هي ليست المرة الاولى التي يمرّ فيها كريستيانو رونالدو بمرحلة فنية مضطربة بحيث يبتعد عن مستواه او عن اكثر امر يجيده، اي تسجيل الاهداف.هذا المشهد الذي يصفه الكل بالازمة، ليس بالشيء الجديد على النجم البرتغالي، اذ عرف فتراتٍ مضطربة مشابهة عدة في مسيرته، ولعل ابرزها في مطلع واواخر العام الماضي، ما يترك اطمئناناً لدى محبيه بأنه سيعود قريباً اقوى من اي وقتٍ مضى.
العودة الى شباط 2015 تعطينا فكرة عن الوضع المشابه الذي يعيشه رونالدو حالياً، اذ ان اللاعب مرّ بفترة عدم استقرار تلت حمله للكرة الذهبية الممنوحة لافضل لاعب في العالم لسنة 2014. وقتذاك كانت مشكلاته الشخصية السبب وراء ما يحصل له، وعلى رأسها انتهاء علاقته بصديقته عارضة الازياء الروسية إيرينا شايك، الامر الذي أثّر في نفسيته على نحو كبير، وخصوصاً بعدما بدا الثنائي في حالة انسجام تام أينما كان. كذلك، فقد تردد على نحو محصور بأن "سي آر 7" بات متعلقاً كثيراً بابنه وكان يريد قضاء وقتٍ اكبر معه ما شتّت ذهنه في التركيز على مسيرته.
مرّ رونالدو مرتين بمرحلة هبوط المستوى في الموسم الماضي

رونالدو كشف بعدها أن حياته الشخصية كانت فعلاً السبب في انخفاض اسهمه، ثم عاد سريعاً الى وضعه الطبيعي...
لكن قبل انقضاء عام 2015، عاد الحديث عن تراجع مستوى رونالدو، وكانت هذه المرة الاسباب مختلفة، لكنها اقرب الى ما يعيشه قائد المنتخب البرتغالي حالياً.
ويمكن الانطلاق بالكلام عن هذه المسألة ممّا ذكرته بعض الصحف في اسبانيا قبل ايام عن امتعاض بعض النجوم المدريديين من تصرفات رونالدو وغروره وعدم تعاونه معهم احياناً على ارض الملعب، وتحديداً في المباراة امام اتلتيك بلباو الاحد الماضي.
هذا الكلام يعيدنا الى مشهدٍ حصل في المباراة امام اشبيلية في الموسم الماضي، حيث كان الريال متأخراً بنتيجة 1-2 في ملعب "سانشيز بيزخوان"، فوصلت الكرة الى رونالدو على مشارف منطقة الجزاء، ليتخذ الخيار الخاطئ بالتسديد خارج الشباك. وقتذاك كان الكولومبي خاميس رودريغيز والكرواتي لوكا مودريتش في وضعٍ مثالي لصناعة الخطورة لو وصلتهما الكرة، وكان ردّ فعلهما مع الالماني طوني كروس على ما فعله الرقم 7 لا ينسى، وشغل بعدها إعلام "الليغا" لايام طويلة.
انانية رونالدو ظهرت في الكثير من الاحيان وبدا ان زملاءه قلّصوا من حجم تعاونهم معه بسببها ولو لدقائق قليلة خلال بعض المباريات، وكأنهم يعاقبونه. تلك الانانية التي تظهر اصلاً عند هذا النجم في كل مرة يشعر فيها بأنه يمرّ في ازمة، فيحاول اخذ الامور على عاتقه لتعويض ما فاته.
لكن برغم كل شيء لا يمكن اسقاط اسباب اخرى قد تكشف الايام أنها كانت وراء تراجع مستوى رونالدو، ويأتي في مقدمتها تعرّضه للاصابة خلال المباراة النهائية لكأس اوروبا 2016، اذ صحيح انه تخلّص منها، لكنه بدا احياناً وكأنه لا يزال يعاني رهابها، والدليل هروبه من بعض الالتحامات التي يشعر بأنها قد تعيده الى العيادة الطبية مجدداً.
كذلك، لا يمكن اسقاط مسألة بداية العدّ العكسي بالنسبة الى مسيرة هذا النجم، ولو ان البعض قد يأتي ليقول إنه لا يزال في الـ 31 من العمر، وبالتالي فان لديه بضع سنوات اخرى ليؤدي على اعلى مستوى، لكن يجب الّا ننسى أن رونالدو يقدّم احياناً ما يفوق طاقته الجسدية، لذا فإنه لن يكون مستغرباً ان يكون جسمه قد بدأ يشعر بعملية استهلاكه على نحو مؤذٍ، ما سيجعل "سي آر 7" في الفترة المقبلة يعيش فترات صعود وهبوط في المستوى.
لكن مهلاً، وبرغم كل شيء هو رونالدو، ذاك اللاعب الخارق الذي لا يتأثر بشيء لفترة طويلة، والاهم انه يسجّل عندما يريد، والاكيد أنه سيفعلها مرة جديدة قريباً.