مجدداً هاري كاين يتصدر العناوين. نجم توتنهام يواصل التألق هذا الموسم من مباراة إلى مباراة، وينتقل من رقم قياسي إلى آخر. أول من أمس كان كاين على موعد مع رقمين جديدين، إذ بعد أن أنهى عام 2017 كأفضل هداف في البطولات الأوروبية، مسجلاً 56 هدفاً مقابل 54 هدفاً للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني، كسر الرقم القياسي للنجم السابق آلن شيرر في عدد الأهداف في عام واحد في الدوري الإنكليزي الممتاز بـ 39 هدفاً مقابل 36 للأخير.
فضلاً عن أنه أصبح أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل 6 ثلاثيات «هاتريك» في عام واحد، فإن كاين بهدفَيه اللذين سجلهما في مرمى إفرتون في المرحلة الثالثة والعشرين تخطى النجم السابق لتوتنهام تيدي شيرينغهام ليصبح الهداف التاريخي للنادي في الـ «بريميير ليغ»، إذ رفع رصيده إلى 98 هدفاً في 135 مباراة مقابل 97 هدفاً في 236 مباراة للأخير، بينما يبقى النجم السابق جيمي غريفيس الهداف الأول لـ «السبرز» قبل انطلاق الدوري الممتاز في عام 1992 بـ 220 هدفاً بين 1961 و1970. أضف إلى ذلك أن كاين بات أول لاعب هذا الموسم يصل إلى 20 هدفاً للموسم الرابع على التوالي، ليصبح اللاعب الثالث الذي يحقق هذا الإنجاز في تاريخ البطولة الإنكليزية بعد شيرر والنجم الفرنسي السابق تييري هنري.
إنه موسم كاين بكافة المقاييس، لا على الصعيد الإنكليزي فحسب، بل في مختلف البطولات الأوروبية، إذ لا يوجد مهاجم بهذه الفعالية ويحقق كل هذه الأرقام، رغم أن الموسم لا يزال تقريباً في منتصفه.
صحيح أن كاين توِّج هدافاً للدوري الإنكليزي في الموسمين الماضيين، وحلّ ثانياً خلف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو قبلهما، أي منذ أن انطلق مشواره مع «السبرز»، إلا أنه في موسم 2017-2018 يبدو مختلفاً تماماً، إذ يمكن القول إنه بات مهاجماً عالمياً، وربما الأفضل في العالم.

أصبح كاين الهداف التاريخي لتوتنهام، متخطياً شيرينغهام




ما يبدو واضحاً أن كاين هذا الموسم وصل إلى مرحلة النضج الكروي والتطور الفني، ورغم أنه لا يزال في الـ 24 من عمره، قفد بات يمتلك الصفات القيادية، وفرض هيبته على المنافس، وهذا ما تنبّه له مدربه في منتخب إنكلترا غاريث ساوثغايت، إذ منحه شارة القيادة في بعض المناسبات عند غياب القائد جوردان هندرسون، رغم قصر تجربته مع المنتخب، إذ يقول: «إنه (كاين) من دون شك أحد أكثر اللاعبين الموهوبين في إنكلترا والذين عرفتهم منذ سنوات طويلة. أنا أبحث عن لاعبين بصفات قيادية، وهذا ما يمتلكه. لقد عملت معه في منتخب الناشئين، وأعلم طريقة تفكيره تماماً».
كذلك إن ما يميّز كاين في الملعب، ذكاؤه في أخذ المكان المناسب لطلب الكرة، وهذا ما لا يوجد إلا عند كبار الهدافين، فضلاً عن حاسته التهديفية وقوّته البدنية وقدرته على التسجيل بكلتا القدمين وبالرأس، وقد أشاد به النجم الهولندي السابق رود فان نيستلروي بقوله: «بالنسبة إلي، هو لاعب محترف كبير، ولاعب يعمل بجدّ ليقدّم أفضل ما لديه، إنه يُظهر كل هذا في الملعب».
قبل انطلاق الموسم الحالي، وقبل أن يحقق كاين ما يحققه الآن، سُئل مدرب تشلسي، الإيطالي أنطونيو كونتي، في مقابلة مع صحيفة «ذا غارديان» الإنكليزية عن المهاجم الذي يرغب في ضمه، فأجاب: «إذا أردت أن أشتري مهاجماً، فسأختار هاري كاين. إنه الآن أحد أفضل المهاجمين في العالم». اللافت أن كونتي قال كلماته تلك متجاهلاً مهاجمه الإسباني ألفارو موراتا الذي كان قادماً لتوّه إلى الفريق من ريال مدريد الإسباني.
هكذا، بات كاين يشغل فكر المدربين، رغم أن الكثير لا يزال بإمكان هذا اللاعب تقديمه، ورغم أنه لا يزال في بداية مسيرته.