ثلاث مباريات وثلاثة مشاهد كان بالامكان التوقف عندها مع انطلاق الدور ربع النهائي لكأس اوروبا يوم السبت.المشهد الاول كان في المباراة العاصفة الاولى بين سويسرا وبولونيا التي دخل اليها المنتخبان بترشيحات متقاربة الى حدٍّ كبير.
مواجهة النجم البولوني روبرت ليفاندوفسكي ونظيره السويسري شيردان شاكيري، انتهت بالنتيجة للاول، لكن بالاداء الفردي للثاني.
زملاء "ليفا" الغائب عن هزّ الشباك حتى الآن في "اليورو" افتتحوا التسجيل في الدقيقة 39 بواسطة ياكوب بلاتشيكوفسكي. لكن عدالة الجهد السويسري الكبير في اللقاء جاءت لتعطي شاكيري هدفاً سيبقى راسخاً في ذهن جميع من تابع اللقاء لفترةٍ طويلة. المهاري السريع سجل اجمل اهداف "يورو 2016" حتى الآن بكرة مقصية من مشارف المنطقة فرضت تعادلاً ووقتاً اضافياً ثم ركلات ترجيح (82).
لكن العدالة كانت ناقصة بالنسبة الى السويسريين الذين عاندتهم العارضة في مناسبة ثم جاءت ركلات الحظ الترجيحية لتدير ظهرها اليهم، حين سدد واحد من افضل لاعبيهم غرانيت شاكا بطريقة رهيبة بعيداً من الخشبات الثلاث، لتكون الركلة القاضية التي وضعت بلاده خارج كأس اوروبا.
اما المشهد الثاني، فكان في "الدربي" البريطاني بين ويلز وايرلندا الشمالية، التي حسمته الاولى 1-0، بهدفٍ من نيرانٍ صديقة سجله غاريث ماكاولي قبل ربع ساعة على النهاية.
منتخبٌ آخر قرر خروجه بيده، لكن المشهد الاهم ليس في تلك الكرة العرضية التي عكسها غاريث بايل بقوة عن الجهة اليسرى وذهبت الى الشباك بقدم المدافع الايرلندي السيئ الحظ، فكان الجمهور الويلزي هذه المرة نجم المباراة من دون منازع، اذ لم يوقف هتافاته طوال الدقائق التسعين، وفي احداها أنشد للاعبيه: أرجوكم لا تعيدونا الى الوطن. أرجوكم لا نريد ان نعود الى العمل".
كلمات مضحكة لكنها أثرت جداً في المدرب كريس كولمان وبايل وزملائه الذين كان الجمهور في كلامهم في كل المقابلات التي اجروها بعد المباراة. جمهور ويلز اكد خلال تلك الموقعة بأنه عندما تكون الامة كلها خلف اللاعبين الـ 11 على ارض الملعب تصبح الطموحات لا حدود لها.
وجاء المشهد الاخير المؤذي جداً لعدالة الكرة في مكانٍ ما، ليثبت أن الحظ جزء لا يتجزأ منها تماماً كما كان الامر عليه في المباراة الاولى بين سويسرا وبولونيا.
البرتغال التي لم تكن قد فازت بأي مباراة في دور المجموعات تغلبت على كرواتيا (1-0)، التي كانت قد تصدرت مجموعتها بعدما هزمت اسبانيا حاملة اللقب.
جاء ريكاردو كواريسما من غياهب النسيان ومن مقاعد البدلاء ليتابع على غفلة في الوقت الاضافي الكرة التي سددها كريستيانو رونالدو وارتدت من الحارس الكرواتي. قبلها بقليل كانت العارضة البرتغالية تصدّ تسديدة إيفان بيريسيتش لتنتقل الكرة الى الجهة المقابلة وتهزّ الشباك.
هو الحظ الذي اكد من جديد انه لاعب اساسي في مسيرة اي منتخب، ومن دون شك فإن المنتخب الذي سيذهب بعيداً في البطولة او ذاك الذي سيحرز اللقب سيكون هذا اللاعب الحاسم في صفوفه.
(الأخبار)