يدخل نادي إنتر ميلانو اللقاء أمام برشلونة وعينه على النقاط الثلاث. ظروف الفريقين اليوم تعيد الأمور الى العام 2010، حينها خسر النادي الإيطالي في ذهاب نصف نهائي الأبطال أمام أبناء كاتالونيا بنتيجة (1 ـ 0)، وتأهل الى النهائي بعد مباراة الإياب، إذ كانت النتيجة الإجمالية للمباراتين (3 ـ 2) للإيطاليين. على الصعيد الفني، تميل الكفة اليوم للمدرب أنطونيو كونتي وفريقه. المدرب المحنك أثبت في الكثير من محطاته التدريبية حسن التعامل أمام الفرق الهجومية. ظهر ذلك جلياً أثناء ترؤسه العارضة الفنية لتشيلسي، عندما أوقف منظومة مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا في مناسبات عديدة، كما قدّم أداءً جيداً أمام برشلونة رغم إقصائه بنتيجة إجمالية (4-1) من دور الـ16 لعام 2018.تغير الإنتر مع كونتي. وجد النادي الإيطالي في مدربه الجديد قائداً افتُقد منذ حقبة البرتغالي جوزيه مورينيو للعودة إلى الطريق الصحيح. الأمر ليس غريباً على المدرب الإيطالي، إذ تثبت الألقاب التي حققها في أغلب الأندية التي أشرف عليها علوّ كعبه التدريبي، وربما العيب الوحيد الذي عانى منه مراراً هو العصبية الزائدة.
خرج أنطونيو كونتي من يوفنتوس وتشيلسي بسبب المشاكل المتكررة مع الإدارات، والسبب الرئيسي يعود إلى عدم إتمام الصفقات التي يطلبها. في إنتر الوضع مختلف. فور مجيئه، مُنح كونتي ميزانية مفتوحة لإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي بين كبار الفرق المحلية والأوروبية. صيفٌ حافل حظي به إنتر ميلانو، شهد على إثره العديد من التغييرات الجذرية. بعيداً عن التغييرات الإدارية، كان سوق الانتقالات الصيفي واحداً من أكثر المحطات التي تنفق خلالها إدارة «النيراتزوري» الأموال في تاريخها. قبل عملية البناء، قام كونتي بالتخلي عن العديد من الأسماء لخلق التوازن بين صفوف الفريق. بدأ الأمر بالتخلي عن ماورو إيكاردي، القائد السابق للفريق، بعد أن دخل في مشاكل عديدة مع الجماهير والإدارة، تلاه التخلي عن جواو ماريو، وإيفان بيريزيتش وراجا ناينغولان على سبيل الإعارة. أسماءٌ كبيرة خرجت من السان سيرو تم تعويضها بمواهب ملائمة لأسلوب المدرب، كنيكولا باريلا، وماتيو بوليتانو، وفالونتينو لازارو، وأليكسس سانشيز، إضافةً إلى روميلو لوكاكو، هداف الفريق الحالي.
من المتوقّع أن يشارك ميسي وديمبيلي كبدلاء خلال المباراة


في غضون 3 أشهر تحول الإنتر مع كونتي إلى فريق آخر. متانة دفاعية وقوة هجومية ضاربة جعلت النيراتزوري يحتل صدارة الدوري الإيطالي بالعلامة الكاملة حتى الجولة السادسة. يبقى التألق الأوروبي هو الذي ينقص الفريق في حقبته الجديدة، وهو ما يسعى إليه كونتي من بوابة برشلونة، خاصةً بعد تعثره في المباراة الافتتاحية أمام سلافيا براغا على أرضه. (انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله).
على الجانب الآخر، يدخل نادي برشلونة اللقاء بالعديد من المشاكل، التي تزامنت مع تعرض عدد من اللاعبين لإصابات متكررة، على رأسهم ليونيل ميسي. لا تنحصر مشاكل برشلونة في الإصابات، بل في سوء الإدارة ككل.
الإبقاء على المدرب ارنستو فالفيردي بكل النتائج السلبية يؤكد وجود تخبّط إداري. تثبت الأرقام عدم نجاح ميركاتو برشلونة حتى الآن. النادي الذي استقدم العديد من الأسماء في الصيف الماضي، أهمهم الهولندي فرانكي دي يونغ والفرنسي انطوان غريزمان، يحتل المركز الرابع في الدوري الإسباني بـ4 انتصارات مع تعادل وخسارتين. حتى اللحظة، لم يظهر تأثير أنطوان غريزمان على الفريق. اللاعب الذي جاء مقابل 120 مليون يورو لم يجد مكاناً له في خطة برشلونة حتى الآن، وما سيزيد الأمر سوءاً، هو عودة ميسي المحتملة من بوابة مباراة إنتر ميلانو، ما سيضع فالفردي في موقف حرج تجاه توظيف غريزمان. إضافة كبيرة سيقدمها ميسي إلى جانب عثمان ديمبيلي أمام إنتر ميلانو، النادي الذي يتّصف بصلابة دفاعية، بدءاً من خط الوسط وصولاً إلى حارس المرمى، من دون إغفال الفاعلية الهجومية، خاصةً في الهجمات المرتدة. من المرجّح مشاركة ميسي وديمبيلي كبدلاء خلال المباراة، في حين تأكد غياب أنسو فاتي عن اللقاء.


التقى الطرفان 8 مرات في البطولات الأوروبية، كان لبرشلونة الكعب الأعلى فيها بعد أن فاز 4 مرات، مقابل فوز وحيد لإنتر ميلانو، في حين سيطر التعادل على 3 مناسبات. شهد الموسم الماضي على آخر لقاء بين الفريقين، فاز برشلونة في الكامب نو بنتيجة (2-0) وانتهت مباراة الإياب بتعادل إيجابي بهدفٍ لمثله في السان سيرو.
قمّة صعبة بأهدافٍ مختلفة للطرفين، يسعى من خلالها برشلونة لتصحيح مسار الموسم، في حين يريد كونتي تبييض صفحته الأوروبية. مباراةٌ سيحسمها إلى حدٍّ كبير أسلوب كونتي من جهة، ومدى جاهزية ميسي من جهة أخرى.