رقم البرقيّة: 06BEIRUT2513التاريخ: 1 آب 2006 16:10
الموضوع: النائب بطرس حرب: لا يمكن نصر الله أن يتحوّل إلى «رامبو» المنطقة
مصنف من: السفير جيفري فيلتمان

(...)
2. وصف النائب الماروني في تحالف 14 آذار، الذي سبق أن أعلن ترشّحه لرئاسة الجمهورية بطرس حرب، الهجوم الإسرائيلي بأنه مثقل بالضحايا لكنه يبقى بلا إنجازات. وكان حرب يتوقع أن تفوز إسرائيل بسرعة في الحرب على حزب الله، وأن يطبَّق وقف إطلاق نار. لكن هذا لم يحصل، وهناك قلق من أن يخرج حسن نصر الله وحزب الله من الحرب كأبطال، لأنهم يكسرون «أسطورة الجيش الإسرائيلي»، ويكسبون التعاطف الدولي.
3. وقال حرب إنّه لم يلاحظ خطوات جدية تشي بغزو إسرائيلي حقيقي للبنان. وأشار إلى أن العرب غير معتادين على حروب تطول أكثر من 6 أيام مع إسرائيل. ومع دخول الحرب يومها العشرين، يبدو أن حزب الله يحقق انتصارات في وجه إسرائيل. وهذا قد يعطي انطباعاً للعالم العربي بأن إسرائيل هشّة ويمكن تدميرها من خلال هجوم عربي. (...)
5. وحذّر حرب من أن دائرة التعاطف مع حزب الله تكبر، تحديداً على ضوء الهجوم على قانا، وهو ما يسهم في تعزيز صورة «حزب الله البطل». ويتغذّى هذا الشعور من واقع أنّ اللبنانيين الذين يؤمنون بأن حزب الله لا يكترث لحماية الحياة البشرية، لا يمكنهم التعبير عن أنفسهم، لأنه سيُنظَر إليهم على أنهم يعارضون المقاومة لمصلحة العدو الإسرائيلي. وفيما أسف حرب لكون حزب الله لا يبدو أنه ضعُف جدياً، شدد على أنّ وقفاً لإطلاق النار مطلوب لمنع نصر الله من أن يتحول إلى «رامبو المنطقة».

حزب الله قويّ هو كارثة

6. رغم انتقاداته لإسرائيل، توقّع حرب أن يواجه لبنان والمنطقة كارثة إذا خرج حزب الله من الحرب أقوى مما كان عليه. وشدد على أنه داخل طائفته المارونية، ليس هناك تأييد لأن تزداد قوة حزب الله في لبنان. ورغم أنّ حرب «معهم» في مواجهة الغزو الإسرائيلي، فهو بالمستوى نفسه «ضدهم» في أن تزداد قوتهم في لبنان. ولفت إلى أن حزب الله معزَّزاً قد يفرض أيديولوجيا الشريعة الإسلامية في لبنان وفي العالم العربي، ويطلق شرارة مواجهة سنية – شيعية تختمر عناصرها أصلاً.
7. ورأى حرب أن العنف بين المسلمين الشيعة والسنة في لبنان يختمر. فالنازحون الشيعة، الذين قد يكونون مسلَّحين، «احتلّوا» بيروت بحثاً عن مأوى. هم يأتون بغرور حاملين أعلام حزب الله، ويرفضون تلقّي المساعدات الإنسانية التي تقدّمها مؤسسة الحريري السنية. ويعتقد حرب بأنه إن لم يُحَلّ النزاع سريعاً، فإنّ المهجرين الشيعة سينتشرون على كامل الأراضي اللبنانية، وستقع أحداث مشابهة للهجوم الذي حصل في 31 تموز ضد مقر الأمم المتحدة في بيروت (الإسكوا). وشدد على أن هذا الهجوم كان رسالة من مناصري حزب الله تفيد بـ»أصبحنا عند بوابات سوليدير» (...). إن المناطق غير التابعة لسيطرة حزب الله تتعرّض لتهديد الأشخاص الذين لحق بهم الأذى والمتحمسين للردّ. إن حزب الله قوياً سيحرّض ويدعم رد الفعل العنيف هذا.
الاستراتيجيا المقترحة
8. عرض حرب بعض الاقتراحات. شدّد على أنّ المطلوب هو خروج من الصراع بنحو لا يسمح لحزب الله بأن يبدو منتصراً (وهو أمر يسهل قوله ويصعب تحقيقه، باعتراف حرب نفسه). اعترف بأنّه لا يمكن هزم حزب الله لأنّه لا يملك مركزاً رئيسياً أو مجموعات متمركزة في مكان واحد. يأمل حرب إضعاف حزب الله عسكرياً، رغم أنّه وافق على أن أيّ هزيمة عسكرية لحزب الله ستعوّضها شعبيته الاجتماعية. نصح بأن يحصل تقدّم إسرائيلي كبير يسيطر على معاقل حزب الله في مارون الراس وبنت جبيل، ما سيمنح الولايات المتحدة فرصة لفرض وقف إطلاق نار في الوقت الذي يظهر فيه حزب الله مغلوباً.
9. يساند حرب دعوة رئيس الوزراء السنيورة لإعادة مزارع شبعا إلى لبنان. وهو يعتقد أنّه إذا أعطيت مزارع شبعا للبنان، فسيتضاءل سبب وجود سلاح حزب الله بما أنّ الأراضي «اللبنانية» المحتلة ستصبح محررة. (...)

فرض اتفاق

11. حين سُئل عن قدرة الحكومة اللبنانية على فرض شروط اتفاق وقف إطلاق النار، لم يتحدث حرب بثقة بالنفس. وافق على أنّه لم يعد ممكناً السماح لحزب الله بجر لبنان إلى حرب، وأنّه يجب تهميش حسن نصر الله. لكنّه شدد على أنّه لا يمكن فعل ذلك قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وربما بعده. وسط الموت والدمار الذي يحصل في لبنان على يد إسرائيل، إنّ الحكومة اللبنانية ليست في موقف تتحدّى فيه حزب الله. يصح ذلك خاصة بعد الاعتداء على قانا وفي الوقت الذي ينتشر فيه المهجرون الشيعة الذين قد يثيرون عنفاً في مناطق ليست تابعة لحزب الله، في كل المناطق في البلاد، حيث قد يرفع السياسيون المناهضون لحزب الله الصوت عالياً. أضاف إنّ المفتاح للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله هو في أيدي الإيرانيين. لكن حرب تابع أنّ إيران لن تكون جزءاً من الحل. وشدد أيضاً على أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الحليف المتردّد لحزب الله، سيصبح الضحية السياسية لحزب الله. (...)
فيلتمان

■ ■ ■

رقم البرقية: 06BEIRUT2441
التاريخ: 22 تموز 2006 14:13
الموضوع: القيادي في 14 آذار بطرس حرب يحثّ أيضاً على الحذر من وقف لإطلاق النار بدون أنياب
مصنف من: السفير جيفري د. فيلتمان
(...)
3. تماماً كأعضاء آخرين في فريق 14آذار الإصلاحي، قال النائب حرب إن وقفاً لإطلاق النار بدون تقليص جوهري لقوة حزب الله سيعطي هذا الأخير ببساطة موقعاً مهيمناً في الساحة السياسية اللبنانية، وسيفتح المجال لتجدد أعمال القتال في المستقبل القريب. (...)
5. اعترف حرب بأن لدى رئيس مجلس النواب بري الكثير ليجنيه شخصياً، وهو يطمح للمزيد من السلطة، لكنه قال إن الوصول إلى وقف لإطلاق النار سيكون في منتهى الصعوبة بدون بري. ووجّه نصيحة إلى كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتعامل معه «بدقة»، لأنه وإن كان يخدم كصلة الوصل مع نصر الله فإنه لن يستطيع «تسليم» حزب الله. كذلك نصح المفاوضين بعدم التشديد على الإشارة إلى قرار مجلس الأمن 1559 واستخدام لغة اتفاق الطائف عام 1989 عوضاً عن ذلك. (...)
7. وعلى الرغم من أنّ من المبكر ذكرها في العملية، أفاد حرب أن باستطاعته توقُّع حوار بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية كإحدى أفضل نتائج الوضع الحالي. (...)
12. في ختام اجتماعه بالسفير، عبّر النائب حرب عن قلقه العميق إزاء السلامة الجسدية للسنيورة. كان حرب متأكداً من أن النظام السوري لا يريد شيئاً أكثر من التخلص من الصوت الفصيح للبنان الديموقراطي وقائده الوطني الأكثر جماهيرية. (...)
فيلتمان