لم يمر على الدوري الإسباني سوق انتقالات صيفي كالذي يشهده هذا الموسم. حراكٌ كبير داخل أسوار أندية النخبة، كانت نتيجته تعاقد ريال مدريد وبرشلونة وأتليتيكو مدريد مع لاعبين تتجاوز قيمة كل واحد منهم الـ100 مليون يورو، لأول مرة في تاريخ الدوري الإسباني. طموحات الأندية الثلاثة كبيرة، وهو ما يصعب التنبؤ بهوية البطل قبل المراحل الأخيرة من عمر الدوري.بعد أن تجاوزت صفقة انتقال إيدين هازار إلى ريال مدريد عتبة الـ100 مليون يورو، أبرم أتليتيكو مدريد أعلى صفقة في تاريخه، بتوقيعه مع مهاجم بنفيكا البرتغالي جواو فيليكس مقابل 126 مليون يورو. موسمٌ واحد تحت الضوء، جعل المهاجم البرتغالي الشاب مطلباً للعديد من الأندية الأوروبية، غير أن رغبة أتليتيكو الملحّة، أقنعت اللاعب في نهاية المطاف لتمثيل الـ«روخيبلانكوس».
أرقام مميزة وأداء استثنائي جعلا العديد من نقاد الكرة يقرّون أن جواو فيليكس هو الموهبة البرتغالية الأهم منذ كريستيانو رونالدو. رغم ضعف الدوري البرتغالي مقارنة بغيره، تشير الإحصائيات إلى أن موهبة أتليتيكو مدريد الجديدة ستكون علامة فارقة في عالم كرة القدم. في موسمه الأول كلاعب أساسي، سجل ابن الـ19 عاماً 19 هدفاً وصنع 11 هدفاً آخر خلال 42 مباراة مع بنفيكا، بما في ذلك «هاتريك» في بطولة الدوري الأوروبي أمام نادي أينتراخت فرانكفورت الألماني، ما جعله أصغر لاعب يسجل ثلاثية في تاريخ المسابقة. في ظل كثرة الطلب على اللاعب، أشار رئيس نادي بنفيكا لويس فيليبي فييرا إلى امتلاك جواو فيليكس عقداً مع النادي البرتغالي يمتد لـ5 سنوات، مؤكداً أن من يرغب في ضمه عليه دفع قيمة الشرط الجزائي، المقدّر بـ126 مليون يورو، وهو ما حصل من قِبل أتليتيكو مدريد. هكذا، أصبح فيليكس أغلى لاعب برتغالي في التاريخ، متجاوزاً كريستيانو رونالدو الذي انتقل مطلع الصيف الماضي إلى يوفنتوس مقابل 117 مليون يورو.
ليس غريباً على أتليتيكو مدريد استقدام موهبة هجومية مميزة، ولكن من غير المنطقي استقدام اللاعب بهذا المبلغ الضخم، إذ سبق للـ«روخيبلانكوس» أن خرّج العديد من الأسماء في هذا المركز بأقل التكاليف الممكنة، على غرار المهاجمين الكولومبي راداميل فالكاو، الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، الإسبانيين فيرناندو توريس ودييغو كوستا، إضافة إلى الفرنسي أنطوان غريزمان. الأخير انتقل أخيراً إلى برشلونة، بصفقة قُدرت بـ120 مليون يورو. سبق أن ارتبط اسم اللاعب ببرشلونة في أغلب فترات الموسم الماضي، غير أن بطل العالم برفقة منتخب فرنسا أعلن استمراره حينها بنشر مقطع فيديو، اعتبره البعض إساءة للنادي الكاتلوني وفقاً للأسلوب الذي اعتمده بإبداء قراره في البقاء.
وضعت إدارة برشلونة مبلغ 800 مليون يورو كقيمة جزائية لكسر عقد غريزمان


أُسدل ستار المسرحية إذاً، وانتهت القصة. سيمثل غريزمان البلاوغرانا مطلع الموسم المقبل. لضمان استمرار اللاعب الفرنسي أطول فترة ممكنة في الكامب نو، وضعت إدارة النادي الكاتلوني مبلغ 800 مليون يورو كقيمة جزائية لكسر عقده، متجاوزاً بذلك قيمة كسر عقد ميسي المقدرة بـ700 مليون يورو، بحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية.
مواسم صعبة عاشها برشلونة أخيراً، خاصة على الصعيد الأوروبي، بعد فشله في بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للنسخة الرابعة توالياً. رغم تعويل جماهير برشلونة على مهاجمهم الجديد لحل معضلة دوري الأبطال، إلا أن حسم هذا الأمر غير ممكن حالياً.
في الموسمين الأخيرين، تراجع مستوى المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز. ظهر ذلك جلياً على الصعيد الأوروبي بعد فشل ابن الـ32 عاماً بتسجيل أي هدف خارج الديار في دوري الأبطال منذ 2015، وهو ما أثر سلباً على فريقه. رغم ذلك، لا يزال من الصعب التنبؤ بالمركز الذي سيشغله غريزمان مع برشلونة، إذ سبق للمهاجم الفرنسي أن شغل أغلب المراكز الهجومية، منذ بداية تألقه برفقة ريال سوسيداد، مروراً بأتليتيكو مدريد والمنتخب الفرنسي. تمكّن غريزمان خلال مسيرته من تسجيل العديد من الأهداف، حتى عندما لعب كرأس حربة وهمي، أو رأس حربة ثانٍ برفقة دييغو كوستا، فيرناندو توريس وأوليفييه جيرو، وهو ما أثنى عليه مدرب الفريق أرنستو فالفردي في مؤتمر صحافي عقب المباراة التحضيرية الأخيرة للفريق، التي ربحها على آرسنال بنتيجة (2-1).
شهدت تلك المباراة حدثاً غريباً ظهر على مقاعد بدلاء الفريق الكاتالوني، بين نجم الفريق الأول ليونيل ميسي والوافد الجديد أنطوان غريزمان، إذ نشر برنامج «خوغونيس» الإسباني مقطع فيديو مفاده تجاهل ميسي للاعب الفرنسي. أثار الفيديو الكثير من البلبلة في الأوساط الإسبانية، ما فتح الأبواب من جديد، حول ميزان القوة في النادي الكاتالوني بين الإدارة واللاعبين. في حالاتٍ كثيرة، ترضخ إدارة نادي برشلونة لمطالب بعض اللاعبين لاستقدام أسماء جديدة. ظهر ذلك جلياً بعد أن جاء كوتينيو إلى برشلونة بطلب خاص من سواريز، كما لعب ميسي الدور الأكبر في مجيء نيمار من سانتوس. يلعب الأخير دوراً بارزاً في الفيديو المنشور بحسب ما أدلت به الصحافة الإسبانية، إذ أنّ ميسي كان يرغب بعودة نيمار من جديد هذا الموسم، غير أن التعقيدات الموجودة في عقده حالت دون إتمام الصفقة. هذا الأمر جعل الإدارة تتوجه إلى القرار الأسهل عملياً، المتمثل بالتوقيع مع غريزمان، خاصةً بعد تخفيض شرطه الجزائي من 200 مليون يورو إلى 120 مليون يورو.



إيدين هازار


بعد قضائه 7 مواسم مع نادي تشيلسي الإنكليزي، انتقل إيدين هازار إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 100 مليون يورو. سبق للجناح البلجيكي أن أعلن رغبته بتمثيل ألوان الميرينغي في العديد من المناسبات، غير أن ذلك لم يحدث حتى عودة المدرب زين الدين زيدان إلى ريال مدريد. تعد هذه الصفقة من أفضل صفقات الصيف، نظراً إلى ثقل اللاعب الكروي، وقيمته الفنية الكبيرة. مع رحيل رونالدو، فقد الميرينغي عنصر الحسم، وقدّم موسماً كارثياً. رغم عدم اتّصاف هازار بالغزارة التهديفية، سيكون لتمريراته الحاسمة في الثلث الأخير من الملعب وإمكانياته العالية بالمراوغة، شأن كبير لإعادة التوازن إلى الخطّ الأمامي للريال.

هاري ماغواير


بعد جولات من المفاوضات بين مانشستر يونايتد وليستر سيتي، انتقل المدافع الإنكليزي هاري ماغواير إلى الأولد ترافورد، في صفقة قُدرت بـ87 مليون يورو. بهذا المبلغ، بات ابن الـ26 عاماً أغلى مدافع في تاريخ اللعبة، متفوّقاً على أفضل لاعب في البريميرليغ الموسم الماضي فيرجيل فان دايك، الذي جاء إلى ليفربول مقابل 75 مليون يورو. شكلت صفقة ماغواير مادة دسمة للصحافة حول العالم، نظراً إلى عدم ملاءمة المبلغ المدفوع، بالقيمة السوقية للاعب، والتي تقدّر بـ50 مليون يورو، غير أن الحاجة الماسة لقلب دفاع جديد، أجبر يونايتد على الرضوخ إلى مطالب ليستر سيتي، في ظلّ تراجع مستوى كريس سمولينغ وإصابات إيريك بايلي المتكررة.

ماتياس دي ليخت


موسمٌ كبير قدمه دي ليخت مع أياكس، وتُوج بلقبي الدوري والكأس الهولنديين. لم تقتصر إنجازات النادي على الصعيد المحلي، إذ كان لأداء دي ليخت الثابت أثر بارز في بلوغ الفريق نصف نهائي دوري الأبطال. إثر انتهاء الموسم الكروي، انهالت العروض على ابن الـ19 عاماً، بعد أن لمست الأندية الأوروبية موهبته النادرة في قيادة خط الدفاع رغم صغر سنه. كانت أندية مانشستر يونايتد وبرشلونة ويوفنتوس مهتمة كثيراً بالمدافع الشاب، غير أنّ رغبة اللاعب بتمثيل يوفنتوس، جعلته ينتقل إلى إيطاليا في نهاية المطاف، في صفقة قُدّرت بـ85 مليون يورو.

فرانكي دي يونغ


بعد صراعٍ طويل مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وقع نادي برشلونة الإسباني مع متوسط ميدان أياكس أمستردام فرانكي دي يونغ، مقابل 75 مليون يورو. التألق الواضح لابن الـ22 عاماً في الموسمين الأخيرين، جعل من دي يونغ واحداً من أبرز المواهب الشابة المطلوبة في أوروبا، غير أنّ نصائح لاعب برشلونة السابق ومدير أياكس الرياضي الحالي مارك أوفيرمارس، إضافة إلى توجيهات وكيل أعمال اللاعب، حسم موقف اللاعب لجهة تمثيل برشلونة. إضافة كبيرة سيقدمها الشاب الهولندي إلى وسط الفريق، الذي افتقد الكثير من بريقه بعد رحيل تشافي وإنييستا.

لوكاس هيرنانديز


بعد موسم متذبذب على الصعيدين المحلي والأوروبي، جعل بايرن ميونخ من مدافع أتليتيكو مدريد لوكاس هيرنانديز أولى صفقاته للموسم الجديد، لترميم مشاكل الخط الدفاعي بما يتناسب مع تطلعات الإدارة. حاول النادي البافاري استقدام هيرنانديز في الانتقالات الشتوية الماضية، غير أن أتليتيكو مدريد رفض ذلك في ظلّ عدم وجود البديل المناسب. مطلع الصيف انتقل هيرنانديز إلى بافاريا مقابل 72 مليون يورو لـ5 سنوات. هذه الصفقة حطمت الرقم القياسي السابق لأعلى صفقات النادي البافاري والدوري الألماني، والتي كانت مسجلة باسم الفرنسي كورنتين توليسو، الذي جاء من ليون الفرنسي مقابل 41.5 مليون يورو.

نيكولاس بيبي


بعد فشله في بلوغ دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا للموسم الثالث توالياً، تقلصت ميزانية نادي آرسنال الإنكليزي هذا الموسم لتصل إلى 40 مليون يورو فقط. رغم ذلك، تمكن النادي من استعارة داني سيبايوس، لاعب وسط فريق ريال مدريد الإسباني، والتعاقد مع ويليام ساليبا وغابرييل مارتينيلي، في حين تمثل النجاح الأكبر للنادي باستقدام جناح ليل الفرنسي نيكولاس بيبي مقابل 80 مليون يورو.
سيدفع آرسنال قيمة اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً عبر سلسلة من الأقساط، لتتناسب مع ميزانيته المحدودة لهذا الصيف.