عاد منتخب لبنان لكرة القدم للفتيات الى بيروت ليل أول من أمس حاملاً كأس العرب بعدما توّج باللقب في قطر بفوزه على منتخب جيبوتي 1 - 0 في النهائي. ولقيت فتيات لبنان استقبالاً حاشداً في المطار بحضور رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر، الذي ثمّن إنجاز اللاعبات ووعدهنّ بمكافآت مالية، وعضو الاتحاد رئيس لجنة الكرة النسائية هامبارسوم ميساكيان.
وبدا إحراز اللقب العربي غريباً في ظل ما تعانيه الكرة النسائية في لبنان من ضعف في الإمكانيات وتواضع مستوى البطولة المحلية وعدد فرقها القليل (6 فرق)، حتى إن مدربة المنتخب هبة الجعفيل ورئيس اللجنة ميساكيان لم يكونا يريدان المشاركة نظراً إلى ضعف الإمكانيات. فالمنتخب الذي أحرز كأس العرب تدرب عشرة تمرينات فقط على مدى شهر ونصف، وخاض خمس مباريات ودية. لكن الجعفيل آمنت بلاعباتها اللواتي كنّ روحاً واحدة في قطر كما وصفتهنّ ونجحن في إحراز لقب وتقديمه للبنان، رغم أنهن يحصلن على أقل بكثير من ما هو مطلوب.
الجعفيل كانت صريحة في حديثها إلى «الأخبار» حين اعتبرت أن ما حصل في قطر هو خطوة أولى على طريق النجاح، والمطلوب الكثير كي يكتمل النجاح رغم تشديدها على إنجاز لاعباتها الذي تحقق بفضل روحهنّ القتالية ورغبتهنّ في تحدي الظروف الصعبة. ورأت الجعفيل أن مفاتيح تكملة النجاح واضحة وهي ترتكز بشكل رئيسي على المثابرة في التمارين واهتمام الاتحاد أكثر وتأمين الملاعب.
وتشير مدربة المنتخب الى أن مشاركة المنتخب في تصفيات آسيا في الأردن في شهر تشرين الثاني الماضي كانت سبباً رئيسياً وراء الفوز باللقب العربي. فحينها تلقى المنتخب اللبناني خسارات قاسية، لكن هذا طبيعيّ كون معدل أعمار اللاعبات اللبنانيات كان 16 سنة ويشاركن في بطولة مخصصة لما دون الـ 19 عاماً.
ولن يتوقف نشاط منتخب لبنان عند بطولة العرب، ذلك أن الاستعداد بدأ للمشاركة في بطولة قبرص الدولية التي ستقام من 10 حتى 19 آذار المقبل، وتضم ثمانية منتخبات، أربعة منها أوروبية كقبرص واليونان، وأربعة منتخبات عربية هي لبنان وقطر والإمارات والبحرين. وستعاود التمارين نشاطها اليوم حيث استدعت الجعفيل، التي كلّفها الاتحاد بالإشراف على المنتخب الأول الذي سيشارك في الدورة، 19 لاعبة 5 منهن من المنتخب الذي فاز باللقب العربي، و4 من منتخب دون الـ 19 عاماً و10 من المنتخب الأول.
ولا شك أن مهمة الجعفيل، التي لها الفضل الرئيسي في الإنجاز العربي، ستكون صعبة كون اللاعبات آتيات من بطولة متواضعة وفرق لا تهتم بلاعباتها، فيصبح مطلوباً من الجهاز الفني إعداد اللاعبات من الصفر في وقت من المفترض أن يكنّ فيه جاهزات لدى وصولهنّ الى المنتخب.