تضاربت مشاعر الجمهور اللبناني الكروي بين الفرحة والغصّة في الجولة الاولى من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. فرحة بفوز الأنصار المستحق على فريق مركز بلاطة الفلسطيني 2-0 ضمن الثانية، وغصّة بتعادل العهد مع الوحدة السوري سلباً ضمن المجموعة الأولى.بين الأردن والبحرين كان الحضور اللبناني في المسابقة الثانية آسيوياً. نجح الأنصار في تحقيق نتيجة جيدة في أولى مبارياته بعد عودته الى المسابقة القارية. استحق الأنصاريون الفوز بامتياز رغم حضور جيد للفلسطينيين، خصوصاً في النصف الأول من الشوط الثاني. لكن الأنصار عرف كيف يخطف نقاط المباراة عبر تألّق لاعبيه هجومياً وصلابة حارسه نزيه أسعد ذوداً مرماه أمام المحاولات الفلسطينية خصوصاً عبر خالد سالم الذي كان مصدر الخطر الفلسطيني الأساسي.
كان محمد حيدر أفضل العهداويين (المنامة - حسن بحسون)

في المقلب الآخر كانت الخطورة الهجومية الأنصارية حاضرة عبر تحركات حسن معتوق وسرعة أحمد حجازي. لكن الحسم جاء عبر المتألّق في الفترة الأخيرة محمود كجك الذي سجّل هدفاً رائعاً قد يتم اختياره الأجمل في المسابقة رغم أن الوقت مازال مبكراً. كجك افتتح التسجيل في الدقيقة 62 من كرة أكروباتية مقصّية وصلته من تسديدة نصار نصار التي تصدى لها الحارس الفلسطيني سعيد أبو سالم لتصل إلى كجك الذي روّضها على صدره وسددها بطريقة فنية رائعة في الشباك الفلسطينية. هدفٌ جاء في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني من اللقاء، واضعاً يد الأنصاريين على قلوبهم وسط فورة فلسطينية أوحت بأن هدف التعادل قريب. لكن الروعة الأنصارية التي شهدها الهدف الأول إنسحبت على الهدف الثاني الذي سجّله معتوق بعد شبه إنفراد بالحارس أبو سالم. نجح معتوق في ترجمة الفرصة بطريقة صحيحة الى الهدف الحسم، لكن الروعة تكمن في تمريرة البديل عباس عطوي الذي دخل بدلاً من كجك حين مرر كرة طويلة من قرب منطقة جزاء الأنصار انفرد معها معتوق وسجّل هدف الإطمئنان. لم يكن هدف معتوق لتعزيز النتيجة فقط، بل لمنح الأنصار صدارة المجموعة بفارق هدف عن المحرق البحريني على السلط الأردني صاحب الضيافة للمجموعة بنتيجة 1-0 سجّله اسماعيل عبد اللطيف في الدقيقة 42.
في المجموعة الأولى في المنامة، كان العهد يخفق في تحقيق الفوز على الوحدة السوري حيث تعادل الفريقان 0-0 في المجموعة الأولى التي تضم أيضاً الحد البحريني صاحب الضيافة والذي لم يلعب نتيجة انسحاب الفريق الرابع العماني من المسابقة بسبب جائحة كورونا.
لم يكن العهد مقنعاً بعكس الأنصار. لكن هناك أكثر من عامل لعب دوراً في اختلاف العرضين. العامل الأول الفارق في الجهوزية بين الأنصار الذي احرز الدوبليه وبقي يخوض مباريات صعبة على نهائي الدوري والكأس بعكس العهد الذي خرج من المنافسة على اللقبين المحليين مبكراً.
العامل الثاني، الفارق في المستوى بين الخصمين. فالوحدة السوري يعتبر من الأندية التي تتمتع بالخبرة وبالعناصر القادرة على إحراج اي خصم، بعكس فريق بلاطة الحديث العهد في المسابقة القارية.
العامل الثالث هو دخول عناصر جديدة على تشكيلة العهد مكونة من الثلاثي السوري محمد الواكد، عمرو جنّيات وعز الدين العوض، إضافة الى التركمنستاني سليم نورمادايوف. أما الانصار فقد خاض المباراة بتشكيلته اللبنانية المتجانسة التي أحرز بها ثنائية الكأس والدوري. رباعي العهد الجديد لم يظهر بالشكل المطلوب في المباراة، وخصوصاً نورمادايوف الذي تم استبداله في الشوط الثاني بالمهاجم طارق العلي. لكن من المبكر الحكم على اللاعبين الأجانب في اول مباراة لهم مع العهد وبعد فترة استعداد قصيرة مع فريقهم الجديد. لكن المشكلة أن الدور الأول قصير جداً وسينتهي في السابع والعشرين من الشهر الحالي حين يلعب العهد مع الحد، ما يعني أن الوافدين الجدد لا يملكون الوقت الكافي للتأقلم.
سجّل مهاجم الأنصار محمود كجك هدفاً رائعاً بطريقة اكروباتية (عمّان - فادي مرق)

الخلاصة أن الحضور اللبناني في المسابقة الآسيوية كان مقبولاً جداً بعد فوز الأنصار، وحتى تعادل العهد الذي كان أمام فريق يعتبر من المنافسين على اللقب.
العهد سيرتاح لفترة ستة أيام، في حين يلعب الأنصار مباراته الثانية مع السلط الأردني الإثنين المقبل.
المجموعة الثالثة ضمن منطقة غرب آسيا شهدت إثارة كبيرة في مباراة الكويت الكويتي وتشرين السوري وانتهت بالتعادل 3-3، في حين فاز الفيصلي الأردني على فريق شباب الأمعري الفلسطيني 2-0.
إثارة المباراة كانت بعد تسجيل تشرين هدفاً قاتلا منحه نقطة التعادل مع الكويت في الدقيقة 97. فالأخير كان في طريقه نحو الفوز حين سجّل له التونسي أحمد عكايشي (لاعب العهد السابق) من كرة رأسية (23) وفيصل زايد الحربي بتسديدة قوية من خارج المنطقة ثم ضربة حرة (61 و74) أهداف الكويت، فيما سجل نديم صباغ بتسديدة يمينية بعيدة (31) ومحمد المرمور بعد خطأ على علي بشماني (71 من ضربة جزاء) والبديل محمد مالطا بعد دربكة داخل المنطقة (90+7) أهداف تشرين.
وتقام الجولة الثانية للمجموعة الثالثة الاثنين، حيث يلتقي الكويت مع شباب الأمعري، والفيصلي مع تشرين.