ثلاثة أيام فقط مرت على انتهاء عقد ليونيل أندريس ميسي مع برشلونة. لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، يكون ميسي لاعباً حراً، أي ليس موقعاً مع أي نادٍ. صحافة كاتالونيا تتحدث عن مسألة وقت لإغلاق القضية وإنهاء الجدل، تقول إن الطرفين أي ميسي وفريق عمره برشلونة اتفقا على الراتب والمدة، وتبقت فقط «تفاصيل» قانونية قبل التوقيع وبالتالي تجديد العقد.رغبة ميسي هي البقاء في برشلونة، لا خلاف على ذلك، البقاء في النادي الذي أعطاه كل شيء، وفي المدينة التي قضى فيها أكثر من نصف عمره. رغبة النادي هي نفسها، على الرغم من الأزمة الاقتصادية الكارثية التي يعاني منها النادي. ميسي حقق جميع الألقاب الممكنة مع فريق مقاطعة كاتالونيا، ومعه بات الفريق مرعباً لكبار أوروبا والعالم.
رئيس النادي الجديد لابورتا وافق على دفع راتب ميسي الإجمالي، حوالي 150 مليون يورو سنوياً، أي 75 مليون صافي، على أن يلعب لموسمين. بينما وافق ميسي على تقسيم راتبه إلى دفعات على سنوات. بالتالي، إذا كان الاتفاق قد تم بين الطرفين، لماذا لم يتم التوقيع بعد؟
المسألة لم تعد مسألة تجديد عقد، بل تسجيل لاعب جديد، وهذا يضع عقبات قانونية معقدة. أزمة النادي الكاتالوني تتعدى كونها أزمة ديون، هي أزمة اقتصادية متكاملة، من ديون وسيولة ولعب مالي نظيف وفاتورة رواتب وغيره...
يتقاضى لاعبو برشلونة سنوياً حوالي 650 مليون يورو، ويشكل هذا المبلغ 110 في المئة من مداخيل النادي


يتقاضى لاعبو برشلونة سنوياً حوالي 650 مليون يورو، ويشكل هذا المبلغ 110 في المئة من مداخيل النادي لهذا العام، بعد جائحة كورونا، بينما تنص قوانين رابطة الدوري الإسباني على ألا تتخطى فاتورة الرواتب الـ70 في المئة من المداخيل، لأندية الدرجة الأولى والثانية. وكان قد أشار رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس إلى أنه سيكون صارماً بالتعاطي مع هذه المسألة، وأنه لن يجري أي استثناء لأي نادٍ أو لاعب. عملية تقسيم الـ300 مليون التي سيتقاضاها ميسي إلى عدد من السنوات هدفها الرئيسي عدم إضافة الراتب الكامل إلى فاتورة الرواتب، بالتالي تقليلها، وهذا ما قد لا تقبل به رابطة الدوري، لأن هذا المبلغ سيجنيه لقاء لعبه لموسمين فقط، وهو ما قد يعتبر خرقاً للقوانين. هذه النقطة بالغة الأهمية من الناحية الضريبية أيضاً، فمصلحة الضرائب الإسبانية لا يمكنها فرض ضريبة دخل على غير المقيمين، وإن غادر ميسي إلى دولة أخرى بعد انتهاء موسميه، ولعب لفريق آخر، سيعتبر متهرباً من الضرائب، لأنه سيصرح فقط عما تقاضاه خلال فترة إقامته، بينما سيتقاضى باقي عقده كغير مقيم. هذا ما لا يريده ميسي وعائلته، خصوصاً أن عواقب التهرب الضريبي هذه المرة قد تكون قاسية، نظراً لسوابقه الجنائية. (اتهم ميسي سابقاً بالتهرب الضريبي مثله مثل الكثير من اللاعبين حول العالم).
إضافة إلى تخفيض فاتورة الرواتب إلى 70 في المئة, على برشلونة تأمين أربعة أضعاف راتب اللاعب السنوي كمدخرات من أرباحه للسماح بتسجيله بحسب ما تنص قوانين رابطة «لا ليغا»، أي ما يقارب الـ 300 مليون يورو في ما يتعلق بليونيل ميسي.
شروط التسجيل تبدو معقدة جداً للوهلة الأولى بالنظر لقصر الوقت. فعملية بيع اللاعبين المتاحين غير مجدية على الإطلاق. عثمان ديمبيلي وفيليبي كوتينهو مصابان، أومتيتي شبه معتزل، أنطوان غريزمان لا يرغب بالرحيل، بينما أنسو فاتي وبيدري لا يمكن المساس بهما. لذا سيتعين على النادي بيعهم بأسعار رمزية أو مجاناً للتخلص من رواتبهم، تماماً كما حصل مع الأوروغواياني لويس سواريز الصيف الماضي.
باختصار، القضية قضية محامين وخبراء قانون، وإنجاز العقد يعتمد على «خيالهم» وقدرتهم على إيجاد الطريقة القانونية المثلى لإرضاء جميع الأطراف، من ضمنهم مصلحة الضرائب ورابطة الدوري الإسباني. القلق يزداد يوماً بعد يوم، لابورتا متفائل، ميسي مشغول بكوبا أميركا، بينما الجمهور الكاتالوني على أعصابه بانتظار البقاء، أو لم لا، إعلان الرحيل. الأمور تنتهي عند إنهاء ميسي لبطولة الكوبا في البرازيل وعودته إلى كاتالونيا.