يتهافت المواطنون الصينيّون والسيّاح لشراء تميمة أولمبياد بكين الشتوي «بينغ دون دون»، وهي عبارة عن حيوان باندا يرتدي بذلة للتزلج، في ظاهرة فاقت التوقّعات وفاجأت مصمّمها. وبدأ البعض يبحث عن شراء هذه التميمة من السوق السوداء بمبلغ وصل إلى 28 يورو بسبب نفاد الكمية في المتاجر الصينية. ولم يتوقّع رئيس فريق تصميم تميمة بينغ دون دون، تساو شوي هذا النجاح، فقد قال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «مع افتتاح الأولمبياد، كنت أتوقّع أن يشتريها الناس، لكن لا أن تحظى بشعبية كبيرة بين عشيّة وضحاها»، مشدّداً على أنها «أصبحت ظاهرة». وأضاف ممازحاً «احتفظ كلّ من المصمّمين الـ14 بتميمة واحدة كتذكار. في الأيام الأخيرة، نعتقد أنّه ربما كان من الأجدر علينا الاحتفاظ بالمزيد!».وتزامنت بداية الألعاب الأولمبية الشتوية في 4 شباط/ فبراير مع عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في الصين وإغلاق جميع المصانع في البلاد، فكانت النتيجة نفاد المخزون في المحلات التجارية. واستغل البعض النقص الحاصل لإعادة بيع التميمة بأسعار مضاعفة وصلت إلى 10 مرات سعرها الرسمي، في وقت حذرت الشرطة من عمليات الاحتيال عبر مواقع التواصل، حيث يختفي البائعون بعد تلقّيهم الأموال. ويتذكّر رئيس فريق التصميم تساو شوي التفاصيل الدقيقة التي رافقت تصميم التميمة، والأفكار التي طُرحت خلال ورشة العمل. ويقول بهذا الشأن: «لقد رسمنا عشرات الآلاف من الرسومات، وأمضينا سبعة أشهر في تصميم وتعديل كل ذلك. ولفترة من الوقت، تخلّينا حتى عن فكرة رسم الباندا. لأنه كان هناك العديد من رسومات الباندا في الماضي...». ولكنه أضاف: «في النهاية، بالنسبة لفريقنا واللجنة المنظمة للألعاب، اعتقدنا أنّ الباندا هو أفضل خيار ممكن». ورسا فريق التصميم على تميمة الباندا الضاحك، الذي تم وضعه في نوع من زي رائد فضاء شفاف يشبه الجليد... أو بذلة واقية، مفيدة في أوقات الوباء. وتجتاح حمى تميمة الباندا مواقع التواصل مع تزايد الحماس لدرجة أنّ البعض يشارك مقاطع فيديو للتمائم أو وجبة الرافيولي أو كعكات الأرز من صناعة منزلية تحمل صورة «بينغ دون دون». وفي مواجهة ارتفاع الطلب على التميمة، وعد منظّمو الألعاب الأولمبية بتسريع الإنتاج، في حين بثّت وسائل إعلام محلية تقارير تُظهر العمال يعملون ساعات إضافية في المصانع. وقال تساو شوي: «عندما أرى كلّ هؤلاء الناس في بكين يتحدّون البرد لساعات ويقفون في طوابير، فإنّ الأمر لا يقتصر فقط على شراء لعبة جامدة»، وختم «ما يأتون للبحث عنه، هو شيء يمسكونه بأيديهم ويمنحهم بعض الدفء».