قبل انطلاق الموسم الماضي، علت أصوات كثيرة معترضة على قرار الاتحاد اللبناني بإلزام الأندية بإشراك عدد من اللاعبين دون 22 عاماً في مباريات الدرجتين الأولى والثانية بمعدل ألف دقيقة للاعب الواحد وألف وخمسمئة دقيقة للاعبين وألفي دقيقة لثلاثة لاعبين في الموسم كلّه. انطلق موسم 2019-2020 وأقيمت منه ثلاث مراحل، ومن ثمّ توقف كل شيء بسبب أحداث 17 تشرين الأول ومن بعدها جائحة كورونا. حينها، تذرّعت تلك الأصوات بضيق الوقت وعدم القدرة على إيجاد لاعبين ضمن هذه الفئة من الأعمار. السبب الرئيسي هو أن معظم الأندية لا تهتمّ بالفئات العمرية، وبالتالي خزّانها من اللاعبين الشباب فارغ.هذا الموسم أبقى الاتحاد على قراره حول اللاعبين دون 22 عاماً، لكن مع تعديل بعدد الدقائق يتناسب مع الصيغة الاستثنائية للدوري. 600 دقيقة للاعب واحد دون 22 عاماً في الموسم لكل فريق، 800 دقيقة للاعبين اثنين، و1200 دقيقة لثلاثة لاعبين. أضيف إليه قرارٌ بتحديد عدد اللاعبين فوق الثلاثين عاماً الموجودين على كشف المباراة بخمسة لاعبين. الهدف هو تخفيض معدل أعمار الفرق من جهة، ومنح الفرصة للاعبين الشباب كي يشاركوا في مباريات الدرجة الأولى.
في العهد كان حسن سرور (18) من الأسماء التي برزت الى جانب علي الحاج ومحمد المصري ومحمد باقر الحسيني

عملت الأندية على ترفيع أو ضم عدد من اللاعبين الشباب. ساعد في ذلك أمران: الأول قرار اللاعبين فوق الثلاثين، والثاني غياب اللاعبين الأجانب. هذا ما سمح لعدد كبير من اللاعبين تخطى عددهم الخمسة وعشرين لاعباً أن يحضروا بقوة وبنسب متفاوتة في الأسابيع الأربعة من الدوري، بل حتى يسجل عدد منهم أهدافاً لفرقهم.
اللافت ان أرقام الأندية الـ 12 على صعيد الدقائق جيدة جداً. فهناك فرق اقتربت من الوصول الى الرقم المطلوب اتحادياً على صعيد الدقائق كالسلام زغرتا الذي بلغ عدد دقائق لاعبيه الشباب في المباريات الأربع الأولى 1048 دقيقة لثلاثة لاعبين من أصل 1200 دقيقة مطلوبة. السبب الرئيسي أن السلام زغرتا يعتمد هذا الموسم على عدد كبير من اللاعبين الشباب، ويأتي في طليعتهم فيليب أيوب وسيزار وأوسكار غنطوس، إضافة الى الحارس أنطوان الدويهي الذي شارك أمام شباب البرج والنجمة في الأسبوعين الأول والثاني.
من المؤكّد أن السلام زغرتا ليس الفريق الوحيد الذي يدفع بلاعبين شباب في الدوري. فجميع الفرق تشرك لاعبين دون 22 عاماً، لكن الأهم أن معظم الفرق تقوم بإشراك لاعبين من مواليد 2000 و2001 أي أعمار 20 و19 عاماً.
تمسّك الاتحاد بقرار إلزام الأندية بإشراك لاعبين دون 22 عاماً في مبارياتهم


في الصفاء برز اسم الحارس طلال دندشلي الذي حضر في ثلاث مباريات من أصل أربع؛ آخرها أمام الإخاء الأهلي عاليه حيث لعب 90 دقيقة. لفت دندشلي (2001) الأنظار من خلال أدائه رغم خسارة فريقه 0-2. الحارس الواعد ليس الوحيد من اللاعبين الصغار في الصفاء، فهناك قاسم حايك الذي فرض نفسه بقوة في تشكيلة المدير الفني إميل رستم.
تتوالى الأسماء في الفرق. ففي النجمة، هناك محمود قعوار ومهدي الزين. لكن الأبرز هو أندرو صوايا الذي استطاع أن يأخذ مكان القائد علي حمام كظهير أيمن ولعب 360 دقيقة كاملة في المباريات الأربع.
في الغازية، هناك هادي ماضي، وفي التضامن صور هناك حسن حويلا وزاهر سماحي، وفي طرابلس علاء عزو وحسن قريطم. في الإخاء، فرض دانييل أبو فخر نفسه هداف الفريق مع تسجيله هدفين في أربع مباريات، وهناك أيضاً علي مرقباوي. في البرج، لا تبدو الأسماء الشابة حاضرة بقوة، وهذا ما يظهر من خلال عدد دقائق الفريق في المباريات الأربع الأولى. لكن رغم ذلك، برز اسم محمد ناصر. أما الجار شباب البرج، فبرز منه حسين عواضة، والحديث هنا عن اللاعبين مواليد 2000 وما فوق.
في العهد، برز اسم الثلاثي، مواليد 2001: علي الحاج، حسن سرور ومحمد المصري، إضافة الى محمد باقر الحسيني (2002). أما المنافس الأنصاري فلا يبدو عنصر الشباب من مواليد 2000 وما فوق حاضراً بشكل كبير باستثناء محمد حبوس (فلسطيني) وحسن قعفراني، أما شباب الساحل فيبرز في صفوفه محمد حيدر مواليد 2001.

يقترب السلام زغرتا من تحقيق الرقم المطلوب لهذا الموسم على صعيد الدقائق بالنسبة إلى إشراك لاعبين دون 22 عاماً

وعلى صعيد عدد الدقائق للاعبين دون 22 عاماً، فقد جاءت على الشكل التالي بالنسبة إلى الأندية الـ 12 بعد متابعة تشكيلاتهم الأساسية والاحتياطية في المباريات الأربع الأولى:
طرابلس (لاعب واحد 323 دقيقة، لاعبان اثنان 609، ثلاثة لاعبين 784)، السلام زغرتا (360، 720، 1048)، الصفاء (360، 703، 991)، الساحل، 360، 660، 346)، شباب البرج (334، 641، 754)، النجمة (360، 661، 917)، الأنصار (152، 117، 14)، الغازية (360، 694، 538)، التضامن (360، 643، 841)، الإخاء عاليه (328، 234، 0) العهد (299، 473، 681)، البرج (153، 146، 113).
لا يزال الدوري في بدايته ولا يزال هناك الكثير الكثير من المباريات، لكنّ الأرقام تبدو مشجعة وتصبّ في مصلحة الأندية التي أصبحت تملك مجموعة جيدة من اللاعبين الشباب. صحيح أن الأندية ستستفيد من لاعبيها الشباب، لكن الفائز الأكبر هو المنتخب الوطني، سواء كان المنتخب الأول أو الأولمبي أو الشباب. فمع نهاية الموسم، وبعد إسدال الستار على بطولتَي الدرجتين الأولى والثانية، سيكون هناك عدد كبير من اللاعبين، قد يتجاوز الخمسين لاعباً، يعدون بمستقبل واعد فنياً والأهم اكتسبوا خبرة المباريات الرسمية والمنافسات في الدرجتين الأولى والثانية.