بين الجنوب والشمال، مروراً ببيروت، كان يوم السبت مصيرياً لأكثر من نصف فرق الدوري اللبناني لكرة القدم. بعد حسم صراع اللقب لمصلحة العهد، كانت العين على خمس مباريات أقيمت في التوقيت عينه لمعرفة الفريقين اللذين سيهبطان الى «دوري الظل». واحدٌ من تلك الفرق تأكدت هويته وهو البقاع الذي سقط بعد خسارته أمام مضيفه شباب الساحل (5-3) على ملعب العهد. قاتل البقاعيون حتى اللحظة الأخيرة، لكن لم يستطيعوا تجنب الكأس المرّة التي كان متوقعاً أن يتذوقوها في ظل إدارة أهل منطقتهم ظهرهم لممثل المحافظة في دوري الأضواء. لم يدعم البقاعيون ناديهم كما يجب، فتُرِك آل الموسوي وحيدين. استنزفت الإمكانات المادية، فسقط الفريق ليفقد البقاع ممثله الوحيد التاريخي في الدرجة الأولى.مهرجان أهداف تناوب على تسجيلها كلٌ من: عباس عاصي، جاد الحسين، عبد العزيز انداي (2) ومحمد سالم للساحل، أما أهداف البقاع، فسجلها: علي موفق الموسوي، علي عماد الموسوي وداوودا. سقط البقاع، وضمن الساحل مقعداً في النخبة بنسبة كبيرة.
على بعد كيلومترين، كان ملعب بيروت البلدي يشهد تعادلاً مرّاً بين الصفاء وضيفه الراسينغ (1-1). تعادل أبقى الأمور مفتوحة حتى الأسبوع الأخير لمعرفة ما إذا كان أحد الفريقين سيكون الهابط الثاني الى الدرجة الثانية. تقدم الصفاء عبر علي السعدي، لكن خضر سلامي عدّل الأرقام لتنتهي المباراة بإشكال كبير بين جمهور الصفاء الغاضب ورئيسه غازي الشعار. بدا مشهد الغضب متوقعاً في ظل الوضع الحرج الذي يمرّ فيه الصفاء، حيث يحتل المركز ما قبل الأخير. شعر الجمهور بالخطر، فحضر بأكبر عدد هذا الموسم لدعم فريقه. لكن حضوره لم يمنح الصفاء النقاط الثلاث. لم يكن الجمهور هو العائد الوحيد، فالمدير الفني لنادي الصفاء طارق جرّايا عاد الى مقاعد الاحتياط بعد غياب سنتين. انتهت عقوبة المدرب التونسي وحضر للمرة الأولى على ارض الملعب. أيضاً حضوره لم يكن كافياً لفوز فريقه الذي بدا بحالة فنية سيئة وخاصة في الشوط الثاني.
ضَمِن التضامن صور والسلام زغرتا بقاءهما في الدرجة الأولى


نتيجة المباراة لا تعني إلزامية سقوط أحد الفريقين، فالأسبوع الثاني والعشرون سيشهد مواجهة بين الصفاء ومضيفه البقاع في النبي شيت، حيث إن صاحب الأرض فقد كل حافز، وبالتالي قد تكون مهمة الصفاويين سهلة. فبطل لبنان السابق يحتاج الى الفوز فقط كي يضمن بقاءه، بغض النظر عن باقي المواجهات.
إحدى هذه المواجهات ستجمع الراسينغ مع طرابلس الذي خسر بثلاثية مؤلمة أمام السلام زغرتا، وبالتالي يحتاج الى الفوز كي يضمن بقاءه، أما في حال التعادل وفوز الصفاء فستكون العين على لقاء الإخاء الأهلي عاليه والغازية. فخسارة الغازية وتعادل الراسينغ مع طرابلس وفوز الصفاء على البقاع ستعني هبوط الغازية.
سفير الجنوب الثاني خطف نقطة غالية من مضيفه النجمة على ملعب المدينة الرياضية. أهدر الغازية تقدماً مستحقاً في الشوط الأول، وأفلت من خسارة أمام النجمة في الشوط الثاني.
قدّم النجمة أسوأ عروضه في الشوط الأول، قبل أن يستفيق اللاعبون في الشوط الثاني بعد ثورة غضب من المدير الفني موسى حجيج بين الشوطين. ثورة لم تمنح الفوز للنجمة، فخرج متعادلاً وأصبح مركزه الثاني مهدداً في حال خسارته أمام العهد في الأسبوع الأخير وفوز الأنصار على التضامن صور.
الجنوب والشمال شهدا السبت نجاة فريقين. التضامن صور الفائز على ضيفه الإخاء الأهلي عاليه على ملعب صور (2-0)، سجلهما حسين بيطار وجاد الزين، والسلام زغرتا الفائز على طرابلس بثلاثية نظيفة، سجلها أمادو نياس وعدنان ملحم وإدمون شحادة. ظهر السلام بصورة جيدة واستعاد هدافه الموريتاني امادو نياس بعض بريقه، في حين حضر زميله عدنان ملحم في الوقت المناسب وسجّل الهدف الثاني الأغلى. بدا السلام أنه وجد ضالّته التدريبية بمدربه الجديد التونسي أنيس بوجلبان الذي قدّم نسخة من السلام مختلفة عن النسخة السابقة، دون التسرّع في إصدار الأحكام الفنية. لكن ما هو مؤكّد أن بوجلبان ضمن عقداً تدريبياً لموسم جديد مع السلام الذي يأمل أن يكرر مع مدربه الجديد ما حققه مع مواطنه طارق جرايا.