معجزة جديدة يخطها برشلونة في تاريخ دوري أبطال أوروبا. هذه المرة جاءت على حساب باريس سان جيرمان حين قلب نتيجة الذهاب التي خسرها 0-4، إلى الفوز 6-1. قلب النتيجة لم يكن بين مباراتي الذهاب والإياب وحسب، بل في المباراة الأخيرة أيضاً. قلبها مرتين، وهذا دأب برشلونة الذي استعاد ليلة أمس بأدائه الناري مستواه المعهود وبعضاً من مجده الذي صنعه أيام المدرب السابق جوسيب غوارديولا.
ليلة أمس، ما صنعه برشلونة يصعب صنعه من قبل أي فريق آخر، ويمكن القول إنه يصعب النجاح في إنصافه على ما قدمه، فريقاً ولاعبين ومدرباً، على الأداء والعزيمة، وعلى التخلي نهائياً عن فكرة الهزيمة التي لا يبدو أنها راودتهم على الإطلاق.
قبل أن يخرج غوارديولا من برشلونة، قيل إنه أغلق كتاب الأساطير ثم رحل. هذا الحديث كان بعدما قطف الفرنسيون في عيد الحب عوضاً من الورود، الـ «كتلان». لكن لويس انريكه، رغم النتائج السيئة في الموسم الحالي، أعاد هيبة برشلونة من جديد، وأعاد كتابة التاريخ لعظمة ما قُدِّم في المباراة، لا للتأهل إلى ربع النهائي.
فالتأهل والوصول على الأقل إلى نصف النهائي من عادة برشلونة، وليلة أمس هذا ما أعادوا إعلانه من جديد: «جاهزون للوصول بعيداً في هذه البطولة».

سجل نيمار
هدفين في الدقائق 89 و91، وروبيرتو في الدقيقة 95


بدأت المواجهة بسيناريو مثالي لبرشلونة. سجل الهدف الأول بعد مرور ثلاث دقائق فقط، بضربة رأس لمهاجمه الأوروغواياني لويس سواريز، حين تابع كرة ارتبك المدافعون في تشتيتها داخل منطقة الجزاء، مستغلاً خطأً مشتركاً من الدفاع والحارس الألماني كيفن تراب.
حاول لاعبو برشلونة سريعاً استغلال صدمة الفرنسيين، إلا أنهم لم ينجحوا بإيجاد ثغرة دفاعية، وصولاً حتى الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول. جاء الفرج بمجهود فردي من أندريس إنييستا الذي اخترق، ولعب كرة بكعبه أكملها ليفين كورزاوا بالخطأ في مرماه، لينجز الفريق 50% من مهمته.
الهدف الثالث بعد 5 دقائق من انطلاق الشوط الثاني؛ إينييستا يمرر الكرة إلى نيمار داخل المنطقة ليتعرض لعرقلة من توماس مونييه ويحتسب الحكم الألماني دنيتس ايتيكين ركلة جزاء سجلها الأرجنتيني ليونيل ميسي. كل الأمور تصبّ في مصلحة برشلونة وأملهم مع جماهيرهم بالتأهل كبير، لكن ما قلب كل الموازين هو هدف الأوروغواياني أدينسون كافاني في الدقيقة 63، الذي سدد كرة رائعة في سقف الشباك لم يحرك لها الحارس الالماني مارك-اندريه تير شتيغن ساكناً.
فقدت جماهير الـ «برشا» الأمل، لكن اللاعبين لم يفعلوا ذلك.
استمر الهجوم، وجاء الهدفان الرابع والخامس لبرشلونة عبر البرازيلي نيمار، الأول من ركلة حرة قبل النهاية بدقيقتين، والثانية من ركلة جزاء إثر عرقلة على سواريز في الدقيقة الأخيرة. وفي الدقيقة الخامسة من الوقت الضائع كانت المعجزة، حين خطف سيرجي روبرتو هدفاً قاتلاً مانحاً فريقه بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.
ما حصل مع باريس سان جيرمان، بطبيعة الحال، لا يقل شناعة عن الموت قتلاً. قتلهم الكاتالونيون في الـ «كامب نو» الذي يصرّ على أن يكون جحيماً للخصوم. بهذا الانفراد بات برشلونة بلا شبيه. معجزة قد لا تتكرر، ودموع لاعبي برشلونة وجماهيرهم تختصر المشهد بأكمله.

دورتموند - بنفيكا

سحق بوروسيا دورتموند خصمه بنفيكا البرتغالي إياباً 4-0، بعدما كان الأخير قد فاز 1-0 ذهاباً. وخاض دورتموند المباراة بغياب نجمه ماركو رويس بسبب الإصابة ودفع مدربه توماس توخيل بالأميركي كريستيان بوليسيتش مكانه وكان عند حسن ظنه.
مبكراً، وفي الدقيقة الرابعة، منح الغابوني بيار ايميريك أوباميانغ التقدم لدورتموند بضربة رأسية. بعدها أضاف بوليسيتش الهدف الثاني إثر تلقيه كرة على طبق من ذهب من البولوني لوكاس بيتشيك فتابعها ساقطة فوق الحارس البرازيلي ايدرسون في الدقيقة 59.
وعزز اوباميانغ بالثالث في الدقيقة 61، ثم بالرابع لفريقه والثالث له، في الدقيقة 84، ليتأهل الى الدور المقبل.