تحسّن تشيلسي منذ تسلّم المدرب توماس توخيل زمام الأمور في منتصف الموسم الماضي، ووصل بقيادة الألماني إلى نهائي كلّ الكؤوس المتاحة مع تتويجه بدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي. اتصف الفريق بالتوازن خلال الاستحقاقات الماضية، إلا أن النتائج الإيجابية لم تخفِ ضعف الخط الهجومي في ظل إهدار المهاجم الألماني تيمو فيرنير الكثير من الفرص، وهو ما جعل الإدارة تركّز جهودها في الصيف على استقدام مهاجم هدّاف. في النهاية، تم التوقيع مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لكن الأمور لم تتغير سوى إلى الأسوأ. خسر تشيلسي المرونة الهجومية التي كان يمتاز بها خلال الموسم الماضي. فبعد توظيف لوكاكو كمهاجم مركزي هذا الموسم، اختلف أسلوب اللعب ليتم الاعتماد أكثر على العرضيات والكرات الطولية باستخدام المهاجم البلجيكي كمحطة، وهو ما سهّل المهمة أمام الخصوم.
لم يرتق لوكاكو إلى التطلعات بتسجيله 8 أهداف فقط خلال 25 مباراة في مختلف المسابقات. وفي ظل عدم الفاعلية الهجوميّة، اعتمد تشيلسي على مدافعيه لحسم العديد من المباريات، كان آخرها يوم السبت الماضي خلال فوزه الصعب (2-1) على فريق بليموث أرجايل (درجة ثالثة) في الدور الرابع لكأس الاتحاد الإنكليزي، حيث اضطر بطل أوروبا للاعتماد على مدافعيه الإسبانيين سيزار أزبليكويتا وماركوس ألونسو ليهزّ شباك بليموث ويتجاوزه في الشوطين الإضافيين، بعد أن وجد نفسه متأخراً على أرضه في الدقيقة الثامنة. وانتقد المدرب توماس توخيل، الذي غاب عن مباراة السبت بسبب إصابته بفيروس كورونا، كما سيغيب عن «مونديال» الأندية، أداء مهاجميه بسبب تراجع الأداء ما أدى إلى الابتعاد عن المنافسة على لقب الدوري.
يلعب الأهلي المصري مع بالميراس البرازيلي اليوم بغياب عدد كبير من لاعبيه


ويعاني تشيلسي الأمرّين في الخط الأمامي، وهو ما يؤشر إلى أن فترة الانتقالات الصيفية ستأتي بتجديد هجومي. تواجه الإدارة عقبة رئيسية في هذا الإطار نظراً إلى زحمة الأسماء التي جاء أغلبها بمبالغ كبيرة، ما يجعل البذخ على مهاجم جديد أمراً صعباً إلا إذا تخلت الإدارة عن روميلو لوكاكو. الخيار المنطقي يتجلى بالتوجه نحو توقيعٍ مجاني، وبحسب الشائع في الوسط الرياضي يبدو جناح برشلونة عثمان ديمبيلي قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لتشيلسي خلال فترة الانتقالات الصيفية.
حالياً، يبدو تشيلسي منهكاً. غيابات بارزة في الخط الخلفي وعدم فاعلية هجومية تجعل الكفة متعادلة مع الطرف السعودي. انتهت مباراة الهلال ضد الجزيرة الإماراتي ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2021 بفوز «الزعيم» بستة أهداف مقابل هدف. وبعد الفوز الكاسح، أكد مدرب نادي الهلال ليناردو جارديم بأن فريقه مستعدّ لمواجهة تشيلسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية، قائلاً: «سنقابل في نصف النهائي بطل أوروبا، ونحن أيضاً أبطال آسيا، لذلك المباراة لن تكون سهلة على الطرفين. نعلم أن الكفة تميل لتشيلسي في المباراة المقبلة، ولكن كرة القدم لا تعرف المستحيل، ونحن جاهزون لذلك».
ويمتلك الهلال منظومة متوازنة تضم بعضاً من الأسماء التي اعتادت على التواجد في الدوريات الكبرى، مثل النيجيري أوديون إيغالو والبرازيلي ماثيوس بيريرا، دون إغفال حنكة مدربه جارديم الذي صنع مجد موناكو بتاريخه الحديث.
المباراة متكافئة إلى حد كبير. يريد الهلال إثبات جدارته بالتواجد في هذه البطولة في حين يسعى تشيلسي للتتويج باللقب المفقود عن خزائنه، بعد خسارته نهائي كأس العالم للأندية 2012 أمام كورينثيانز البرازيلي.

الأهلي يعاني
أما بالنسبة إلى مباراة اليوم فسيكون هدف الأهلي المصري، بطل أفريقيا، فكّ عقدته في مونديال الأندية لكرة القدم وبلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه. وهي المرة الرابعة يبلغ فيها الأهلي دور الأربعة للمسابقة بعد أعوام 2006 و2012 و2020. وخلال لقاء اليوم يستعيد الأهلي لاعبيه الدوليين عمرو السولية وحمدي فتحي وأيمن أشرف ومحمد عبد المنعم ومحمد شريف الذين كانوا يشاركون مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا. ومشاركة هؤلاء اللاعبين تبقى رهينة بالجاهزية البدنية، خصوصاً أن «الفراعنة» خاضوا 4 مباريات متتالية بعد التمديد.
في المقابل، يغيب المدافع أكرم توفيق بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي في المباراة الأولى في كأس الأمم الأفريقية ضد نيجيريا، وحارس مرماه العملاق محمد الشناوي بسبب إصابة بشدّ في العضلة الخلفية تعرض لها ضد ساحل العاج في ربع النهائي. كما يغيب لاعب الوسط عمار حمدي بسبب قطع في الرباط الصليبي في التدريبات لدى وصول البعثة إلى أبو ظبي، فيما يحوم الشك حول جاهزية مدافعه المغربي بدر بانون بسبب مضاعفات فيروس كورونا، ومهاجمه الجنوب أفريقي بيرسي تاو بسبب إصابة في لقاء سموحة بكأس الرابطة المصرية.
من جهته يطمح بالميراس إلى تفادي سيناريو العام الماضي عندما خسر أمام تيغيريس المكسيكي في دور الأربعة (صفر-1)، قبل أن يسقط أمام الأهلي في مباراة تحديد المركز الثالث (2-3) بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي.