يستقبل نادي ليفربول الإنكليزي نادي مانشستر يونايتد في قمّة الجولة السابعة عشرة من مواجهات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم. تقام المباراة على ملعب الآنفيلد في مدينة الـ«بيتلز» يوم الأحد (18:00 بتوقيت بيروت).بعد جولاتٍ طويلة من ملاحقة المتصدر السابق، تمكّن ليفربول أخيراً من اعتلاء جدول الترتيب العام، وذلك بعد تعثّر مانشستر سيتي في الجولة السابقة أمام تشيلسي. ستمثّل المواجهة أمام رجال المدرب جوزيه مورينيو خير اختبار للبقاء في الصدارة، علماً أنّ آخر فوز لليفربول على أرضه أمام مانشستر يونايتد يعود إلى عام 2013. بالرغم من تراجع فريق مانشستر يونايتد في الفترة الأخيرة، يبقى لديربي شمال غرب بريطانيا الذي يجمع بين كبيري إنكلترا حساباتٌ أخرى. تعتبر المباراة من كلاسيكيات الدوري الإنكليزي، وتتجلى الكراهية بين الفريقين نظراً لمنافسة الناديين الطويلة على تحقيق الألقاب.
بعد موسمٍ سيّئ لكلّ من المدربين يورغن كلوب وجوزيه مورينيو في فريقيهما السابقين، انتقل المدرب الألماني إلى ليفربول قادماً من بروسيا دورتموند، وذلك في منتصف موسم 2015، في حين التحق جوزي مورينيو بنادي مانشستر يونايتد، في الموسم التالي عقب إقالته من تشيلسي. بالرغم من تقارب الفترة الزمنيّة التي قدم بها المدربان إلى إنكلترا، إضافةً لتشابه ظروف الفريقين في تلك الفترة، تمكن كلوب من تحسين الفريق جاعلاً منه منافساً على الألقاب المحلية والأوروبية في حين غرق اليونايتد أكثر مع مورينيو. تمكن مورينيو في موسمه الأول، من تخطّي الفشل المحلي على صعيد الدوري بتحقيقه لقبين، هما كأس الرابطة إضافةً إلى لقب الدوري الأوروبي، غير أن أداء الفريق السّيئ تحت إمرته بدأ يتفاقم تدريجيّاً وصولاً إلى الموسم الحالي. يقبع نادي مانشستر في المركز السادس مبتعداً بـ16 نقطة عن المتصدر ليفربول.
آخر فوز لليفربول على أرضه أمام مانشستر يونايتد يعود إلى عام 2013

فور قدومه لإنكلترا، صرح كلوب أنه يحتاج لثلاثة مواسم من أجل تحقيق الألقاب. خلال فترة وجوده في الأنفيلد، تمكن كلوب من الوصول إلى نهائيّي الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا دون التتويج بهما، فيما يعتلي هذا الموسم جدول الدوري الإنكليزي نتيجةً وأداء. بعد توقيع بول بوغبا للشياطين الحمر مقابل 100 مليون، انتقد كلوب قيمة الصفقة قائلاً بأنه سيعتزل التدريب في حال بذخه مستقبلاً على الصفقات، غير أن الفجوة الفنية التي كانت بين الريدز وفرق القمة آنذاك، لم يكن ليقلّصها سوى المال. خلال فترة وجوده في إنكلترا، غيّر كلوب أسلوب لعب ليفربول، عبر استقدام لاعبين يناسبون طريقة لعبه، حيث استقطب محمد صلاح، نجم الفريق الأول حالياً، قلب الدفاع فيرجل فان دايك إضافةً للحارس أليسون بيكر الذي كان له فضل كبير في تأهّل الفريق إلى دور الـ16 من دوري الأبطال، بعد التصدي الرائع الذي قام به أمام نابولي في الدقائق الأخيرة. إضافةً إلى ذلك، قام المدرب باستقطاب لاعبين بمبالغ قليلة، تمكنت من حجز مكان أساسي في الفريق. على الجانب الآخر، لم تثمر تعاقدات جوزيه مورينيو، ليفشل في الحفاظ على إرث السير ألكس فيرغوسون.
كان لشخصيّة كلوب الكلمة المفتاح لنجاح فريق ليفربول. الألفة التي تظهر بين لاعبي الريدز غير موجودة في مسرح الأحلام، حيث الأجواء المتوترة هناك في غرف الملابس. لاعبون أمثال بول بوغبا، أليكسس سانشيز، أنطوني مارسيال وغيرهم لا يناسبون أسلوب المدرب البرتغالي. يتمتع هؤلاء اللاعبون بإمكانيات هجومية عالية، غير أن مورينيو يميل إلى اللاعبين أصحاب الأسلوب الدفاعي، ما يجعله يطالبهم بأدوارٍ لا يجيدونها. المشاكل لا تكمن في الجانب الفني، بل بالجانب النفسي أيضاً. ظهرت المشاكل بين مورينيو ومارسيال في بداية الموسم بعدما غادر اللاعب الفرنسي معسكر التدريب ليرى مولوده الجديد. أمرٌ أثار استياء المدرب نظراً لسوء نتائج المباريات التحضيريّة، فنشر الموضوع بين الصحافيين. تكرّرت المشكلة مع بوغبا، حيث نشر المدرب تفاصيل سوء التفاهم في مؤتمراته الصحافية ما زاد التوترات بينهما.
بالرغم من العلاقة الوطيدة بين كلوب واللاعبين والجماهير، إضافةً للمستوى الرائع الذي يظهر عليه ليفربول منذ تولي المدرب الألماني زمام الأمور، تبقى الألقاب وحدها مقياساً لنجاح المدرب من عدمه، وهو ما يسعى إليه كلوب في موسمه الثالث في إنكلترا، من أجل أن يوفي بوعده الذي قطعه للجماهير حين وصل إلى مدينة ليفربول.
إضافةً للديربي المرتقب بين الفريقين، يستقبل مانشستر سيتي نهار السبت فريق إيفرتون الساعة 14:30، من أجل استعادة التوازن، بعد الخسارة أمام تشيلسي في الجولة السابقة، ويحلّ هذا الأخير ضيفاً ثقيلاً على برايتون أملاً بتحسين النتائج أيضاً، فيما يستقبل ساوثهامبتون نادي آرسنال الذي يطمح لاستكمال سلسلة اللاهزيمة، وانتزاع المركز الرابع من تشيلسي.