خسارة ثالثة توالياً تلقّاها منتخب لبنان ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. دخل منتخب لبنان مباراة كوريا أمس على ملعب صيدا البلدي وهو يدرك تماماً أن الخسارة يمكن أن تفقده حظوظه في التأهل إلى المونديال. ولكن في الوقت ذاته يعلم لاعبو المنتخب جيداً قيمة الكوريين فنياً، وخبرتهم في المواعيد الكبيرة، حتى ولو غاب نجم توتنهام الإنكليزي سون هيونج ـ مين. بدا واضحاً تأثر «رجال الأرز» بغياب كل من ربيع عطايا وباسل جرادي ومحمد حيدر بداعي الإيقاف والإصابة بفيروس كورونا توالياً، ولم يتمكن اللاعبون من استغلال الفرص التي أتيحت لهم في شوطَي المباراة.المدرب التشيكي إيفان هاشيك بدأ بتشكيلة متوازنة مع الحارس مصطفى مطر، واللاعبين ماهر صبرا وجوان العمري وحسن معتوق ومحمد الدهيني ومحمد قدوح وروبرت ملكي وجورج ملكي ووليد شور وقاسم الزين وحسن سعد.
الجمهور كان حاضراً للمرة الأولى منذ بدء تفشي فيروس كورونا، وساند المنتخب طوال فترات اللقاء، إلا أنه خرج أخيراً بخيبة أمل كبيرة.
الدقائق الأولى من اللقاء كان الاستحواذ المطلق فيها لمصلحة المنتخب الكوري الذي حاول الوصول إلى المرمى اللبناني. لعب الكوريون كرة قدم سهلة، تناقلوا الكرات في منطقتهم وحاولوا البحث عن المساحات في المنطقة اللبنانية، معتمدين على الكرات العالية والساقطة خلف المدافعين، وفي بعض الأحيان تمرير الكرات البينيّة بين الخطوط لضرب الدفاع اللبناني. هذه الخطة نجحت نسبياً، إلا أنها لم تكن كافية لتسجيل هدف مبكر. في الدقائق الأولى تعرض الحارس اللبناني مصطفى مطر لإصابة في فخذه الأيمن، بعد إيقافه كرة عرضية للكوريين، ولكنه أكمل المباراة.
عرف مدرب منتخب لبنان كيف يغلق منطقته بالشكل المطلوب، وهذا ما تميز به خلال بطولة العرب الأخيرة. الدفاع اللبناني ومن أمامه خط الوسط بدا منظماً جداً وقطع العديد من الكرات للكوريين، خاصة عبر صمام الأمان جوان العمري.
أول تهديد مباشر على المرمى جاء في الدقيقة التاسعة عبر تسديدة من داخل منطقة الجزاء، علت العارضة اللبنانيّة، وكان الكوريون قريبين من تسجيل هدف في الدقيقة الـ29 من عمر الشوط الأول بعد خطأ في التغطية، ولكنّ مهاجم كوريا سدّد الكرة إلى جانب القائم الأيمن للحارس مصطفى مطر.
بدا غياب ربيع عطايا وباسل جرادي ومحمد حيدر مؤثّراً على منتخب لبنان


في هذا الشوط لم يجد حسن (سوني) سعد نفسه، وعجز عن خلق أي هجمة يمكن أن تشكل خطراً على الكوريين الجنوبيين، بالمقابل حاول حسن معتوق صناعة الفارق على الجانب الأيسر، إلا أن الدفاع الكوري كان دائماً حاضراً لقطع كراته، وغالباً ما كان يبقى وحيداً في الهجوم من دون أي مساندة من زملائه. في الدقيقة الـ35 تعرّض لاعب منتخب لبنان محمد قدوح لإصابة قوية بعد تدخل عنيف من المدافع الكوري. هذا الخطأ أسفر عن ركلة حرة تم تنفيذها إلى داخل منطقة جزاء الكوريين، وحوّلها روبرت ملكي نحو المرمى، ولكن كرته صدّتها العارضة قبل أن يكملها شقيقه جورج إلى جانب القائم الأيسر للحارس بطريقة غريبة. هذه الفرصة كانت الوحيدة للبنانيين طوال الشوط الأول.
وبعد هذا التهديد اللبناني جاء الرد الكوري قوياً، فسجّل «الشمشون» الهدف الأول في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً عن الضائع عبر اللاعب «شو غيو سيونغ»، بعد كرة عرضيّة حولها إلى داخل شباك الحارس مصطفى مطر. هذه الكرات العرضية كانت السلاح الأنجح للكوريين طوال المباراة، حيث شكّلوا عبرها خطراً كبيراً على المرمى اللبناني.
المنتخب الكوري كان يمكن أن يخرج متقدماً بأكثر من هدف، خاصة أن نسبة الاستحواذ كانت صادمة في الشوط الأول، فجاءت بـ81% للكوريين مقابل 19% فقط للبنان. (في كل المباراة 76% لكوريا مقابل 24% للبنان).
في بداية الشوط الثاني كانت الأجواء ماطرة والهواء قوياً في ملعب صيدا البلدي. ولكنّ التغيّر في الأحوال الجوية لم ينسحب على الأداء الفني. ضغط الكوريون منذ البداية مقابل تكتل دفاعي لبناني، حاولوا استغلال اللعب عن الأطراف، وهي الطريقة التي نجحوا فيها خلال الشوط الأول.
في الدقيقة الـ58 أجرى منتخب لبنان تبديلين فدخل عباس عاصي وحسين زين مكان وليد شور وسوني سعد. ومع تقدم الوقت تحسّن أداء المنتخب اللبناني قليلاً وحاول اللاعبون بناء الهجمات، إلا أن الكوريين حافظوا على انضباطهم في وسط الملعب مع بناء للهجمات في منطقة منتخب لبنان. ارتفعت خشونة المباراة بعد الدقيقة الـ55 وحصل جوان العمري على بطاقة صفراء. وفي الدقيقة الـ68 سدّد جورج ملكي تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكن صدّها القائم الأيمن للحارس الكوري الجنوبي.
وأضاع منتخب كوريا كرة خطيرة في الدقيقة الـ71 بعد تحويل كرة عرضية بالرأس إلى جانب القائم الأيمن.
في الدقائق العشر الأخيرة كثّف الكوريون هجماتهم على المرمى اللبناني، ولكن مدرب منتخب لبنان حاول استدراك الأمور فدفع بهلال الحلوة مكان قاسم الزين في الدقيقة الـ77، وبعدها أدخل فضل عنتر مكان محمد قدوح. عنتر سنحت له فرصة خطيرة جداً في الثواني الأخيرة عبر عرضية مُحكمة لحسن معتوق، إلا أنه حوّلها فوق المرمى الكوري.
خسر لبنان مباراته، وبالتالي فإنه مطالَب بالفوز ولا شيء غيره عندما يواجه منتخب العراق يوم الثلاثاء المقبل على ملعب صيدا وبحضور الجمهور.



إيران أول المتأهّلين والإمارات تقترب


ضمنت إيران تأهّلها رسمياً إلى نهائيات كأس العالم 2022، بعد فوزها على العراق (1-صفر) يوم أمس في العاصمة طهران. وسجل لاعب بورتو البرتغالي مهدي طارمي هدف الفوز مطلع الشوط الثاني (48)، ليبلغ المنتخب الإيراني النهائيات الثالثة توالياً والسادسة في تاريخه بعد 1978 و1998 و2006 و2014 و2018، ويصبح أول منتخب آسيوي يبلغ النهائيات من بوابة التصفيات. وكان المنتخب الإيراني الأكثر مثالية بين منتخبات المجموعة الأولى حتى الآن، فحقق ستة انتصارات وتعادلاً واحداً في مبارياته السبع.
ورفعت إيران رصيدها إلى 19 نقطة، بفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية الفائزة على لبنان، فيما تملك الإمارات الثالثة التي فازت على سوريا بهدفين نظيفين 9 نقاط في المركز الثالث، ما يعني انه لن يكون بمقدورها اللحاق بإيران في المباريات المتبقية. ويتأهل بطل ووصيف كل من المجموعتين مباشرة إلى المونديال، فيما يخوض الفائز بين ثالثي المجموعتين ملحقاً دولياً ضد خامس أميركا الجنوبية في حزيران/ يونيو. وأصبحت إيران المنتخب الرابع عشر الذي يتأهل إلى النهائيات المقررة نهاية العام الجاري في قطر.
وفي تاريخ مشاركاتها، حققت إيران فوزاً حمل طابعاً سياسياً ضد الولايات المتحدة بنتيجة (2-1) في مونديال فرنسا 1998 كان الأول لها في النهائيات.
وبعد مشاركتين مخيّبتين في 2006 و2014، كانت إيران قريبة من التأهل إلى الدور الثاني في مونديال روسيا 2018 عندما فازت على المغرب وتعادلت مع البرتغال وخسرت بنتيجة ضيقة أمام إسبانيا (صفر-1).
وبلغة الأرقام تملك إيران 19 نقطة مقابل 17 لكوريا الجنوبية و9 للإمارات و5 للبنان و4 للعراق ونقطتين فقط لسوريا.