انطلق الأسبوع العاشر من الدوري اللبناني لكرة القدم بشكل «صاروخي». 12 هدفاً في مباراتين. فوز كبير للأنصار على مضيفه السلام زغرتا (6 ـ 2) في المرداشية، وانتصار مفاجئ، لكن مستحق للشباب الغازية، على صاحب الأرض شباب الساحل (3 ـ 1) على ملعب صيدا. تحدّت المباراتان الأحوال الجوية، خصوصاً في زغرتا. من المعروف أن الأمطار تؤثّر على الأداء والتسجيل، لكن حتى هذا في لبنان مختلف. الأهداف غزيرة، شأنها شأن الأمطار، حيث سُجّل في مباراتين أكثر بأربعة أهداف عمّا سُجّل في ست مباريات في المرحلة الماضية. لكل مباراة عنوانها. في الأولى، حان وقت التغيير في السلام. وفي المباراة الثانية، انتفاضة للغازية بقيادة شابّة.في زغرتا لم يكن أكثر المتشائمين لدى أصحاب الأرض يتوقع أن يسقط السلام بهذه النتيجة الكبيرة. صحيح أن حال الزغرتاويين لا تسر في مرحلة الذهاب، مع تسجيل الفريق فوزاً واحداً وخمسة تعادلات، مع ثلاث خسارات. لكن أن يسقط بهذه النتيجة وعلى ملعبه الذي فاز عليه قبل سنتين على الأنصار تحديداً، فهذا أمرٌ لا يتحمّله الزغرتاويون، إدارة ولاعبين وجمهور. من الطبيعي أن يكون الخيار تغيير المدرب التونسي طارق ثابت. فالمدرب هو الحلقة الأضعف. ثابت استقال من تلقاء نفسه. لكن مباراة أمس كشفت أن المسؤولية لا تقع على عاتق المدرب فقط. لاعبون يلعبون من دون روح. أخطاءٌ دفاعية قاتلة، ويتحمّل حمزة الخير مسؤولية هدفين تلقاهما السلام. شباك تهتزّ في 6 مناسبات، من المتوقع والمفترض أن يطال التغيير بعض اللاعبين الأجانب. الفريق أحرز ثماني نقاط في عشر مباريات، أي إنه أهدر 22 نقطة. السنغالي أبو بكر ماسالي الأقرب لكي يكون أحد ضحايا التغيير. خسر السلام أمس رغم تقدمه مرتين (1 ـ 0)، و(2 ـ 1) عبر لاعبه ألكس بطرس. لكن استضافته لفريق يسعى بكل قوته إلى أن يحافظ على حظوظه في المنافسة كانت السبب وراء تلقيه الخسارة الثقيلة.
مدرب السلام طارق ثابت قدّم استقالته بعد الخسارة الكبيرة أمام الأنصار


الأنصار لم يختلف عن الفريق الذي لعب في المباريات السابقة من ناحية الأداء الجيّد. الفارق الوحيد هو الفاعلية الهجومية والتركيز. تألّق وفاعلية بوجود الثنائي التونسي حسام اللواتي العقل المدبر في الفريق، وحسن شعيتو «موني». بينهما هداف من العيار الثقيل، هو السنغالي الحاج مالك. لاعب لا يمكن أن تخطئ أمامه كما فعل حمزة الخير. اللواتي سجّل مرة واحدة، وكذلك الحاج مالك، و«موني» سجّل هاتريك، وكان لنصار نصار هدف أيضاً.
نجح الأنصار في تحقيق النتيجة الأعلى له هذا الموسم من دون جمهوره الذي غاب عن المباراة بقرار اتحادي، عكس جمهور السلام الذي حضر بأعداد خجولة. لم يكن جمهور الأنصار وحده الغائب عن المباراة، فمدربه الأردني عبد الله أبو زمع غاب أيضاً بداعي السفر لأسباب عائلية. قد يكون الطقس سبباً وراء الحضور الخجول لجمهور السلام، وقد يكون عدم الرضى عن الفريق سبب آخر. الأنصار عاد الى بيروت بفوز كبير، ليرفع رصيده من النقاط الى 20، أمّا السلام فهو يعيش أسوأ أيّامه.
بين زغرتا وصيدا المسافة طويلة، لكن السيناريو مشابه. تألّق لافت للضيف، وتواضع في مستوى صاحب الأرض. سيناريو أفضى إلى فوز مستحق للغازية كان بطلاه الثنائي خليل بدر والعاجي جان كيكي. الأول صنع وسجّل مرة واحدة، وكيكي سجّل مرّتين، مستغلاً خطأً من حارس شباب الساحل علي حلال، في هدفه الثاني، الذي قضى على آمال الساحل في العودة الى المباراة وخطْفِ تعادلٍ على الأقل بعد أن قلّص حسن كوراني النتيجة الى (1 – 2).
مفاجِئة كانت خسارة الساحل وبهذه النتيجة (3ـ1)، بعد أن خسر في الأسبوع الماضي وبصعوبة من العهد (0 ـ 1). قد يكون التراخي، أو ظروف المباراة المناخية هي السبب. لكن الأخيرة على الفريقين، الا أن ما ميّز الغازية هو الروح القتالية العالية. الغازية حقق فوزه الثاني على التوالي بقيادة مدربه حسن حسون. الأخير تسلّم الفريق قبل أربعة أسابيع بدلاً من المدرب فؤاد ليلا، وحقق سبع نقاط في أربع مباريات، رافعاً رصيده إلى 11 نقطة. نتيجة ممتازة للمدرب الشاب في ظل الامكانات المتواضعة للنادي.
أما الساحل فخسارته القاسية قد تفرض إعادة نظر في بعض الأمور المتعلقة ببعض اللاعبين، حيث تجمّد الرصيد عند 11 نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وخمس خسارات.