بعد وصول كازيوتشي ميورا في موسم 1994-1995 الى جنوى ليكون أول ياباني يلعب في إيطاليا، كرّت السبحة بوصول عددٍ من اللاعبين اليابانيين البارزين الذين تركوا بصمتهم في الـ«سيري أ»، إذ بعد «الملك كازو» حطّ هيديتوشي ناكاتا في بيروجيا بين 1998 و2000، وصولاً الى يوتو ناغاتومو الذي يعيش أفضل أيامه الكروية منذ انضمامه الى انتر ميلانو الإيطالي.
الآن جاء دور كيسوكي هوندا الذي ينافس لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي على ساحة النجم الأكبر في الكرة اليابانية، ولا شك في أن هذه المنافسة أصبحت حاضرة أكثر من أي وقت مضى بسبب انضمام هوندا الى ميلان.
ومن هنا تبدأ المسؤوليات الملقاة على النجم المنتقل من سسكا موسكو الروسي، حيث يفترض عليه أن يسير على الدرب الذي سلكه أسلافه سابقاً في ملاعب «الكالتشو»، إضافة الى ملء الفراغ الموجود عند اليابانيين بشكلٍ خاص والآسيويين بشكلٍ عام. وهنا الحديث عن معاناة كاغاوا للدخول في الحسابات الأساسية في مانشستر يونايتد بعدما كان نجماً متألقاً في بوروسيا دورتموند الألماني. هذا في الشق الياباني، أما في الشق المختص بالقارة الصفراء، فلا شك في أن محبي النجوم الآسيويين يبحثون اليوم عن نجمٍ يتابعون أخباره ويتوقفون عند مبارياته في الكرة الأوروبية، وهو أمر افتقده هؤلاء منذ انكفاء نجم الكوري الجنوبي بارك جي سونغ.
أما المسؤولية الأكبر التي تقع على عاتق «الساموراي الأزرق»، فتبدو واضحة تماماً في ميلان، إذ يُنتظر منه الكثير، من دورٍ قيادي، الى ملهمٍ للانتصارات التي يحتاج إليها الفريق، الى عرّاب للاتصال مع الجمهور بهدف خلق صلح مفقود منذ فترة طويلة وتحديداً منذ تقهقر «الروسونيري» الى المراكز المتأخرة في الدوري المحلي.
هناك في ميلان ينتظرون أن يحمل هوندا هذا الاسم فقط على قميصه، ينتظرون منه أن يكون بقوة أحصنة فيراري لا بقدرات تلك السيارة اليابانية التي يحمل اسمها. كل المعطيات تشير الى هذا الأمر، إذ تمّ منحه القميص الرقم 10، الذي سبقه الى ارتدائه عظماء كثر حصدوا الألقاب المختلفة لميلان في العصر الحديث للعبة، أمثال الكرواتي زفونيمير بوبان والمونتينغري ديان سافيسيفيتش والبرتغالي روي كوستا، وأخيراً الهولندي كلارنس سيدورف.
لكن، هل بإمكان النجم القادم إصابة النجاح في محطته الجديدة التي قد يكون نزوله فيها خياراً خاطئاً بالنظر الى تدني مستوى ميلان حالياً؟
الحقيقة ورغم تأخره في الوصول الى فريقٍ كبير بعكس كاغاوا مثلاً، فإن هوندا (27 عاماً) يملك موهبة كبيرة تخوّله النجاح تحت أي ضغط، فهذا اللاعب القليل الكلام، كثير المجهود على أرض الملعب، معتمداً على مهارات فردية ممتازة، وقوة بدنية تضاعفت بعد وصوله الى روسيا حيث لعب في ظروفٍ مناخية قاسية أكسبته قدرات استثنائية يمكنه توظيفها في ملاعب إيطاليا، التي لا يخفى أنها تحتاج الى نجمٍ على شاكلته لكي تجذب الأنظار إليها مجدداً. أما الأهم فإنه يتمتع بالشخصية القوية الضرورية للنجاح في نادٍ مثلا ميلان، حيث تهب رياح الانتقادات عادة من كل الاتجاهات.
خلاصة القول ميلان استقدم فيراري صنع اليابان، آملاً أن تمتد كفالتها لسنوات طويلة حتى تقدّم الخدمة اللازمة وتعيد الفريق بسرعة صاروخية الى منصات التتويج.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




اليغري يودع

أعلن مدرب ميلان ماسيميليانو اليغري أنه سيتخلى عن منصبه نهاية الموسم الحالي. وقال اليغري: «أريد أن أنهي السنوات الأربع التي تربطني بميلان بأفضل طريقة. سنرى ما سيحصل، لكن في داخلي اتخذت القرار ولن يتغير، لقد كنت واضحاً، ان القرار سبق أن اتخذته خلال الصيف المنصرم وأعلنت عنه لنائب الرئيس ادريانو غالياني قبل عيد الميلاد». وأضاف اليغري: «لا يمكن البقاء في ناد واحد مدى الحياة، اعتقد بأني خلال السنوات الاربع قمت بعمل جيد»