لبنان يلتقي الأردن غداً السبت الساعة (16:00 بتوقيت بيروت)، فيما يُلعب نصف النهائي الآخر عند الساعة (13:30) من اليوم ذاته بين أبناء قارة أوقيانوسيا أي أوستراليا ونيوزيلندا، وهي مباراة تُعدّ إعادة لنصف نهائي بطولة آسيا عام 2017، عندما هزمت أوستراليا جارتها نيوزيلندا (106 ـ 79).المنتخبان الأوقيانيان انضمّا الى الاتحاد الآسيوي لكرة السلة عام 2015. في ذلك الوقت، رأى العديد من الجهات المتابعة لكرة السلة أن من غير العادل ضم نيوزيلندا وأوستراليا إلى المظلّة الآسيوية رياضياً، نظراً إلى تفوقهما في مختلف الألعاب وخاصة كرة السلة. مرّت السنوات وأثبتت هذه النظرية صحتها، وخاصة بعدما فازت أوستراليا باللقب الآسيوي على حساب إيران في البطولة التي أقيمت في لبنان عام 2017 (كانت البطولة الأولى بعد الانضمام). 5 سنوات على ذلك التاريخ، وعاد المنتخبان مجدداً الى المربع الذهبي في آسيا، وتبدو أوستراليا مجدداً الأقرب إلى الظفر باللقب، أقلّه في الترجيحات على الورق، ولكن لا بد من القول إن هناك شيئاً تغيّر في القارة خلال السنوات القريبة الأخيرة على مستوى المنتخبات العربية تحديداً.

تطوّر لبناني أردني
في عام 2017 خرج منتخب لبنان من ربع نهائي بطولة آسيا على حساب إيران، ومن الدور نفسه خرجت الأردن على يد نيوزيلندا نفسها، ولكنّ المنتخبين العربيين اليوم في نصف النهائي القاري بعدما هزم لبنان العملاق الصيني (72 ـ 69)، فيما تفوّقت الأردن على إيران القوية (91 ـ 76). نتائج تدلّ على تطور كرة السلة العربية بشكل لافت خلال السنوات الأربع الماضية، وخاصة أن لبنان كان قد هزم نيوزيلندا نفسها في دور المجموعات في بطولة آسيا الحالية بنتيجة (86 ـ 72).
لا شيء مستحيل في كرة السلة، هذا ما تُظهره النتائج، ومشاركة عملاقَي قارة أوقيانيا في البطولات الآسيوية لكرة السلة حملت إيجابيات أيضاً لمنتخبات القارة التي عملت على رفع مستواها نتيجة الاحتكاك مع لاعبين كبار احترفوا في الدوريات الأوروبية والدوري الأميركي للمحترفين NBA. المنتخبات العربية، وخاصة لبنان، كسرت عقدة الصين وإيران ونيوزيلندا، ومن يفوز على هذه المنتخبات لن يكون بعيداً عن الفوز على أوستراليا. واللافت أن لبنان والأردن أصبحا منذ فترة ليست بالقصيرة من الدول التي تمتلك لاعبين محترفين في الخارج، وبالتالي يجيدون اللعب على مستوى عالٍ قارياً، كما أن المنتخبين العربيين شاركا في كأس العالم أكثر من مرة (لبنان ثلاث مرات والأردن مرتين)، وهما قريبان من التأهل الى المونديال السلّوي المقبل 2023.
فرض منتخبا لبنان والأردن نفسيهما بقوة على الساحة القارية


إذاً الكرة الآسيوية أصبحت اليوم متكافئة بين منتخبات شرق القارة وغربها، والاستمرار بالقول إن اللقب الآسيوي يُحسم سلفاً قبل كل بطولة للصين أو أوستراليا أو نيوزيلندا لم يعد منطقياً، فلبنان دخل في المعادلة بقوة وهو بات من بين أفضل 4 منتخبات في القارتين (آسيا وأوقيانوسيا)، والأردن أقحمت نفسها في المعادلة هي الأخرى بعدما تجاوزت العملاق الإيراني ووصلت الى المربع الذهبي.
السلة العربية في تطور مستمر، واللقب القاري لن يكون بعيداً عن خزائن العرب ـ سواء في البطولة الحالية أو البطولات المقبلة ـ وخاصة لبنان الذي يمتلك مجموعة من اللاعبين المميّزين القادرين على المنافسة لسنوات مقبلة، إذ إن معدل أعمار اللاعبين لا يتجاوز 26 سنة، مع احتمال ضمّ لاعبين صاعدين قريباً الى المنتخب الأول، بعضهم محترف في الخارج.
نصف النهائي يُلعب غداً، والنهائي المقرر يوم الأحد المقبل سيحمل طرفاً عربياً، وهي رسالة واضحة لجميع المنتخبات في القارة أن المستقبل لن يكون سهلاً من أجل الفوز بالألقاب وحسم بطاقات المونديال.