دون الحاجة للكلمات، تقدم فرح التلّ، نصائحها حول فيروس «كورونا» وطرق الوقاية منه، مستخدمة لغة الإشارة للتواصل مع شريحة واسعة من الصُمّ، ممن يحتاجون لمعلومات لم يحصلوا عليها من وسائل الإعلام.فرح مدرّسة علم الأحياء ومترجمة لغة الإشارة، قررت أن تأخذ دورها وتشارك في التصدي للفيروس، خاصة وأنها تقدم عادة تسجيلات للتوعية في مجالات الصحة والغذاء. توضح فرح في حديثها إلى «الأخبار» أن الكثيرين يستعينون بها لزيارة الأطباء أو المخابر، كي تساعدهم بالتواصل والشرح، وأحياناً يرسل إليها آخرون تقريراً طبياً تقوم بشرحه عبر فيديو، لتساعد المريض على فهم التشخيص بشكل صحيح.
تنشر فرح تسجيلاتها عادة عبر تطبيق «واتس آب» وغيره، في مجموعات خاصة، ولكنها قررت أخيراً نشر تلك التسجيلات عبر «فايسبوك»، لكي تكون فرصة انتشارها أكبر، خاصة بوجود متابعين لها في سوريا وعدة دول عربية.
وعن طبيعة المواد التي تختارها، توضح فرح، أنها تعتمد على الصفحة الرسمية التابعة لوزارة الصحة للحصول على الأخبار وترجمتها، كما تترجم الأخبار المتعلقة بحظر التجول والحجر المنزلي، كي يبقى الصمّ على اطلاع بكل ما يُنشر محلياً وعالمياً بخصوص هذا المرض.
وترى أن الصمّ مظلومون في مجال الحصول على المعلومة السريعة، فالأخبار العاجلة لا تترافق مع لغة إشارة، والأخبار في التلفزيون السوري الموجهة للصمّ، تبثّ ليومين في الأسبوع فقط.
استفادت فرح من دراستها في مجال التغذية في الحصول على المعلومة الصحيحة وإيصالها بشكل مناسب ودقيق، وهي ذات خبرة طويلة في مجال لغة الإشارة التي تعلمتها متأثرة بمشاهداتها لمترجم لغة الإشارة السوري، هيثم دادو، الذي يقوم بترجمة الأخبار المتلفزة للصم.
وبدأت مسيرتها عام 2009 ضمن مشروع لتعليم الصمّ مادتي اللغة العربية والعلوم في جمعية «ايماء»، ثم انتقلت إلى جمعية رعاية الصم في دمشق، وأخيراً شاركت كأول مترجمة لغة إشارة في الجامعة عندما ترجمت للطالبة هدى محمد، أطروحتها العلمية لنيل درجة الماجستير في الإرشاد الاجتماعي بعد أن رافقتها لمدة سنتين خلال دراستها.