سوق الانتقالات الشتوي هو السوق الذي تعدّل من خلاله الأندية أوتارها، حيث يقوم المدربون باستقدام لاعبين لتعويض خلل ما في المنظومة. رغم تشكيل هذه الفترة من السنة عادةً، مادة دسمة للصحافة الرياضية حول العالم، لم يعرف السوق أي صفقات "دسمة" أو يعوّل عليها هذا الموسم وذلك بفعل تداعيات فيروس كورونا والمشاكل المالية الهائلة للجميع.أُغلقت نافذة الانتقالات الشتوية في 1 فبراير/ شباط، وقد سجّلت الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى أرقاماً ضئيلةً مقارنةً بالمواسم السابقة وفق موقع "Transfermarkt"، الذي أظهر أرقام صافي الإنفاق لكل دوري.

أبرز مباريات اليوم


- كأس إيطاليا
يوفنتوس x إنتر ميلانو 21:45
- الدوري الإسباني
ريال مدريد x خيتافي 22:00
- كأس الاتحاد الانكليزي
مانشستر يونايتد x وستهام يونايتد 21:30


كالعادة، جاء الدوري الإنكليزي الممتاز في الطليعة، حيث أنفق أغنى دوري كرة قدم في العالم 86.84 مليون يورو في فترة الانتقالات الشتوية، وهو الرقم الأعلى بين أفضل خمس بطولات في أوروبا. ورغم ذلك، لم تكن هناك صفقات ضخمة، إذ أتمّ مانشستر يونايتد تعاقده مع لاعب أتالانتا أمادو ديالو، فيما اقتصرت غالبية الصفقات على شكل الإعارة مثل قدوم اللاعب أوديغارد إلى آرسنال ليعوّض انتقال مسعود أوزيل إلى فنربخشة التركي.
من جهتها، برزت أندية الدوري الإيطالي باعتبارها ثاني أكثر الأندية إنفاقاً في فترة الانتقالات الشتوية، حيث أنفقت ما مجموعه 77.68 مليون يورو. ترتيبٌ لافت يدل على إعادة ظهور الأندية الإيطالية الكبرى في أوروبا من حيث الأداء.
يُعدّ ناينغولان من أبرز الأسماء التي بقيت في «جنة كرة القدم»، حيث عاد اللاعب البلجيكي إلى كالياري مرة أخرى على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم.
في المرتبة الثالثة، حلّت أندية البوندسليغا التي تشتهر بعدم إنفاق مبالغ طائلة للتعاقد مع لاعبين. مرة أخرى تكون فيها الأندية الألمانية هادئة في فترة الانتقالات الشتوية، حيث أنفقت 48.65 مليون يورو فقط. برزت صفقة انتقال المجري سوبوسلاي من سالزبورغ النمسَوي إلى لايبزيك، مقابل تسديد قيمة الشرط الجزائي المقدّرة بنحو 20 مليون يورو، وهي أفضل صفقة حصلت في الدوري.
حلّ الدوري الإسباني الممتاز في المركز الرابع، حيث أنفقت أندية الليغا 21.25 مليون يورو في فترة الانتقالات الشتوية، دون بروز عمالقة الدوري برشلونة وقطبَي مدريد (الريال وأتلتيكو) نظراً إلى عدم امتلاكهما أموالاً كافية للقيام بالتعاقدات الكبيرة. وفي ظل سيطرة أتلتيكو مدريد على الدوري حتى الآن، من المرجّح أن يشهد السوق الصيفي عملاً كبيراً، وخاصةً من طرف ريال مدريد وبرشلونة للمنافسة محلياً وأوروبياً الموسم المقبل.
وقد احتل الدوري الفرنسي المركز الأخير، وهذه ليست مفاجأة. وربما تعود أسباب هذا التراجع الى عدم إجراء باريس سان جيرمان أي تغييرات تُذكر، بانتظار المدرب الجديد ماوريسيو بوكيتينو.

صرفت الأندية الإنكليزية أكثر من 86 مليون يورو في فصل الشتاء


شكّل هذا الأخير أبرز خبر في سوق الانتقالات، وبشكلٍ عام، كان هناك نشاط لافت في سوق انتقالات المدربين، حيث إن انتقالات وتعيين المدربين في يناير/ كانون الثاني كانت أكثر نشاطاً من انتقالات اللاعبين أنفسهم. وعاد الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو إلى عالم التدريب من بوابة باريس سان جيرمان. بوكيتينو الذي ظل لأكثر من عامٍ بدون عمل، جاء على رأس العارضة الفنية للنادي الباريسي بعد إقالة المدرب الألماني توماس توخيل إثر تصريحاتٍ أثارت غضب القيّمين على النادي. من جهته، شدّ توخيل الرحال إلى البريميرليغ، حيث وجد ضالّته بفريق تشيلسي الذي أقال مدربه السابق فرانك لامبارد على خلفية تردّي النتائج.
قبل المدربين الألماني والأرجنتيني، تولّى المدرب المخضرم سام آلاردايس قيادة وست بروميتش ألبيون بعد رحيل الكرواتي بيليتش، كما عاد المدرب كريستيان غروس إلى الأضواء بحصوله على مهمة إنقاذ شالكه من الهبوط.
هو موسم الاستثناءات، حيث لا تطلعات مرتفعة من أي جهة. الهدف الأبرز لكل نادٍ يكمن في تقليص النفقات إلى الحد الأدنى مع محاولة الصراع على المراكز الأولى. في ظل عدم البذخ خلال هذه النافذة، من المرجّح أن تقوم الأندية بالتعويض خلال النافذة الصيفية المقبلة وخاصةً بعد تسلّمها جوائز المسابقات وعوائد النقل التلفزيوني والتحرّر من كورونا، مع احتمال عودة الجماهير إلى المدرجات.