سوريا يا حبيبتي:هكذا علّمني كلّ من محمد سلمان ونجاح سلام مخاطبتكِ منذ الصغر، على وقع المهرجانات الخطابيّة، والمسيرات العفوية، وحملات التشجير، ووضع الحجر الأساس، وتدشين مكاسب طبقتنا التي لا تعد ولا تحصى. في عيد الحب، ليس لديّ الكثير لأقدّمه سوى رسالة، وما ظلّ من أثمان النضال في هواكِ. الواقع أنّه لم يبقَ سوى اللحم الحيّ، ولكن كلّه يهون كرمى لعينيكِ.
لا تستغربي رومانسيتي المتأصّلة، فأنا أحفظ نشيد طلائع البعث مثل اسمي: «للحبّ والعروبة يا أمّنا الحبيبة، يا أرضنا يا دارنا يا منبت الأبطال. كوني نشيد المجد كوني في فم الأشبال». من تصدح حنجرته بكلمات سليمان العيسى، ودروس «أحبّ ماما، أحبّ بابا»، لا بدّ أن ينشأ فالنتينو عصره.
حبيبتي:
اسمحي لي بأن أستغلّ هذه المناسبة العطرة، لأكون صريحاً معكِ. لعل العتب يجلو القلوب، فـ«يرقّ الحبيب»، ويحنّ. تنبّهتُ إلى مشكلة صغيرة في حكايتنا. حبّنا غير متكافئ، بل إنّه بعيد جدّاً عن ذلك، ويكاد يكون من طرف واحد. لاحظتُ أننّي لستُ نوعك المفضّل من العشاق، صرت تمنحين الكثير للشقيّ والأزعر والحربوق والشبّيح. تفتحين صدرك لصاحب المال، وتضحكين له في السهرات. تهدرين زهور شبابكِ، فيما يزداد أولئك ثراءً وزعرنةً وفهلوةً وتشبيحاً. لكِ أن تقدّري قسوة ذلك عليّ. أرجوكِ، تأكّدي أننّي «أوبن مايندد»، ولا ألتفت إلى ترّهات عتيقي الطراز والعقل. التطوير والتحديث باتا من صلب شخصيتي. أخيراً، أضفتُ «الإيمان بالنصر الشامل» و«إعادة الإعمار» إلى خصالي الحميدة. هه؟ ألستُ الفالنتاين المثاليّ والأكثر جدارةً؟
يا روحي ومهجتي:
أتوسّل إليك أن ترجعي لي. أعدكِ أن أكونَ طوع بنانكِ. خاتماً في إصبعك. خرطوشاً في فردك. حذاءً في رجلك... وإلا فقد تكون ردّة فعلي غير محسوبة، إذا استمرّت حالة «الحب المستحيل» هذه. سأعاقر وأدمن. سأمشي سكراناً في القشلة، لأغنيّ مترنّحاً تحت قوس باب شرقي: «سوريا يا حبيبتي... ليش خنتيني مع ولاد الحرام؟».

حبيبنا الشيخ أبو قتادة
نرسل لك عبر منتدى «رابطة صليل الصوارم»، لأنّك لم تعد تردّ على اتصالاتنا، أو تتفاعل على مجموعة «الزهرات الصالحات» على «واتس أب»، رغم أنّك تقرأ ما نكتب من طيب الكلام، وتشاهد مقاطع الشيخ العدناني التي نضعها لـ«صيد الفوائد».
لاحظنا أنّك صرت كثير الاهتمام بمظهرك وهندامك. لم نغفل عن حرصك الشديد على التسوّك، ورشّ ريح المسك، ودندنة «أنا في هوى ذاك الأغنّ»، فيما تخرج إلى المسجد. وأخيراً، علمنا بنيّة سفركَ المفاجئ، يوم ما يطلق عليه الكفرة «الفالنتاين». ننصحكَ بأن تتذكّر أنّ عيد الحب بدعة وضلالة، ولا أساس له في الشريعة. رجس من عمل الشيطان. دعوة خبيثة إلى المعصية، والانشغال بتوافه الأمور المخالفة لهدي السلف الصالح. المسلم عزيز بدينه، وليس إمّعة تابعاً لكل ناعق. ولنا الأجر والثواب من وراء القصد.
لحظة أبو قتادة: من الآخر، إذا زاغوا عيونك، فاعلم أنّك لست الوحيد الذي تلقّى تدريبات الأسلحة في «معسكرات الخلافة»!
التوقيع، زهراتك الأربع: أم قتادة، أم الزبير، أم القعقاع، سالي

عزيزي الجلّاد
لا أعلم اسم الفرع الذي تعمل فيه بكلّ تفانٍ وإخلاص، لذلك أكتب لك مساء عيد الحب من دون عنوان. الحقيقة ليس مهمّاً إن وصلتك كلماتي هذه، فأنا أكتبها من دون هدف أيضاً، قبل دقائق من وصول حبيبتي. نعم، لديّ فتاة الآن. قبلت بي على عيبي. أخذت على عاتقها تضميد ما خلّفته فيّ من ندوب جسد وروح، عندما كنت «حيواناً» عندك في القبو. حياتي هادئة. أعمل، وأخرج، وأسهر، وأرقص، وأسافر، وأمارس الحب.
من كلّ قلبي، أتمنّى أن تحظى بسهرة جميلة مع زوجتك أو حبيبتك أيضاً. مهلاً، ليس لأننّي أضمر لك الخير بالتأكيد، فأنا لستُ مسيحاً. آمل بشدّة أن تجد العدالة طريقها إليك في أقرب وقت. السبب، يا صديقي، أنّ وجودك «فوق» يعني أنّ القابعين «تحت» في منأى عن طقسك المعتاد. يعني أن ينعموا بليلة هادئة أخيراً. لذا، أرجوك، احتفل بعيد الحب لأطول وقت ممكن.
الجرس يقرع. إلى لقاء... في قصر عدليّ ما.
التوقيع: رقم 346