قد تكون من المرات القليلة التي يفوز لاعبون في مباراة ما من دون أن تكون هناك فرحة عقب المباراة. هذه هي حال لاعبي منتخب لبنان الأول بعد فوزهم على منتخب سيريلانكا يوم السبت 3-2 ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة. قد يكون اللاعبون فعلوا الأهم، وهو الفوز بالمباراة وإحراز النقاط الثلاث، رافعين رصيد لبنان الى عشر نقاط في المركز الثاني بفارق الأهداف خلف كوريا الجنوبية التي فازت على تركمنستان 5-0. ولا شك أن فكرة أهمية الفوز صحيحة حتى لو كان الخصم منتخب سيريلانكا صاحب المركز الرابع والأخير بعد انسحاب كوريا الشمالية من دون نقاط، هي فكرة صحيحة. فالمنتخب غاب لفترة طويلة عن المباريات، كما أن رحلته إلى كوريا كانت متعبة لطول المسافة، وبالتالي فإن الفوز يعتبر أمراً مهماً جداً في مهمة جمع النقاط في المجموعة الثامنة.فقد علمت «الأخبار» أن لاعبي المنتخب كانوا مستائين من أدائهم، معتبرين أن الاستهتار كان السبب الرئيسي وراء الأداء غير المقنع للاعبي المنتخب أمام سيريلانكا. فالمنتخب تأخر بهدف مباغت من المنتخب السيريلانكي عن طريق أحمد رازق بعد خطأ من الدفاع ومن ثم الحارس مهدي خليل. عوّض اللبنانيون سريعاً عبر المتألّق جوان العمري الذي سجّل هدفين (الثاني بطريقة رائعة) إلى جانب محمد قدوح. المشكلة كانت في تقليص الخصم للنتيجة من ركلة جزاء غير صحيحة عبر اللاعب رازق أيضاً ليقع منتخب لبنان تحت الضغط.
يوم السبت، لم يُفسح المجال أمام الجهاز الفني للحديث مع اللاعبين بعد المباراة. فالرحلة من الملعب إلى مكان الإقامة استغرقت ساعة وربع ساعة، إلى جانب تناول اللاعبين عشاءهم والخلود إلى النوم نتيجة الإرهاق.
أمس، وضع الجميع المباراة خلف ظهرهم وخاضوا التمرين تحضيراً للقاء تركمنستان المهم يوم الأربعاء عند الساعة التاسعة صباحأً بتوقيت بيروت. أما بالنسبة إلى مباراة سيريلانكا فسيكون هناك اليوم جلسة فيديو بين الجهاز الفني واللاعبين قبل الغداء للمناقشة الفنية، إضافة الى خوض تمرين جديد والخضوع لفحص كورونا المخصص لمباراة تركمنستان كما ينص البروتوكول، وهو الفحص الرابع الذي تخضع له البعثة اللبنانية منذ الوصول إلى كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء الماضي.
مشكلة كورونا حضرت بقوة في المعسكر اللبناني بعدما أبعدت اللاعب باسل جرادي عن المباراة الأولى. فالمسؤولون الكوريون فرضوا على جرادي حجراً لمدة 14 يوماً بعدما تبيّن أن مكانه في الطائرة من قطر الى كوريا كانت الى جانب شخص ظهرت إصابته بكورونا لدى وصوله إلى كوريا.
هذا الأمر كان الشغل الشاغل للبعثة اللبنانية والاتحاد اللبناني لكرة القدم، الذي وجّه رسالة سريعة إلى الاتحاد الآسيوي يطلب فيها إعادة جرادي إلى البعثة اللبنانية ورفع الحجر عنه كونه لم يجلس إلى جانب الراكب المصاب. أضف إلى ذلك أن جرادي خضع لثلاثة فحوصات كورونا أجراها الكوريون أنفسهم وتبيّن أن النتائج الثلاث سلبية.
راسل الاتحاد اللبناني لكرة القدم نظيره الآسيوي لحل مشكلة باسل جرادي


حتى صباح اليوم، لم تكن هناك مؤشرات إيجابية حول عودة جرادي الى البعثة بسبب تشدد الكوريين الملتزمين بتعليمات الحكومة. يبقى الأمل بأن يجيب الاتحاد الآسيوي على كتاب الاتحاد اللبناني اليوم وينجح في رفع الحجر عن جرادي كي يكون حاضراً مع المنتخب في لقاء بعد غدٍ الأربعاء مع تركمنستان.
فهذا اللقاء في حال فوز لبنان به سيعني إلى حدٍ كبير تأهل لبنان إلى الدور النهائي لتصفيات كأس العالم كواحد من أصل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني على أقل تقدير مع إمكانيات انتزاع المركز الأول من الكوريين في حال الفوز عليهم في المباراة الأخيرة يوم الأحد المقبل. كما أن فوز لبنان على تركمنستان يعني تأهله إلى نهائيات كأس آسيا 2023 في الصين أيضاً.
لكن لماذا الفوز على تركمنستان يعني أن لبنان أصبح في حكم المتأهل الى الدور النهائي لتصفيات المونديال؟
بعد انسحاب منتخب كوريا الشمالية، جرى شطب نقاطه مع المنتخبات التي لعب معها في المجموعة الثامنة. منتخب لبنان كان أكثر المستفيدين كونه لم يجن من كوريا سوى نقطة واحدة من المباراتين اللتين خاضهما ضد الكوريين بعكس باقي المنتخبات.
هذا الانسحاب جعل عدد المنتخبات في المجموعة الثامنة أربعة منتخبات بعكس باقي المجموعات السبع التي تضم كل واحدة منها خمسة منتخبات.
وانطلاقاً من مبدأ العدالة على صعيد تحديد المنتخبات الأربعة التي ستتأهل الى الدور النهائي كأفضل من احتل المركز الثاني في المجموعات الثماني، ستحسم نتائج كل منتخب احتل المركز الثاني مع صاحب المركز الأخير في مجموعته. وتشير خريطة المجموعات إلى أن المنتخبات التي تحتل المركز الأخير غالباً ما يتراوح رصيدها بين نقطة وصفر نقطة كغوام، تايبيه، كمبوديا وإندونيسيا في المجموعات 1، 2، 3، و7. ومنتخب بنغلادش لديه نقطتان في المجموعة الخامسة، ومنتخب منغوليا لديه ثلاث نقاط في المجموعة السادسة.
هذا يعني أن شطب نتائج هذه المنتخبات مع أصحاب المراكز الثانية سيجعلهم يخسرون نقاطاً حصدوها أمام المنتخبات أصحاب المراكز الأخيرة بعكس منتخب لبنان الذي خسر خمس نقاط من كوريا الشمالية (خسارة وتعادل).
لكن جميع هذه الحسابات ستتبلور أكثر بعد انتهاء الجولة الثانية، حيث ستتوضح صورة المجموعات على أمل أن يكون منتخب لبنان قد فاز على تركمنستان، رغم صعوبة المهمة في ظل غياب هلال الحلوة لنيله إنذاراً أصفر هو الثاني له في التصفيات، الى جانب استمرار غياب جرادي في حال جاء رد الاتحاد الآسيوي سلبياً على كتاب الاتحاد اللبناني.



المنتخب الأولمبي إلى دبي
خاض منتخب لبنان الأولمبي (دون 22 عاماً) مرانه الأخير صباح أمس الأحد على ملعب بئر حسن، استعداداً لمواجهة نظيره الإماراتي ودياً في 10 و14 حزيران الحالي في دبي.
وتخللت التجمّع فحوصات «PCR» لتحديد أسماء الـ 24 لاعباً الذين سيلتحقون ببعثة المنتخب التي تغادر الى دبي مساء اليوم الاثنين عند الساعة العاشرة والنصف وتعود في 16 الجاري.
ويستكمل المنتخب اللبناني مبارياته الودية بعد عودته الى بيروت باستضافة نظيره الكويتي في ثلاث مباريات وديّة في 18 و21 و24 حزيران الحالي، تليها استضافة نظيره السوري في مباراتين ودّيتين في 3 و6 تموز المقبل.
وتأتي المباريات الودية الدولية بعد سلسلة تحضيرات مكثّفة ومباريات تدريبية محلية استعداداً للتصفيات الآسيوية التي تنطلق في 23 تشرين الأول المقبل.