خسر المنتخب اللبناني لكرة السلة مباراته الأولى في النافذة السادسة والأخيرة من التصفيات الآسيويّة - الأوقيانيّة، المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقررة في الصين العام الجاري. انتهى اللقاء بنتيجة (69 - 67) لمصلحة المنتخب النيوزيلاندي الضيف، لكن حظوظ لبنان بالوصول إلى المونديال السلوي لا تزال قائمة، ولكنه بات مطالباً بالفوز في مباراته الثانية والأخيرة يوم الأحد المقبل، عندما يستضيف منتخب كوريا الجنوبية على الملعب ذاته في ذوق مكايل، ليحصل على بطاقة العبور إلى الصين للمرة الرابعة في تاريخه بعد (2002 ـ 2006 ـ 2010).
خبرة نيوزيلاندا صنعت الفارق (عدنان الحاج علي)

للمرة الخامسة يخسر لبنان أمام المنتخب النيوزيلاندي، لكن يمكن اعتبارها الخسارة الأقسى على الإطلاق، لكونها تضع لبنان في موقف صعب في مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم. في المباراة التي احتضنها ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل، بدا منتخب لبنان مفتقداً لاعباً قادراً على تسجيل عدد كبير من النقاط. وفي اللقاء أيضاً، كانت هناك مشكلة كبيرة على مستوى صناعة الألعاب، فلم يكن وائل عرقجي في يومه، وعجز جاد خليل عن صناعة الفارق أيضاً، رغم ما قدماه من مجهود. علي حيدر، كعادته، كان على الموعد، رغم ارتكابه خطأً لا يُعوّض في الربع الأخير، تمثل بتمرير الكرة إلى لاعب المنتخب النيوزيلاندي. آتر ماجوك أيضاً كان حاضراً تحت السلّة، كما القائد جان عبد النور. أحمد إبراهيم وأمير سعود غلب على أدائهما التسرع، فكانت نسبة التسجيل من المسافة البعيدة ضعيفة. خسر المنتخب اللبناني، لكن الأكيد أن الخسارة ليست مستحقة، فالمنتخب قدّم مباراة كبيرة، وكانت شبيهة بمباراة لبنان في المرحلة السابقة على أرض نيوزيلاندا. تفاصيل صغيرة جعلت الضيوف يتفوّقون في النهاية. خبرة منتخب نيوزيلاندا صنعت الفارق، كما خطط المدرّب. ما يجب أن يتوقف عنده الجهاز الفني، وخاصة المدرب سلوبودان سوبوتيتش، أن لبنان خسر آخر 4 مباريات في التصفيات (نيوزيلاندا ـ الصين ـ كوريا الجنوبية ومباراة نيوزيلاندا يوم أمس)، وبالتالي هناك مشكلة حقيقية يجب أن يعمل على حلّها سريعاً، قبل فوات الأوان.
وما يجب التوقف عنده، هو الحضور الجماهيري الكبير. أكثر من 8 آلاف متفرج غصّ بهم ملعب مجمع نهاد نوفل، تقدمهم رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية. الأمل لم ينتهِ بعد للوصول إلى المونديال السلّوي، لكن الفوز ضروري، دون النظر إلى نتائج المنتخبات الأخرى.

تفاصيل اللقاء
بدأ مدرب منتخب لبنان السلوفيني - اليوناني سلوبودان سوبوتيتش اللقاء بتشكيلة كلاسيكية، ضمّت القائد جان عبد النور، علي حيدر، إيلي رستم، وائل عرقجي والمجنس آتر ماجوك.
اعتمد المدربان منذ بداية اللقاء على الأسلوب الدفاعي. نجح المنتخب اللبناني بمنع النيوزيلانديين من الاختراق تحت السلة، فلجأ الضيوف إلى التسديد من خارج القوس، ونجحوا في تسجيل ثلاثيّتين بأقل من دقيقتين. استوعب لاعبو منتخب لبنان الصدمة، وعادوا عبر إيلي رستم وعلي حيدر، اللذين نجحا في كسر الأسلوب الدفاعي النيوزيلاندي، وسجلا عدداً من النقاط التي جعلت الفارق بعد مرور 5 دقائق على بداية اللقاء (11 - 9) لمصلحة المنتخب اللبناني.
في الجزء الثاني من الربع الأول، لجأ مدرب نيوزيلاندا إلى دفاع المنطقة (زون ديفانس)، فأوقف لاعبوه الهجوم اللبناني، وسجلوا نقاطاً متتالية لينتهي الربع الأول (16 - 13) لمصلحة الضيوف.
بداية الربع الثاني كانت قوية لمنتخب لبنان، علي حيدر أرسل تمريرة حاسمة لأحمد إبراهيم، سجل من خلالها وحصل على خطأ ليعادل الأرقام. بعدها غيّر مدرب لبنان من أسلوبه الدفاعي، وأغلق المنافذ على النيوزيلانديين، ونجح في التقدم بالنتيجة، وأجبر مدرب نيوزيلاندا على طلب وقت مستقطع في وقت مبكر. أخطأ لاعبو المنتخب الضيف وأضاعوا عدداً من الرميات الحرة، استغلّها منتخب لبنان بثلاثية من أمير سعود واختراق على السلة من وائل عرقجي لتصل النتيجة إلى (23 - 20) لمصلحة لبنان.
مع انتصاف الربع الثاني ظهر التسرع واضحاً على اللاعبين اللبنانيين، وصنعت خبرة بعض لاعبي نيوزيلاندا الفارق، فنجحوا بتسجيل نقاط متتالية عبر الهجمات المرتدة والرميات الثلاثية. التسرع من اللاعبين اللبنانيين، خاصة أحمد إبراهيم وأمير سعود، أضاع الجهد الكبير الذي بذله علي حيدر هجوماً ودفاعاً، لينتهي الربع الثاني وبالتالي الشوط الأول بفارق 7 نقاط لمصلحة نيوزيلاندا (37 - 30). وكان لافتاً أن لبنان أضاع 8 هجمات (تورن أوفرز) في الربعين الأول والثاني.
دخل المنتخب اللبناني بعد الخسارة في الحسابات الضيقة للتأهل


بداية الربع الثالث كانت مختلفة من جميع النواحي. روح عالية دخلت من اللاعبين إلى أرض الملعب. آتر ماجوك قطع كرة للنيوزيلانديين (بلوك شوت)، وأتبعها وائل عرقجي بسلة من المسافة المتوسطة، ثم سرقة للكرة (ستيل) مع نقطتين من الرميات الحرة. حسّن اللبنانيون من دفاعهم مع حماسة كبيرة على المدرجات أعطى المنتخب اللبناني التفوق، وجرى تسكير الفارق من 7 إلى التعادل (43 - 43). علي حيدر فعل كل شيء في هذا الربع من المباراة، سجل من المسافة المتوسطة وعن خط الرميات الثلاثية، وقطع كرةً (ستيل) وسجّل عن خط الرميات الحرة أيضاً. ما صنعه علي حيدر وآتر ماجوك أضاعه تسرّع باقي اللاعبين. خبرة منتخب نيوزيلاندا لم تسمح للبنان بتوسيع الفارق رغم خسارتهم العديد من الهجمات هجومياً. وربما لو كان أحمد إبراهيم ووائل عرقجي في يومهما لكان المنتخب اللبناني قادراً على توسيع الفارق كثيراً في الربع الثالث، الذي انتهى على وقع التعادل بين المنتخبين (52 - 52). في هذا الشوط أراح سوبوتيتش وائل عرقجي وأحمد إبراهيم لفترة طويلة، محاولاً الاستفادة منهما في الربع الأخير.


الربع الرابع كان أسرع من الأرباع الثلاثة الأولى. كان ربعاً مجنوناً. تبادل الفريقان التسجيل من المسافتين المتوسطة والبعيدة، فوصلت النتيجة مع انتصاف الربع إلى (63 - 62) لمصلحة منتخب نيوزيلاندا. في الربع الرابع تحسن المنتخب اللبناني، وخاصة اللاعب أحمد إبراهيم الذي بدا بصورة جيدة في التسديد والاختراق. وكانت اللقطة الأهم لإبراهيم، قطعه الكرة (ستيل) قبل دقيقة ونصف من نهاية اللقاء، ليوقف هجمة مهمة للنيوزيلانديين. طوال فترة المباراة اعتمد مدرب المنتخب الضيف على كثرة البديلات، فأراح لاعبين للاستفادة منهم في الربع الرابع والأخير، لكن خطته لم تنجح بقدر ما تمنى. سجل قائد منتخب لبنان جان عبد النور نقطتين مهمتين قبل 24 ثانية من نهاية اللقاء، ولكن منتخب نيوزيلاندا ردّ بثلاثية قبل 18 ثانية من النهاية، كذلك أهدى علي حيدر النيوزيلانديين كرة من تمريرة خاطئة، كان أثرها كبيراً على اللقاء. ثلاثية نيوزيلاندا أهدتها الفوز بفارق نقطتين (69 - 67).
خسر لبنان المباراة ليكون مطالباً بالفوز يوم الأحد المقبل في مباراته الأخيرة ضمن التصفيات المونديالية عندما يستضيف كوريا الجنوبية على أرض ملعب نهاد نوفل. الفوز ضروري ومهم لخطف البطاقة كأفضل رابع في المجموعتين، خاصة أن منتخب الأردن حقق المفاجأة وفاز على منتخب الصين في العاصمة عمان بنتيجة (82 ـ 62)، ومن جهتها، فازت الفيليبين يوم الخميس الماضي على قطر، لتصبح المنافسة قويّة على المركز الرابع المؤهل إلى المونديال، ودخل لبنان مرحلة الحسابات الصعبة، وليس أمامه سوى الفوز على كوريا يوم الأحد.