عاشت إيطاليا أمسية مخيّبة في مدينة باليرمو بعد هزيمة المنتخب الوطني أمام مقدونيا الشمالية بهدفٍ قاتل في اللحظات الأخيرة خلال الأسبوع الفائت. خسارة أخرجت المنتخب من الملحق الأوروبي ليفشل بذلك في التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي.كان احتمال عدم التأهل إلى «مونديال» قطر وارداً بمجرد مشاركة المنتخب الإيطالي في الملحق، غير أن التوقعات صبّت في نهائي مرتقب أمام البرتغال، وهو ما لم يحدث. خسرت إيطاليا وأعادت تكرار سيناريو 2018 رغم النجاح النوعي للمنتخب بين الحقبتين. فبعد «كابوس» 2018، قام الاتحاد الإيطالي بتعيين المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني الذي أسهم في تكوين منظومة شابة قدّمت كرة قدم جميلة، أسفرت تباعاً في التتويج بكأس أوروبا الصيف الماضي. «إنجاز» رفع من سقف التطلعات، غير أن الحلم تبدّد على العتبة المقدونية بهدف سجّله المهاجم ألكسندر ترايكوفسكي في الوقت القاتل (2+90)، ليمنح بلاده بطاقة نهائي الملحق.
(أ ف ب )

الفوز ببطولة «اليورو» كان بمثابة فاصل سعيد بين أعوام من الخيبة للكرة الإيطالية، في ظل انتهاء مشوار إيطاليا عند عتبة الدور الأول لمونديالَي 2010 و2014 وفشلها في التأهل إلى نهائيات 2018 إضافةً إلى خيبة الأندية الإيطالية ونتائجها المتواضعة في دوري أبطال أوروبا، ما يستدعي إعادة هيكلة فنية وإدارية شاملة. نظام الكرة الإيطالية بأكمله يحتاج إلى مراجعة، وهو ما أشار إليه نجم إيطاليا روبرتو باجيو ذات مرة عندما كان رئيساً للقطاع الفني في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
شرع باجيو بعد الأداء الكارثي لإيطاليا في جنوب أفريقيا (عام 2010) في العمل لمحاولة اكتشاف وحل المشكلات التي تعاني منها كرة القدم في البلاد، وقدّم في سبيل ذلك عام 2011 تقريراً من 900 صفحة طرح فيه حلولاً لمختلف المشكلات. رغم أهمية التقرير، تجاهل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم مقترحات باجيو ما أدّى إلى استقالته من منصبه عام 2013، حيث صرح: «لم يُسمح لي بأداء الدور بالشكل المطلوب. ظل تقريري المكوّن من 900 صفحة والمقدم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 حبراً على ورق». من الصعب معرفة ما إن كان تقرير باجيو سيحدث فارقاً كبيراً أم لا لو أُعطي الاهتمام الذي يستحقه، لكن من الواضح أن كرة القدم الإيطالية بحاجة إلى تغييرات جذرية.
قدّم باجيو عام 2011 تقريراً من 900 صفحة طرح فيه حلولاً لمختلف المشكلات ولكن تم تجاهله


فشل إيطاليا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة هو علامة على وجوب اعتزال عدد من لاعبي المنتخب الوطني لإفساح المجال أمام مواهب جديدة والتركيز على تحسين الأكاديميات. يجب إيجاد حل للمشكلات الهجومية في المنتخب نظراً إلى عدم احتواء المنظومة مهاجماً هدّافاً ثابت الأداء. على سبيل المثال، دائماً ما يسجل تشيرو إيموبيلي الأهداف في الدوري، لكنّ أرقامه تكون متواضعة جداً رفقة المنتخب، كما هي الحال بالنسبة إلى المهاجم الآخر أندريا بيلوتي. في الدفاع، يبدو أن الوقت قد حان لاعتزال جورجيو كيليني نظراً إلى إصاباته المتكررة بفعل التقدم في السن، وهناك العديد من الأسماء الأخرى بحاجة إلى الابتعاد عن المنتخب، وهذا القرار يجب أن يأخذه روبيرتو مانشيني، أو أي مدرب مقبل. تجدر الإشارة إلى دعم رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لروبيرتو مانشيني من أجل الاستمرار في قيادة المنتخب، على الرغم من أن فابيو كانافارو ، قائد الفريق الفائز بكأس العالم 2006، مرشح رئيسي لتولي المسؤولية بحسب الصحف الإيطالية، مع مارتشيلو ليبي.

(أ ف ب )

ستقام البطولة الكبرى التالية عام 2024 (بطولة اليورو)، وبحلول ذلك الوقت يجب أن يتم العمل على هيكلة المنتخب كي يعود «الأتزوري» إلى الواجهة من جديد. الأمر مرهون بالاتحاد ومدى جهوده لتحسين الكرة الإيطالية عموماً والمنتخب بشكل خاص.