ليلة تاريخية عاشها البرازيلي جونيور ميسياس مساء الأربعاء، بعدما سجل بعمر الـ 30 عاماً هدفه الأول في ظهوره الأول على الإطلاق بقميص ميلان في دوري أبطال أوروبا. أبقى ميسياس بهدفه المتأخر حظوظ ميلان قائمة للتأهل إلى الدور المقبل من دوري الأبطال، رافعاً رصيد فريقه إلى أربع نقاط في المركز الثالث بفارق نقطة واحدة عن بورتو البرتغالي، وصيف المجموعة الثانية.لم تكن الطريق معبدة أمام ميسياس للوصول إلى الأضواء، فقد تجاوز العديد من العقبات قبل أن يحطّ رحاله في ميلان. بدأ مسيرته في أكاديمية الشباب في كروزيرو، لكنه لم يكن قادراً على «اقتحام» الفريق الأول. وفي ظل تردّي الأوضاع في البرازيل، غادر ميسياس البلاد إلى إيطاليا عام 2011 ليلتحق بشقيقه الذي سبقه قبل ذلك بسنوات. أحضر زوجته وابنيه إلى أوروبا والتقى بأخيه في تورينو حيث حاول العثور على فريق في دوري الدرجة الثانية، لكن الأندية اعتبرته غير جيد بما يكفي.
استقر جونيور ميسياس في باريرا دي ميلانو ضمن ضواحي تورينو ووجد عملاً كموظف توصيل. كان يوصل الثلاجات خلال الأسبوع، ثم يقضي عطلات نهاية الأسبوع في اللعب مع «Sport Warique»، وهو فريق هواة من تورينو. لفتت عروضه انتباه إزيو روسي، مدافع تورينو في الثمانينيات ومدرب لتريفيزو خلال مشاركته الوحيدة في الدوري الإيطالي في 2005/2006، الذي كان متطوعاً كمدرب لفريق يضم الشباب اللاجئين. نصحه روسي حينها بالذهاب للعب مع فوسانو من مقاطعة كونيو، لكن البرازيلي لم يقتنع بذلك. وبعد فترة، وجد روسي وظيفة دائمة كمدرب لكاسال في موسم 2015/2016 وأحضر معه ميسياس. احتل كاسال المركز الأول وحصل على ترقية إلى الدرجة الرابعة مستفيداً من أهداف ميسياس الـ 21 في 32 مباراة. وفي الموسم اللاحق، بقي روسي في كاسال بينما ذهب ميسياس إلى نادٍ آخر من بييمونتي يُدعى شيري، حيث سجل 14 هدفاً في 33 مباراة في موسم 2016/2017. أرقامٌ لافتة جذبت انتباه أحد أكبر الأندية في منطقة بيدمونت، غوزانو، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية في ذلك الوقت ووقّع مع البرازيلي لموسم 2018/2019.
بعد ذلك، جاءت فرصة غيّرت حياة «حامل الثلاجات» إلى الأبد. وقّع ميسياس مع كروتوني وصعد مع الفريق إلى دوري الدرجة الأولى في سن الـ 29. جعل المدرب جيوفاني ستروبا من ميسياس دعامة أساسية في فريقه، وسرعان ما أثار اللاعب البرازيلي إعجاب النقاد. كان ميسياس مصدر إلهام خلال موسم 2020/2021، حيث سجّل تسعة أهداف وقدم أربع تمريرات حاسمة خلال 36 مباراة في الدوري الإيطالي الممتاز.
وفي ظل أدائه اللافت، وقّع البرازيلي ميسياس الصيف المنصرم مع إي سي ميلان على سبيل الإعارة لمدة موسم من كروتوني مع خيار الشراء مقابل خمسة ملايين يورو، حيث أتيحت له فرصة اللعب على أعلى المستويات بعدما بدأ مسيرته في إيطاليا كهاوٍ.
يلعب البرازيلي كجناح أيمن، ويعمل كمهاجم ثانٍ أيضاً، كما يمكنه اللعب في مركز خط وسط ضمن تشكيل (3-5-2). وبعد انتقاله إلى ميلان، قال ميسياس لقناة دوري الدرجة الأولى على «YouTube»: «كرة القدم ممتعة، بغض النظر عن المكان الذي تلعب فيه. لقد استمتعت في بداياتي مع الفتيان. أحببت اللعب معهم. كان الالتقاء في عطلة نهاية الأسبوع ولعب كرة القدم متعة خالصة لأن وظيفتي اليومية كانت صعبة. لذلك، بعد أسبوعٍ شاق من العمل، كانت كرة القدم هي بالضبط ما نحتاج إليه. لا أزال على اتصال بزملائي في الفريق منذ تلك الأيام الأولى». وعن لعبه برفقة الروسونيري قال ميسياس: «كنت متحمساً لأنه فريقي المفضّل. إنه الفريق الذي دعمته دائماً وأنا متحمس جداً لوجودي هنا. لم أفكر أبداً في الوصول إلى هذا المستوى. الأحلام تتحقق، عليك فقط أن تؤمن بها».
قصة ميسياس ألهمت الكثيرين وأحيت أحلام العديد من الشباب. هو ببساطة لم يستسلم. قام فقط بترك الثلاجات وحمَل ميلان بدل ذلك على ظهره.