بين التمارين خلف الأبواب المغلقة وبعيداً عن الأنظار، وبين المباريات الوديّة المختلفة، عاشت فرق الدوري اللبناني مرحلة هدوء، قبل أن ترفع من مستوى استعداداتها طوال الأسبوع الماضي إيذاناً باستئناف البطولة. ففي الأيام الأخيرة توقّفت غالبية الفرق عن منح أيام إجازة للاعبيها، فكان تكثيف التمارين الملحق ببعض المباريات التحضيرية أساسياً في عمل المدربين. هؤلاء كان لديهم الوقت الكافي لدراسة مكامن الخلل في فرقهم والعمل على تصحيحها، في وقتٍ استفاد اللاعبون المصابون أو أولئك الذين عانوا من فيروس «كورونا» من فترة التوقف للتخلص من مشاكلهم والعودة إلى الملاعب في الوقت المناسب.لكنّ علامة استفهام كبيرة تُطرح قبل انطلاق المرحلة السابعة حول المستوى الفني الذي ستفرزه المباريات، وخصوصاً أن ابتعاد اللاعبين عن أجواء المنافسات لا بدّ أن ينعكس سلباً على أدائهم، وهو ما يحتاج إلى تحضيرٍ ذهني من المدربين أنفسهم لإعادة عناصرهم إلى الجانب الجديّ بأكبر قدرٍ ممكن.

مباريات مضغوطة
غالبية المباريات أصلاً تحمل ضغوطاً على طرفيها فنياً وبدنياً، وخصوصاً أن الأسبوع الحالي سيشهد إقامة مرحلتين على عكس ما جرت العادة، وهو ما يتطلّب أيضاً من المدربين معرفة توزيع جهود لاعبيهم لإخراج الأفضل منهم والخروج بالنتيجة المثلى. وإذا أخذنا مباراة الشباب الغازية والصفاء (اليوم الساعة 14.15 على ملعب العهد)، يمكن الحديث عن الضغوط، إذ أن الفريقين المذكورين عاشا فترات صعبة في الموسم الحالي، فتراجع الفريق الجنوبي إلى المركز ما قبل الأخير بثلاث نقاط فقط بعد تعرّضه لخمس هزائم في 6 مباريات، وتلقّى الصفاء 3 خسائر في مبارياته حتى الآن.
وبفعل معرفة ما يمكن أن يقدّمه الغازية، ستكون الأنظار متجهة أكثر على الصفاء لمعرفة ما سيقدّمه بعد عودة المدرب محمد الدقة إليه، وهو من المدربين الذين استفادوا من فترة التوقف لإدخال أفكاره إلى عناصر تشكيلته التي بدت مشرذمة في محطات عدة.
فريق آخر استفاد من فترة التوقف لكنه يعيش ضغوطاً غير مسبوقة، وهو السلام زغرتا الذي يستضيف الأنصار في التوقيت نفسه في المرداشية.
مباراة أصعب من أي وقتٍ مضى بالنسبة إلى الزغرتاويين الذين تحضّروا لها بعددٍ لا بأس به من المباريات الوديّة التي أرادها المدرب غسان خواجة لرفع مستوى الخبرة المفقودة عند عناصره الشبّان. لكن يعرف صاحب المركز الأخير جيّداً أنه سيواجه ترسانةً هجومية مرعبة، إذ تشير المعطيات إلى أن المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل سيلعب بأكبر عددٍ ممكن من لاعبيه الهدّافين والخلّاقين آملاً تسجيل نتيجة كبيرة. لذا لا يُستبعد أن يكون عباس عطوي «أونيكا» حاضراً إلى جانب نادر مطر وحسن معتوق وحتى حسن شعيتو «موني» الذي يمكنه أن يأخذ مكان شعيتو الآخر أي «شبريكو» (عاد حديثاً من الإصابة) على الجهة اليسرى لإمداد المهاجم الوحيد كريم درويش بالكرات.
ولا يفترض أن يواجه الأنصار مشاكل دفاعية في هذه المباراة بغضّ النظر عن الثلاثي الذي سيختاره أبو الهيل بعدما اعتمد مبدأ المداورة الذي سيغيب عنه هذه المرّة حسين الدرّ المصاب، وذلك في موازاة عودة كل اللاعبين تقريباً الذين أصيبوا بفيروس «كورونا» بعد تفشيه في الفريق أخيراً.
علامة استفهام كبيرة تُطرح حول المستوى الفني الذي ستفرزه المباريات بعد التوقف الطويل


مطاردة الصدارة
وإذا كانت الضغوط حاضرة في أجواء فرق النصف الثاني من الترتيب أمثال طرابلس الذي يقابل الإخاء الأهلي عاليه (اليوم 14.15 - ملعب رشيد كرامي)، فإن مطاردة الصدارة التي يسعى إليها الفريق الجبلي مجدّداً لا بدّ أن تفرز ضغوطاً أيضاً. وهذه المسألة تأتي لناحية معاناة فريق المدرب فادي الكاخي من مشاكل مع الإصابات في الفترة الأخيرة جعلته يلجأ إلى حسابات بديلة. لكن وبعد تقييم أداء الفريقين في المراحل الست الأولى، لا بدّ من إعطاء الأفضلية للإخاء ولو أن الفريق الشمالي يبدو قادراً على تحقيق نتيجة إيجابية بوجود لاعبيه الشبان وبحكم خوضه اللقاء على أرضه وعلى أرضية عشبية اعتاد خوض تدريباته عليها بعكس أبناء عاليه الذين يخوضون تمارينهم على العشب الصناعي.
وهم لهذه الغاية قطعوا مسافة طويلة في نهاية الاسبوع ليخوضوا حصة تدريبية خاصة على ملعبٍ عشبي في بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي.
كذلك، تطل ضغوط مطاردة الصدارة من ناحية النجمة الذي يرحل إلى صور لمقابلة التضامن (الساعة 14.15 أيضاً)، وهو الذي يقف في المركز الرابع متأخراً بفارق 3 نقاط عن الأنصار المتصدر قبل هذه المرحلة وقبل أن يواجهه في قمّة مباريات الجولة الثامنة بعد ظهر الأحد المقبل. ففي صور عرف النجمة غالباً صعوبات (فاز 1-0 في آخر زيارة له إلى هناك)، وأمام التضامن تعقّدت الأمور أحياناً (فاز 2-1 في آخر مواجهاتهما على ملعب المدينة الرياضية خلال الموسم الملغى). صعوبات لا يمكن استبعاد حضورها هذه المرّة أيضاً في ظل سعي «سفير الجنوب» إلى نتيجة إيجابية هرباً من المراكز المتأخّرة.

توتّر وخطأ ممنوع
ومما لا شك فيه أن لقاء العهد وشباب الساحل على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب في جونية (الساعة 16.05) سيكون الأبرز في اليوم الافتتاحي للمرحلة السابعة.
هنا سيكون التوتر حاضراً من الجانبين، إذ أن شباب الساحل لن يرضى بالابتعاد عن الأنصار الذي يتقدّم عليه بنقطة بعد تساوي الساحليين مع الإخاء إثر سلسلة من النتائج الإيجابية، كان أبرزها الفوز على صاحب الصدارة.
نتيجة لا يخفى أنها أدخلت الثقة أكثر إلى رجال المدرب محمود حمود الذين يرون أنفسهم في موقفٍ قوي للتغلّب على أي فريقٍ كبير، وهو أمر يمكن أن يكون متاحاً في حال وقع بطل الموسم الماضي في فخّ المشكلات التي تسبّبت بخسارته مرتين وسقوطه في فخ التعادل في مناسبتين أيضاً هذا الموسم. لذا يمكن القول بأن الخطأ ممنوع على العهد في حال أراد البقاء ضمن دائرة المنافسة، وخصوصاً أنه يبتعد بفارق 7 نقاط عن المركز الأول الذي اعتاد على عدم مغادرته خلال مواسم خلت. والخطأ ممنوع أيضاً على البرج الذي يلعب «الدربي» مع جاره شباب البرج بعد ظهر الأربعاء (الساعة 16.05 في جونية) في ختام المرحلة. أما السبب فهو ليس فقط حساسية المباراة في المنطقة التي «تغلي» قبل كل مواجهة بينهما، بل لأن الفريق الأصفر دخل الموسم وسط آمالٍ كبيرة بوقوفه بين الكبار ومزاحمتهم على اللقب، لكنّ الواقع كان مغايراً باحتلال البرجيين المركز التاسع بست نقاط، مقابل وقوف جارهم الحديث العهد في الدرجة الأولى في المركز الخامس بـ 8 نقاط.
والأسوأ بالنسبة إلى بطل كأس لبنان عام 1993 أن الإشادات كلّها ذهبت إلى شباب البرج بعد تقديمه مستوى مميّزاً في غالبية مبارياته بقيادة مدربه يوسف الجوهري، ما يجعله متوتراً أكثر لاستعادة سمعته والتأكيد بأنه الأقوى في برج البراجنة. وهذه المسألة ستكون مهمتها منوطة بابن النادي فؤاد حجازي الذي تسلّم كرة النار من الدقة، ساعياً إلى تبريد قلوب المنتقدين الكثيرين الذين صوّبوا على الفريق في الفترة القريبة الماضية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا