بعد أن اقترب موعد نهاية التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، حسمت عدّة منتخبات أوروبية تأهّلها إلى البطولة الأبرز على صعيد القارة العجوز. أبرز المتأهّلين هو المنتخب الهولندي الغائب عن النسخة الماضية من البطولة، كما المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب روبيرتو مانشيني الذي افتقده الكثيرون والمنتخب الألماني الذي عانى كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية.أكّد المنتخب الهولندي الشاب خلال التصفيات الأوروبية جاهزيته ليكون واحداً من بين المرشّجين للفوز ببطولة اليورو المقبلة. أداء ونتائج مميّزة لأبناء المدرب رونالد كومان، الذي غيّر من شكل المنتخب وأعاد له الهيبة التي افتقدها منذ سنوات. كومان، ليس بالمدرب صاحب التاريخ الكبير، فأبرز ما أنجزه خلال مسيرته التدريبية هو ترؤسه العارضة الفنية لنادي «التوفيز» إيفرتون في إنكلترا، وسابقاً وفي الدوري عينه، حين تسلّم زمام الأمور مع «السانتس» نادي ساوثهامبتون. لكن ما يقدّمه كومان برفقة المنتخب الهولندي يدعو للتفاؤل من قِبل المشجعين والمناصرين. نتيجة (4-2)، التي حققها زملاء أفضل لاعب خط وسط في أوروبا، الشاب فرنكي دي يونغ أمام المنتخب الألماني، كفيلة لمعرفة مدى جاهزية هذا المنتخب الشاب، خصوصاً أن المباراة أقيمت في ألمانيا (16 نقطة احتل من خلالها زملاء ممفيس ديباي المركز الثاني خلف ألمانيا المتصدرة بـ18 نقطة حتى الآن). من بين النقاط الإيجابية التي ساعدت المدرب كومان على الاستقرار والاستمرار في تحقيق النتائج الجيدة، وجود الثنائي المميز في خطّ الدفاع، فيرجيل فان دايك أفضل لاعب في أوروبا ونجم ليفربول الإنكليزي، إضافة إلى مدافع نادي يوفنتوس وقائد أياكس أمستردام السابق ماتياس دي ليخت. ثنائي من الصعب تخطّيه، وهذا ما تأكّد في كثير من مباريات التصفيات التي خاضها المنتخب الهولندي واستقبلت شباكه 7 أهداف فقط. باختصار، لا يمكن تجاوز ما مرّ به منتخب «الطواحين» من هبوط في المستوى، ومرحلة تغيير الجلد، بعد رحيل أعمدته كآريين روبين وروبن فان بيرسي وويزلي سنايدر وغيرهم الكثير، إلّا أن عودة اللون البرتقالي إلى الواجهة من جديد، بالتأكيد سيعطي البطولة الأوروبية المقبلة نكهة خاصّة افتقدها الجميع.

القائد مانشيني
اكتملت قطعة «البيتزا»، جاء من يستحق الوجود على رأس العارضة الفنية لمنتخب إيطاليا. روبيرتو مانشيني، مدرب مانشستر سيتي الإنكليزي وإنتر ميلانو الإيطالي السابق، يكتب تاريخاً جديداً مع منتخب بلاده إيطاليا، المنتخب الذي عانى كثيراً في السنوات الماضية، ولعلّ عدم التأهل إلى مونديال روسيا 2018 الأخير خير دليل على حجم المعاناة التي مرّ بها. 27 نقطة من أصل 27 ممكنة، هي حصيلة نتائج المنتخب الإيطالي خلال مباريات التصفيات الأوروبية. العلامة الكاملة حققها الـ«أتزوري»، مع اهتزاز شباك حارس المرمى الشاب ولاعب ميلان جيانلويجي دوناروما 3 مرّات فقط في 9 مباريات. الأرقام تتحدث عن نفسها، إيطاليا مانشيني مختلفة عن البقية، حتى أن إيطاليا أنطونيو كونتي لم تمتلك هذه الأرقام. مانشيني، أخذ الوقت المناسب وقام بدوره كمدرب.
أكد مدرب ألمانيا يواكيم لوف أن منتخب بلاده بحاجة لعمل أكبر


في جميع المباريات الودية، دخل المدرب مانشيني بأسماء مختلفة عن غيرها وهذا ما يجب أن يقوم به أي مدرب جديد للتعرف إلى اللاعبين واختيار التشكيلة المطلوبة. مانشيني، اعتمد على رباعي في خط الوسط خلال المباريات التسع، وهم كل من ثنائي الإنتر نيكولو باريلا وستيفانو سنسي، إضافة إلى لاعب ارتكاز تشيلسي جورجينيو ولاعب الـ«بي أس جي» ماركو فيراتي. هذه الأسماء، تُعتبر بمثابة مفتاح النجاح لمانشيني، إضافة إلى خط الدفاع المعروف تاريخياً بصلابته لدى الطليان. هذه المرّة، يمكن القول بأن إيطاليا قد عادت فعلاً، وأنها ستشكّل خطراً على أيّ منتخب ستواجهه، ومن البديهي جداً، أن تصنّف اليوم من بين أبرز المرشّحين للفوز بلقب اليورو المقبل.

ألمانيا لا تطمئن
رغم تصدّر ألمانيا المجموعة على حساب المنتخب الهولندي، إلّا أن المدرب يواكيم لوف على دراية بمنتخب بلاده والواقع الذي يمرّ به حالياً. كلمات لوف عن عدم الاستقرار الذي يعاني منه منتخب «المانشافت»، تعطي المتابعين والمناصرين فكرة أن ألمانيا لن يتوقّع منها الكثير خلال بطولة «اليورو» المقبلة. تجربتا المنتخب الألماني خلال البطولتين القاريتين الأخيرتين، خير دليل على الفقر والعقم الذي يعاني منه المدرب لوف ومجموعته التي اختارها. خروج من الدور الأول لكأس العالم (روسيا 2018)، وخروج من دوري الأمم الأوروبية أيضاً، يضعان المدرب الألماني تحت المجهر. الأخير، قال بعد الانتصار الكبير برباعية نظيفة على حساب بلاروسيا «لقد هنأت اللاعبين على التأهل، فهذا كان طموحنا، خاصة أنهم قدموا مباراة جيدة، ولعبوا كمجموعة واحدة بشكل مميز. لكن بعد تسجيل الهدف الثالث، ظهر بعض التراخي والتقاعس على اللاعبين، وهذا أمر غير مقبول، لذا يجب أن نواصل العمل من أجل تجاوز هذه النقطة المظلمة». وصف هذه النقطة بالمظلمة من قِبل لوف، يعني أمراً واحداً، المدرب سيصبح أكثر جدّية وصرامة من أي وقت مضى. لا شك في أن الأسماء التي يمتلكها لوف بين يديه أصبحت أكثر تنوعاً من ذي قبل، أسماء ككاي هافرتز الشاب لاعب ليفركوزن، ليون غورتزكا لاعب البايرن، سيرج غنابري لاعب ميونيخ أيضاً، وغيرها من الأسماء التي لم تكن موجودة في المونديال وفي بطولة دوري الأمم، والتي من الممكن أن تعطي الإضافة الكبيرة لألمانيا وللوف على وجه الخصوص، ولكن المنتخب حتى الآن ورغم كلّ شيء لا يطمئن.