بعد السويسري جوزف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني، جاء الدور على رجل قوي في عالم الكرة ليختفي عن المشهد، لكن هذه المرة في صناديق الاقتراع وهو الكاميروني عيسى حياتو الذي عاش يوماً لن ينساه أمس بخسارته رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم التي استحوذ عليها طوال 29 عاماً أمام رئيس اتحاد مدغشقر للعبة أحمد أحمد في مفاجأة كبرى.
وعلا التصفيق في قاعة الاقتراع بالعاصمة الإثيوبية إديس أبابا بعد إعلان النتائج الرسمية التي نال بموجبها أحمد (57 عاماً) 34 صوتاً، في مقابل اكتفاء حياتو (70 عاماً) بعشرين صوتاً فقط، علماً بأنه كان يسعى لولاية ثامنة في رئاسة الاتحاد، وهو منصب يتولاه منذ 1988.
وحُمل أحمد الذي يتولى رئاسة اتحاد بلاده منذ عام 2003 على الأكف، وسط التصفيق احتفالاً، بينما خرج حياتو من القاعة بسرعة برفقة عدد من معاونيه، رافضاً الإدلاء بأي تصريح للصحافيين.
وقال أحمد للصحافيين: "عندما تحاول القيام بشيء، هذا يعني أنك قادر على القيام به"، مؤكداً أنه لو لم يكن قادراً على هزيمة حياتو، الشخصية الواسعة النفوذ قارياً ودولياً، "لما كنت قد أعلنت ترشحي".
وكانت مصادر معنية بشؤون كرة القدم الأفريقية قد أفادت هذا الأسبوع بأن أحمد يحظى بدعم غير معلن من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو الذي كان حاضراً في إديس أبابا.
وتعليقاً على خروج حياتو، قال نائب رئيس الاتحاد النيجيري سايي أكينوونمي إن حياتو كان "تمثالاً ضخماً (...) هذا فجر جديد، الجميع يجب أن يكونوا سعداء"، وأضاف: "نحن أفارقة، والأفارقة لا ينسون كبارهم. خسر كبير اليوم، لكنه لا يزال كبيراً. العالم تبدل ونحن بحاجة إلى الطاقة. الحقيقة هي أن حياتو يناهز السبعين، لم يعد ثمة الكثير يمكنه القيام به".
وتعد شخصية حياتو الواسع النفوذ مثيرة للجدل، ولا سيما في ظل شبهات الفساد والرشوة التي أحاطت به في مراحل عدة، إذ يتهم بتلقي رشى على خلفية دعم ملف قطر لكأس العالم 2022، وهو ما نفاه.
وكان مصدر في الاتحاد المصري للعبة قد أفاد "فرانس برس" الأربعاء بأن بلاده ودولاً أفريقية أخرى ستصوّت في الانتخابات لمصلحة أحمد.
ولم يسلم الأخير من شبهات الفساد، اذ أوردت وسائل إعلام إنكليزية اسمه في قضية مرتبطة بتلقي رشوة في ملف قطر 2022، وهو ما ينفيه.