يُشير الأطفال بأصابعهم باتجاه ساحة باب توما، فقد جاء من يرتدي القبعة الحمراء ويقرع جرسه إيذاناً ببدء توزيع الهدايا. لكنّه هذه المرة لم يكن بابا نويل، بل الشابة حلا حرب. ارتدت حلا قميصاً أسود كتبت على ظهره كلمة «سلام»، واعتمرت قبعة حمراء وبيضاء حاملة كيساً أحمر على ظهرها، وأمسكت بعض البوالين وعدداً من الرسائل.ادّخرت الفتاة، ذات الثمانية عشر عاماً، من مصروفها الشخصي ما أتاح لها شراء هدايا صغيرة تكفي مئة طفل وطفلة، وقدمت من دبي إلى دمشق لتشارك أهلها وأقاربها العيد، ولتُساهم في إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال.
تقول الشابة لـ«الأخبار»: «أحببتُ أن أرسم فرحة صغيرة برسالة سلام ومحبة بما يتناسب مع إمكاناتي المتواضعة (...) نزلتُ إلى الشارع، ومشيت مع الناس، وسلّمت عليهم وقبّلت الأطفال وأعطيتهم هدايا صغيرة». وتضيف «أوزّع الهدايا على الأطفال، والورود على عمّال النظافة والمارة (...) حاولتُ نشر محبة مجانيّة، ورسائل كُتبت فيها عبارات سلام للجميع من دون أن أعرف أحداً منهم». قوبلت «ماما نويل» بابتسامات من الأمّهات والأطفال، وطلب بعضهم أن يلتقط معها صوراً، وقام البعض الآخر بمبادلتها الرسائل والورود.
تدرسُ ابنة مدينة السويداء في كلية الإعلام في الجامعة الأميركية في دبي، وتعمل في مجال الفن والتصوير. «سأكرّرها بكل تأكيد كلّ عام» تقول. وتضيف «من قال إن توزيع الهدايا حكر على الذكور فحسب؟ منذ اليوم، هناك أيضاً ماما نويل في دمشق».