مشهد غير اعتيادي عرفه مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، أقلّه في العصر الحديث لكرة القدم.خيبة، دموع، وغضب. الصفاء إلى الدرجة الثانية بعدما كان بطلاً أو فريقاً يُحسب له ألف حساب، فارضاً نفسه لاعباً أساسياً في المعادلة التنافسية الكروية لأي فريقٍ قوي، فزاحم في التسعينيات الأنصار والنجمة، ومن ثم العهد في الألفية الجديدة حيث حصل على ثلاثة ألقاب في بطولة الدوري، وفاز بكل الألقاب الممكنة في الكرة اللبنانية، لا بل إنه بلغ نهائي كأس الاتحاد الآسيوي.
طلال سلمان

الواقع أن من تابع وضع الصفاء في الأعوام القريبة الماضية، توقّع ربما هذا المصير لفريق "النسور"، إذ استنزفته الصعوبات التي تُختصر بخضات إدارية، مالية، فنية، ونزيفٍ مستمر على صعيد النجوم الذين رحلوا تباعاً ليصبحوا أعمدةً أساسية في الفرق القوية، لا بل حتى أن "الأصفر" خسر ملعبه في وطى المصيطبة حيث كسب أفضليةً غالباً في الماضي البعيد.
كل هذا أطلق انتقادات غير مألوفة من قبل فئة غير بسيطة من جماهيره، لكنها لم تفرز حلولاً، فبقي الفريق مترنّحاً في دوامة خسارة اللاعبين المميزين، وتغيير المدربين والأوضاع غير المريحة أو غير الواضحة بالنسبة إلى مستقبله الذي بقي مجهولاً.
طلال سلمان

صرخات هذه الجماهير رغم عددها القليل في المدرجات حضرت في جونية بعد الهدف القاتل الذي تلقاه الفريق، ومن ثم بعد المباراة حيث طاولت أسهم عباراتهم المنتقدة اللاعبين، ما خلق مشكلةً بين أحدهم وبين قائد الفريق زين طحان الذي لم يشارك في اللقاء بسبب الإصابة.
هدفٌ للسنغالي بوكونتا سار للحكمة في الدقيقة 96، أبقى الفريق الأخضر في الدرجة الأولى مع الإخاء الأهلي عاليه الفائز على سبورتينغ برباعية نظيفة في بحمدون، سجلها هادي ماضي، الغاني دينيس تيته (2) وسعيد سعد.
طلال سلمان

صحيحٌ أن الحكمة بقي، لكن على لسان محبيه الذين تواجدوا في الملعب، خرج اعتراف صريح بأن الفريق بحاجةٍ إلى الكثير من العمل للاحتفاظ بمكانه بين الكبار في الموسم المقبل، فما عاشه الحكمويون على مدار الموسم كان صعباً. هذا الأمر كان متوقعاً بشكلٍ كبير، إذ إن التشكيلة الحكموية لم تحمل الخيارات الكثيرة، فالنادي قاتل بـ"اللحم الحيّ" لتأمين المتطلبات المالية وتالياً الفنيّة، وهو الذي مرّ بمصاعب عدة بفعل الأزمة التي عرفها بخصوص ملف الديون العالقة التي تخلّص منها، ما يفتح الباب للعمل على ضمّ لاعبين مميّزين للموسم المقبل وخلق فريقٍ أفضل بكثير.
سقط الصفاء، وبقي الحكمة، فخسر الدوري أحد كباره الذي سيعود حتماً إلى مكانه الطبيعي فريقاً منافساً، وخزاناً لتنشئة المواهب وتغذية الأندية والمنتخبات بها.