فعل لاعبو لبنان كل شيء في مباراتهم مع العراق في الدوحة، من دون أن يسجّلوا فقط. قدّم اللبنانيون أفضل مباراة لهم في التصفيات وخرجوا بتعادل سلبي من «أسود الرافدين» وكانوا يستحقون أكثر منه. يمكن للبعض القول إنه كان باستطاعة لاعبي لبنان الخروج فائزين لو تحلّوا ببعض الشجاعة، لكن في الوقت عينه قد يتحوّل هذا الأمر إلى سيف ذي حدين أمام منتخب جريح كان يقاتل للفوز وتعويض خسارته أمام إيران. لا شك أن الأداء الذي شهدته مباراة لبنان والعراق يسجّل بالدرجة الأولى للاعبين، لكن في الوقت عينه لا يمكن إغفال دور المدير الفني التشيكي هاشيك في المباراة وقدرته على قيادة لاعبيه للخروج بنقطة. عرف هاشيك كيف يختار التشكيلة المناسبة وكيف يلعب أمام العراقيين وكيف يجري تبديلاته. قد يسجّل عليه البعض تأخره في إجراء التبديلات وخصوصاً إشراك ربيع عطايا. لكن معظم من يتابعون اللقاء يشاهدون ما يحصل على أرض الملعب، ولا يعرفون ظروف اللاعبين في التمارين وما يقدم كل لاعب في التدريبات. فالمدرب خصوصاً كهاشيك الذي يتمتع بخبرة كبيرة هو الوحيد الذي يعرف ظروف كل لاعب وما يمكن أن يقدمه والمدة التي يلعب بها.فلاعبو لبنان بمعظمهم بدا عليهم الإرهاق في النصف الثاني من الشوط الثاني، حيث تراجع منسوب اللياقة البدنية لديهم وخصوصاً المحليين منهم.
هاشيك تحدث بعد اللقاء معتبراً أنه كان يتوقع مباراة صعبة لأن الفريق العراقي فريق قوي، «وكنا قادرين على تسجيل الهدف الأول في الشوط الأول حيث كنا مسيطرين، فيما خلق المنتخب العراقي بعض الصعوبات في الشوط الثاني وسنحت له عدة فرص قبل أن يعود فريقنا ليتسلّم زمام الأمور. الطريق لمتابعة التصفيات يحتاج الى أن نتابع بهذا المنوال ونتحسن تدريجياً لنبدأ بتحقيق الفوز». وأعرب هاشيك عن سعادته بالأداء الجماعي والروح العالية التي ظهر عليها اللاعبون طوال الوقت والتي تعطي شخصية للمنتخب، «وهو ما يجب العمل عليه وتطويره في المباراة المقبلة أمام سوريا (يوم الثلاثاء عند الساعة 19.00 بتوقيت بيروت في الأردن)».
تتصدّر إيران المجموعة أمام كوريا الجنوبية ويتشارك لبنان المركز الثالث مع الإمارات


وعند سؤاله عن اختيار الحارس العراقي لاعب المباراة، قال إنه يستحق وهو حارس جيد وأنقذهم من فرص ولديه خبرة ومن بين البارزين في آسيا. ورداً على سؤال أن ربيع عطايا كان يستحق الحصول على فترة لعب أكثر، أشار هاشيك الى أن «البلد القادم منه ربيع وفترة الحجر التي خضع لها أدت الى مشاركته بعدد محدد من الدقائق، على أمل أن يشارك لوقت أكبر في المراحل القادمة، وهو من أفضل «الجواكر» الذين شاهدهم في مسيرته وهو قادر على تغيير الفريق بأي وقت ودائماً يشكل تبديلاً إيجابياً عندما يدخل الى أرض الملعب ويصنع الفارق».
ولا يمكن إرجاع الفضل في المباراة الجيدة التي قدمها اللبنانيون إلى لاعب أو اثنين. فجميع اللاعبين من الحارس مصطفى مطر، مروراً بعباس عاصي وجوان العمري وأليكس ملكي وقاسم الزين في خط الدفاع كانوا نجوماً، وخصوصاً ملكي والعمري اللذين قاتلا حتى الدقيقة الأخيرة.
أما زملاؤهم كروبرت ملكي ومحمد الدهيني وباسل جرادي والقائد حسن معتوق وسوني سعد ومحمد قدوح فحاولوا قدر الإمكان التغلب على الدفاعات العراقية، فبرز جرادي وملكي الذي سيغيب عن لقاء سوريا لنيله إنذار ثانياً له في التصفيات.
تعادل لبنان رفع رصيده إلى نقطتين في المجموعة التي يتصدرها الإيرانيون برصيد تسع نقاط بعد فوزهم على الإمارات 1-0، أمام الكوريين الفائزين على سوريا 2-1 ورصيدهم سبع نقاط، في حين يتشارك لبنان والإمارات المركز الثالث مع أفضلية للإماراتيين بفارق هدف، في حين يحتل المنتخب العراقي المركز الخامس بنقطتين متفوقاً على السوريين الأخيرين بنقطة فقط.



سوريا تخسر في الوقت القاتل


تعرّض منتخب سوريا لخسارة قاسية أمام كوريا الجنوبية (1-2). وسجل هوانغ اين-بيوم (48) وسون هيونغ-مين (89) هدفَي كوريا الجنوبية، في حين أحرز عمر خربين (84) هدف سوريا.
وكان جلياً تأثر «نسور قاسيون» بغياب محمد عثمان (روتردام الهولندي) وإياز عثمان (لوينكوس اليوناني) بسبب رفض شركات الطيران سفر اللاعبين إلى كوريا بجواز السفر الأوروبي وفقاً لما أكده اتحاد الكرة السوري في بيان رسمي.
وافتتح الكوريون التسجيل في الدقيقة 48 عبر تسديدة يسارية من هوانغ اين-بيوم من مشارف منطقة الجزاء، عجز الحارس إبراهيم عالمة عن صدها. وكاد خربين يدرك التعادل لسوريا في الدقيقة 53 بعدما تسلّم تمريرة من صانع الألعاب محمود المواس من الجهة اليسرى، وسدد على القائم القريب، لكن الحارس كيم سيونغ-غيو تألّق في إبعاد الكرة إلى ركنية. وأثمر الضغط السوري إدراكاً للتعادل، بعدما انطلق المواس في الجناح الأيمن وأرسل تمريرة عرضية، تابعها البديل علاء الدالي برأسه، قبل أن تصل إلى القائم البعيد حيث يتمركز خربين ليسدد «على الطائر» في سقف المرمى (84).
لكن المنتخب الكوري استعاد التقدم، وسجل هدف الفوز إثر ركلة حرة مباشرة تابعها كيم مين-جاي برأسه لتصل الكرة أمام سون، الذي حوّل الكرة بسهولة في الشباك (89).