لم ينجح فريق العهد في فك عقدة خصمه الإخاء الأهلي عاليه هذا الموسم. فالفريقان اللذان تعادلا ذهاباً 1 - 1 ضمن الأسبوع الثالث عادا وتعادلا سلباً في افتتاح المرحلة الثامنة عشرة من الدوري اللبناني لكرة القدم على ملعب بحمدون.
تعثّر العهد أمام فريق يحتلّ المركز الرابع في الترتيب، وعزز رصيده أمس الى 29 نقطة، ويملك سجلاً يتشابه تقريباً مع العهد في بعض النواحي. بطل لبنان لم يخسر أي مباراة حتى الآن، والإخاء الأهلي عاليه خسر مرة واحدة فقط من أصل 18 مباراة. خسارة لم يكن يستحقها الفريق الجبلي على الإطلاق وكانت أمام النجمة في أسوأ عرض للنجماويين ضمن الأسبوع الثاني من ذهاب الدوري على ملعب صيدا. أضف الى ذلك أن العهد يملك أفضل خط دفاع في البطولة، حيث تلقت شباكه 8 أهداف في 18 لقاء، والإخاء يملك ثاني أفضل خط دفاع مع دخول مرماه 14 هدفاً. وإذا دلّ هذا على شيء فعلى أن الإخاء مقاتل شرس وخصوصاً حين يلعب على أرضه الصعبة على أي فريق.

لكن لماذا تعثّر العهد؟

أسباب عدة، أولها الضغط النفسي على اللاعبين الذين بدوا مستعجلين الفوز. ثانياً، الروح القتالية العالية لصاحب الأرض الذي نجح في جرّ ضيفه نحو التعادل المر، في ظل تألق حارسه شاكر وهبي، وخصوصاً في وجه نجم العهد أحمد زريق. ثالث الأسباب، الخطأ التحكيمي الذي حصل في اللقاء مع عدم احتساب هدف صحيح لمصلحة العهد، سجله زريق، ولم يحتسبه الحكم المساعد سليم سراج بداعي وجود تسلل غير موجود. خطأ تحكيمي أثّر على نتيجة المباراة، لكن لا شك أنه لم يكن السبب الوحيد في تعثر العهداويين الذين كادوا أن يخرجوا خاسرين لولا مجانبة الحظ صاحب الأرض في كرتين خطرتين لأحمد حجازي وسعيد عواضة.

تناقلت مواقع التواصل
الاجتماعي صورة للاعبي العهد «يؤرغلون» عشية المباراة


تكمن مرارة التعادل لدى العهداويين في أمرين، الأول هو أن الصدارة التي يحتلها «الأصفر» برصيد 42 نقطة أصبحت مهددة بشكل كبير من الخصم اللدود النجمة الذي يحتل المركز الثاني برصيد 40 نقطة، حيث إن فوزه على السلام زغرتا في ختام الأسبوع الثامن عشر يوم الأحد في المرداشية عند الساعة 16.00 سيعني أن النجمة سيتصدر للمرة الأولى هذا الموسم بشكل كامل لأسبوع على الأقل وليس مؤقتاً، وبفارق نقطة عن العهد لتنقلب الآية التي استمرت على مدى أسابيع طويلة: العهد أول والنجمة ثانياً والفارق نقطة.
أما الأمر الثاني، فهو أن العهد فقد نقطتين بخطأ تحكيمي حيث كان من الممكن أن يخرج فائزاً لو احتسب الهدف. وهنا قد يقول كثيرون إن العهد فاز الأسبوع الماضي على الراسينغ بخطأ تحكيمي بعد احتساب هدف غير صحيح وبداعي التسلل أيضاً على حسن شعيتو «موني» وكانت النتيجة متعادلة 1 - 1 قبل أن يفوز العهد 3 - 1 حيث سجّل أيضاً من ركلة جزاء. لكن هذا منطق، رغم صوابيته، لا يمكن أن يقبله العهداويون الفاقدون نقطتين في وسطٍ كروي لا يرى إلا ما له، ولا يرى ما عليه.
مباراة الإخاء والعهد انتهت بالتعادل السلبي. لكن السلبية لم تكن فقط في نتيجة المباراة، بل في صورة تم تداولها أمس على مواقع التواصل الاجتماعي للاعبي العهد في مقهى مع «أرغيلة». أكثر من ثمانية لاعبين يظهر منهم حسين دقيق وعلي السعدي عشية المباراة «يؤرغلون» في وقت من المفترض أن يكون فيه اللاعبون في معسكر مغلق.
بالفعل، العهد دخل في معسكر في فندق «Four Points» في فردان، لكن اللاعبين طلبوا من مدير الفريق محمد شري بعد العشاء فترة راحة لـ 45 دقيقة يخرجون فيها من الفندق لـ«تغيير جو». إلا أن اللاعبين انتهى بهم الأمر في مقهى قريب حيث التقطت لهم الصورة.
وبعيداً عن «التنظير»، يعلم الجميع أن معظم لاعبي لبنان «يؤرغلون» ويسهرون حتى ساعات الصباح الأولى، وأن عدداً كبيراً منهم يتقاضون رواتب محترفين، لكنهم يعيشون حياة هواة. لكن هذا لا يبرر «السقطة» التي وقع فيها لاعبو العهد، وخصوصاً أنهم في معسكر عشية مباراة حساسة وصعبة، وبأقل تقدير يمكن التخلي عن «الأرغيلة» لليلة واحدة فقط، إذا لم نقل بشكل عام.
فمن المفترض أن المعسكر هو لوضع اللاعبين في أجواء المباراة وعدم تشتيت أفكارهم أو السهر حتى ساعة متأخرة، وهو يكبّد النادي آلاف الدولارات. لكن قلة مسؤولية اللاعبين واستهتارهم أحرجا الجميع في العهد عبر صورة تم تناقلها للاعبين يؤرغلون في معسكرهم.
آفة اللامسؤولية وعقلية الهواة ليست محصورة بلاعبي العهد فقط، فهي تنسحب على أكثر من نادٍ، والمقاهي تشهد على ذلك وخصوصاً الشعبية منها. هناك مقولة أن كل شيء في كرة القدم هاوٍ، من الرواتب الى الإدارات الى الملاعب، لكن هل هذا يبرر ما يقوم به اللاعبون؟
بالطبع لا. أمس، سقطة كبيرة في العهد، البعض قد يحمّل المسؤولية للمسؤولين في النادي أو لمدير الفريق، لكن من يتحمّل المسؤولية فعلاً هم اللاعبون أنفسهم. سيناريو يتكرر في معظم البعثات والمعسكرات، سواء في المنتخبات أو في أندية أخرى. هل من يتحمّل المسؤولية هم القيّمون على النادي؟ بالطبع لا. فلاعبو كرة القدم، وخصوصاً الرجال منهم ناضجون وواعون. ومن يحتاج الى «دركي» منهم كي يكون مسؤولاً، فحينها تكون المشكلة فيه وليست في «الدركي».