يستقبل إنتر ميلانو الإيطالي نظيره نابولي في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا. رغم النتائج المتخبّطة، يعوّل مدرب فريق الجنوب جينارو غاتوزو على سجله الجيد أمام فرق المقدّمة أخيراً (هُزم كلّ من يوفي ولاتسيو في الأسبوعين الماضيين) لتحقيق نتيجة إيجابية أمام أنطونيو كونتي، الذي اعتلى بدوره صدارة الدوري في نهاية الأسبوع الماضي بعد فوزٍ مثير على إي سي ميلان. ستُلعب المباراة اليوم على ملعب السان سيرو، (21:45 بتوقيت بيروت).في الموسم الماضي، احتلّ نادي نابولي وصافة الدوري الإيطالي فيما تمكّن الإنتر من بلوغ دوري الأبطال بشقّ الأنفس بعد حصوله على المركز الرابع في الجولة الأخيرة. تغيرت المعادلة هذا الموسم. نابولي يغرق في منتصف الجدول في حين يحلّق النيراتزوري على رأس الجدول بفارق الأهداف عن الوصيف يوفنتوس. موسمان مختلفان يعكسان واقع الإدارة والتخطيط بين ناديي الشمال والجنوب، والذي ترجمه كونتي بنجاح في إنتر مقابل فشل غاتوزو حتى اللحظة في نابولي.
جاء هذا الأخير إلى النادي الجنوبي خلال استحقاقات الموسم الحالي خلفاً للمدرب المقال كارلو أنشيلوتي. رغم احتلاله المركز الثاني في الدوري الموسم الماضي، لم يعرف أنشيلوتي الاستقرار هذا الموسم على خلفية بعض المشاكل مع الإدارة لتتمّ إقالته في نهاية المطاف. اختلفت الآراء حول قيمة غاتوزو التدريبية فور تعيينه مدرّباً لنابولي. فنياً، لم يقدّم المدرب الشاب الكثير في ميلان، غير أنه تمكّن من فرض الاستقرار في غرفة الملابس، وهو ما دفع إدارة نابولي للتوقيع معه بالدرجة الأولى. مع اختلاف حجم الطموحات في النادي الجنوبي مقارنةً بالفرق السابقة التي درّبها، شكلت هذه المرحلة اختباراً جدياً لغاتوزو لمعرفة مدى ثقله التدريبي. النتائج لا تزال سيئة ما يعكس سوء قرارات الإدارة.
تلقت شباك نابولي 34 هدفاً في 23 مباراة في الدوري حتى اللحظة


أشرف غاتوزو على نابولي في 10 مباريات بمختلف المسابقات، فاز خلالها بـ5 مباريات كما خسر 5 أخرى. نتائج متخبّطة ختمها النادي الجنوبي بخسارة قاسية على أرضه في الأسبوع الماضي بثلاثية لهدفين، أمام أحد الفرق المهدّدة بالهبوط وهو ليتشي. يحتلّ نابولي المركز الـ11 في الدوري بـ30 نقطة، مبتعداً عن الرابع أتالانتا بـ12 نقطة كاملة. في ظلّ تخبط الفريق الجنوبي مع غاتوزو والاستقرار الفني والإداري لأغلب فرق المقدمة، يبدو أن نابولي قد خرج من سباق المقاعد المؤهّلة إلى دوري الأبطال. لم يحقّق الفريق سوى 8 انتصارات خلال 23 جولة في الدوري وقد حافظ على نظافة الشباك في مباراة واحدة تحت قيادة غاتوزو. على ضوء كثرة المشاكل، خرج غاتوزو بتصريح إلى الإعلام قائلاً: «مصدر قلقي الأكبر هذا الموسم هو الهشاشة الكبيرة داخل الفريق» في إشارة إلى سوء المنظومة على الصعيدَين الهجومي والدفاعي. يعدّ هذا الأخير الخط الأسوأ للفريق، حيث تلقت شباك نابولي 34 هدفاً في 23 مباراة في الدوري حتى اللحظة، وهي المرة الأولى منذ عام 2008.
على الجانب الآخر، يمرّ إنتر ميلانو بأفضل مواسمه في الدوري منذ رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن أسوار النادي. الفريق وجد نفسه مع كونتي، الذي شكّل كلمة السر وراء إعادة هيبة الإنتر في الكالشيو. أداء مقنع ونتائج إيجابية وضعت النيراتزوري على قمة الدوري، وبات المرشح الأبرز للتتويج باللقب برفقة الوصيف يوفنتوس. يدخل إنتر اللقاء منتشياً بفوز تاريخي على غريمه الأزلي إي سي ميلان. تقدم هذا الأخير بهدفين نظيفين في الشوط الأول، غير أن الإنتر عاد في اللقاء خلال الشوط الثاني مسجّلاً رباعية عبر بروزوفيتش، فيتشينو، دي فريج ولوكاكو. في ظلّ أداء إنتر اللافت ونتائجه شبه المثالية أمام أندية القمة، والتي تضمنت فوزاً على أرض نابولي قبل عدة أسابيع بثلاثية لهدف، يبدو رجال كونتي الأقرب إلى الفوز.
ستشهد المباراة على عودة المهاجم الأرجنتيني لوتارو مارتينيز إلى صفوف الإنتر ما سيعطي أفضلية أخرى لكونتي، غير أنّ حافز غاتوزو ورجاله لتعديل المسار عبر بوابة الكأس، قد يصعّب المهمة على أصحاب الأرض.