٍ للحصول على أفضل سوق انتقالات ممكن. وبحسب الشائع، لم ينحصر قرار الإقالة بالهزيمة الأوروبية المخيبة، بل أنه كان يطبخ على نار هادئة قبل عدة أسابيع.
رحيل كبار الإداريين خلال الصيف مثل مارينا غرانوفسكايا ورئيس مجلس الإدارة بروس باك إضافة للمستشار الفني بيتر تشيك، جعل الأمر يبدو كما لو أنه عهد إلى توخيل توجيه بولي خلال المرحلة الأولى الصعبة من ملكيته. ورغم سير «الميركاتو» الصيفي بشكل جيد، أقله «ظاهرياً»، أسفرت العديد من المواقف على اتخاذ بولي قرار الإقالة.
مشاركة الرئيس تود بولي بالقرارات الفنية أزعج توخيل في أكثر من مناسبة


بالنسبة لتوخيل، كانت فترة العمل مع المالكين الجدد صعبة ومربكة. خلال الصيف، بدا المدرب الألماني غير سعيد باحتمالية الاضطرار إلى الجمع بين مهام التدريب ومساعدة بولي في إعادة هيكلة المنظومة.
وبحسب موقع «The Athletic»، أدى تعيين بولي كمدير رياضي مؤقت إلى إحراج توخيل في أكثر من مناسبة. كان هناك اختلاف في الرأي بين الطرفين حول بعض الصفقات، وصعّب الأمر بالنسبة للمدرب أن المدير الرياضي هو نفسه أحد مُلّاك النادي. كان بولي يرغب بالتعاقد مع كريستيانو رونالدو بعد لقاء وكيل أعماله خورخي مينديز في البرتغال، لكن مدرب تشيلسي أبدى معارضته للصفقة المحتملة. أيّد بولي موقف مدربه الرئيسي في نهاية المطاف لكن العلاقة توترت أكثر بسبب انتقاد توخيل علناً لعدم تقدم تشيلسي في الانتقالات بعد الخسارة (4-0) أمام آرسنال. أشار الموقع أيضاً إلى وصف بولي مدرب فريقه توخيل علناً أمام شخص ذو نفوذ في الدوري الإنكليزي بأنه «كابوس» عندما يجب التعامل معه بشأن الصفقات. وبعد أن خسر تشيلسي خارج أرضه أمام ليدز يونايتد في الدوري، توقف توخيل والملّاك الجدد عن الحديث. من الأمور التي أسهمت في قرار الإدارة الجديدة أيضاً، ملاحظة تراجع نشاط توخيل في تواصله مع اللاعبين وقلّة رغبته في التدريب مقارنةً بالأشهر الأولى من تعيينه مدرباً لتشيلسي. أعاد البعض الأمر إلى مشكلات شخصية مر بها المدرب الألماني خارج الملعب.
حقبة جديدة كلياً تنتظر الفريق اللندني بعد توصله لاتفاق مع مدرب برايتون، غراهام بوتر، لتولي مهمة الإشراف الفني خلفاً لتوخيل. وفقاً للعديد من وسائل الإعلام البريطانية، سيكون غراهام جاهزاً لإدارة مباراة الدوري المقبلة غداً السبت ضد فولهام. يُعد غراهام أحد أفضل المدربين الإنكليز الواعدين، وتمكن من تقديم كرة قدم جذابة رفقة برايتون غير أن قلة الموارد مقارنةً بفرق القمة جعلت من حصد الألقاب أمراً صعباً. المرحلة المقبلة حساسة جداً لتشيلسي، والنادي يحتاج لمزيد من الوقت كي يعود إلى مساره الصحيح.