إذا أخذنا الفترة عينها، نجد أن تشكيلة الأنصار الأساسيّة التي لعبت الجولة العاشرة، نفسها حين فاز النجمة على العهد ضمن موسم 2014-2015، التي فازت على الشباب الغازية، بقيَ منها لاعبَان، هما الحارس حسن مغنية، والمدافع أنس أبو صالح، الذي لعب بالإعارة مع طرابلس في الموسم الماضي، ولم يشارك في أي مباراة مع «الأخضر» منذ نيسان 2017، فيما غادر محمد القرحاني ومحمد عطوي وحمزة عبود وأمير لحاف ووسام صالح وعماد غدار.
في السياق عينه، يمكن العودة إلى الموسم الأخير الذي ظفر فيه النجمة باللقب (2013-2014)، حين كان العهد يضم في صفوفه محمد قدوح (17 عاماً آنذاك)، حسين زين (19)، خليل خميس (19)، مهدي فحص (22)، إلى جانب غيرهم من اللاعبين الصاعدين كحسين الدر وغازي حنينه وحسين فاعور وحسين حيدر، ومن بعدها بموسمٍ واحد، صعد علي حديد إلى الفريق الأول. منذ ذلك الوقت، كان العهد يُحضّر الفريق الذي سيحتكر الألقاب لمواسم عدّة.
نجح نادي العهد في بناء فريق متجانس وأمّن له الاستقرار المادّي والمعنوي
صحيحٌ أن العهد أبرمَ صفقاتٍ محليّة كبيرةٍ كتعاقده مع مهدي خليل ونور منصور ومحمد حيدر وربيع عطايا، الذين يُعدّون من أعمدة الفريق حالياً، لكن فوزه الأخير على النجمة يُعيد الأمور إلى المربّع الأول، حيث التحضير والاستقرار اللذان عاشهما النادي في السنوات الأخيرة. في المباراة الماضية، غاب حيدر وعطايا، وحضر حديد وزين وقدوح وخميس، برفقة حسين منذر، خرّيج مدرسة العهد، ومعهم اللاعبون نفسهم الذين وجدوا في آخر خسارة للفريق أمام النجمة، كفاعور ودقيق وحمود، وأحمد زريق أيضاً، الذي شارك بديلاً حينها.
نجح العهد في ما عجز النجمة والأنصار عن تحقيقه، وهو تأمين الاستقرار في الفريق، والاستفادة من اللاعبين الشباب الصاعدين، الذين لم يجدوا مكاناً لهم مع قطبي الكرة اللبنانية، فغاب الأخوان يوسف وعلي الحاج ومعهم حسن القاضي ومحمد مرقباوي ومصطفى كساب عن النجمة، الذي يبدو أنه يُكمل الطريق، بسبب غياب الحاج وحسين شرف الدين ومهدي زين وخليل بدر عن الواجهة، ومعهم الوافدون الجدد، محمود كعور وأندرو صوايا. أمّا الأنصار، فيعيش الحال عينه، بغياب جميع لاعبيه الشباب، من حسين فاضل وموسى الطويل ودانيال بو فخر وقاسم الشوم، حتّى آدم السيّد وحسين ابراهيم وعلي الحاج حسن.
واقعٌ أن النجمة والأنصار مطالبان دوماً بالألقاب، إلا أن العهد ليس استثناء أيضاً، وفي جعبته ألقابٌ عدة حتّى قبل انطلاق مشروعه. رُبما لا يقع اللوم كُلّه على إدارتي الناديين، لأنهما تحت ضغط الجمهور، لكن النجمة الذي عجز عن التتويج بلقب الدوري أربعة مواسم متتالية، والأنصار الغائب عن البطولة الأغلى منذ 11 عاماً، كانا قادرين على استغلال هذه السنوات في بناء فريقٍ ينافس في المستقبل (اليوم)، بدلاً من تجميع اللاعبين من كلّ حدبٍ وصوب، دون رؤية واضحة.