صعد نادي ولفرهامبتون إلى الدوري الإنكليزي الممتاز قبل موسمين بعد غياب دام ست سنوات. هو حديث العهد في دوري الأضواء، تماماً كمدينته الواقعة في وسط بريطانيا، والتي حصلت على لقب «مدينة» في عام 2001.على عكس العشوائية السائدة في صفقات الفرق الصاعدة حديثاً إلى دوري الأضواء، اتجهت إدارة النادي إلى الاستثمار الحذر تبعاً لمتطلبات مدرب الفريق نونو سانتو. منظومة متكاملة صنعها المدرب البرتغالي في وقتٍ قياسي، جعلت من ولفرهامبتون الفريق الأصعب على أندية القمة، حيث انتصر «الذئاب» على أرضهم أمام كل من آرسنال وتشلسي ومانشستر يونايتد، من دون إغفال الانتصار التاريخي في ويمبلي على نادي توتنهام بنتيجة (3-1)، كما حقق تعادلات ثمينة في ملاعب كبيرة كالأولد ترافورد، الإمارات، وستامفورد بريدج. متانة دفاعية وإتقانٌ عالٍ للهجوم المعاكس، عادا على ولفرهامبتون بالمركز السابع في نهاية المطاف، حاجزاً بذلك بطاقة عبور إلى الدوري الأوروبي. لم تكن الطريق معبّدة أمام الذئاب لبلوغ الاستحقاقات الأوروبية، إذ اعتمدت مشاركته في تصفيات الدوري الأوروبي على إنجاز مانشستر سيتي التاريخي بسيطرته المطلقة على الألقاب المحلية. فبحسب لوائح الاتحاد الأوروبي، يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى في الـ«بريميرليغ» مباشرة إلى دور المجموعات من دوري الأبطال. على الجانب الآخر، يتأهل مباشرة إلى دور مجموعات الدوري الأوروبي صاحب المركز الخامس، فيما تُمنَح بطاقتان لبطل كأس الاتحاد الإنكليزي (على أن يشارك من دور المجموعات)، وبطل كأس الرابطة الإنكليزية، (على أن يشارك من الجولة الثانية في الدور التمهيدي). مع تحقيق مانشستر سيتي كل الألقاب المحلية في الموسم الماضي، ومشاركته سلفاً في دوري أبطال أوروبا، نال كل من مانشستر يونايتد (صاحب الترتيب السادس) ولفرهامبتون (صاحب الترتيب السابع) بطاقتَي التأهل إلى الدوري الأوروبي.
ثنائية خيمينيز ـ تراوري هي الأخطر في البريميرليغ هذا الموسم


استمر نجاح ولفرهامبتون هذا الموسم إثر الحفاظ على المدرب بالدرجة الأولى، وعلى أبرز لاعبي الفريق بالدرجة الثانية من دون إغفال القيام ببعض التدعيمات الصيفية. فبعد مرور 25 جولة، يحتل الفريق المركز التاسع في الدوري بـ35 نقطة مبتعداً عن الرابع تشلسي بـ6 نقاط فقط. الفريق يسير في الطريق الصحيح محلياً وأوروبياً حيث تمكن من حجز مقعد في دور الـ32 من الدوري الأوروبي أمام إسبانيول. ستُلعب المباراة الخميس المقبل في إنكلترا، (22:00 بتوقيت بيروت).
بعيداً عن أثر المدرب الواضح على الفريق، ولكن لم تكن النجاحات لتتحقق لولا أن لعب اللاعبون كمنظومة واحدة. تألّقت أسماء عدّة هذا الموسم مع ولفرهامبتون، وكان أبرزها الجناح الإسباني أداما تراوري والمهاجم المكسيكي راوول خيمينيز. بفعل أهدافه الغزيرة أخيراً، أصبح خيمينيز هدّاف ولفرهامبتون التاريخي في الدوري الإنكليزي الممتاز بـ24 هدفاً، متجاوزاً بذلك ستيفين فليتشر (22هدفاً). على الجانب الآخر، يُعد أداما تراوري اللاعب الأخطر في منظومة نونو سانتو لما يملكه من سرعة ومهارة يقود من خلالهما هجمات الفريق المرتدة. سجّل خيمينيز هذا الموسم 20 هدفاً وصنع 9 أخرى، في حين اقتصرت أرقام تراوري على 5 أهداف و10 تمريرات حاسمة. وبحسب موقع «أوبتا» المختص بالإحصائيات، فإن ثنائية خيمينيز ـ تراوري هي الأخطر في البريميرليغ هذا الموسم، حيث تشاركا بـ8 أهداف بينهما، وهو ما يُقلق براندن رودجرز الذي أشاد بهما قبل المباراة المرتقبة.
على الجانب الآخر، لم يعرف ليستر سيتي النتائج الإيجابية أخيراً، غير أنه لا يزال ضمن دائرة المنافسة على وصافة الدوري. يحتل رجال براندن رودجيرز المركز الثالث بفارق نقطتين عن الوصيف مانشستر سيتي، كما يبتعد الفريق عن الرابع تشلسي بـ8 نقاط ما يضع قدماً لليستر في دور مجموعات دوري أبطال الموسم المقبل.
مباراة صعبة على الفريقين يسعى من خلالها كل مدرب لتحقيق النقاط الثلاث بهدف تعزيز مركزَيهما ضمن المقاعد الأربعة الأولى.