كشفت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن وزارة الخارجية الاميركية أعادت، قبل أيام، تكليف السفير فريدريك هوف بملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ــ الفلسطينية، والتنقيب عن النفط والغاز. وكان هوف يضطلع، قبل تقديم استقالته، بملفين آخرين في إطار عمله مستشاراً في الخارجية الأميركية، هما ملف مسار التسوية بين لبنان وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، إضافة إلى موقعه داخل خلية الأزمة السورية، وصولاً إلى ترؤسه «خلية الإشراف على المرحلة الانتقالية في سوريا». وبرر هوف استقالته من مهماته بأسباب شخصية. لكن مصادر دبلوماسية أكدت لـ«الأخبار» أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طلبت من هوف قبل أيام «العودة عن استقالته، ليتابع، حصراً، ملف الحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية»، نظراً الى خبرته الطويلة فيه وحاجة واشنطن إلى تحقيق نجاح في هذا الملف بأقصى سرعة. وبعد موافقته، تابع هوف مهمته من النقطة التي انتهى إليها في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين خلال زياراته الماضية لبيروت. وبحسب المصادر، فإن هوف أوضح أن تعبير «البدء من النقطة التي انتهى إليها»، يعني إكمال البحث من نقطة مقترحه الذي يسمى «خط هوف»، الخاص بإجراء ترسيم للحدود البحرية على أساسه.
خارطة عمل
ونقلت المصادر عن هوف قوله إنه شرع في العمل وفق خريطة طريق تؤدي إلى نتائج سريعة. وهذه الخريطة تتضمن ثوابت للحل، وخطوات إجرائية، وقد باشرها بالفعل، وهي:
أولاً ـــ عاود اتصالاته بكل من القبارصة والإسرائيليين لحملهم على الموافقة على اقتراحات يقول هوف إن بيروت على علم بها.
ثانياً ـــ يرى هوف أن مقترحه للحل يتناسب، إلى حد بعيد، مع الترسيم الذي قدمه لبنان لحدوده البحرية مع إسرائيل، ويصفه بأنه دقيق الى درجة كبيرة.
ثالثاً ـــ يعتزم هوف زيارة بيروت قريباً، أو إرسال مبعوث عنه، ليحصل على موافقتها النهائية على مقترحه للحل، أي «خط هوف». كذلك «يعد بأنه سيحصل على موافقة الأطراف على هذا المقترح، في حال وافقت بيروت عليه». وتجدر الإشارة إلى أن هوف كان كشف في محادثة دبلوماسية، قبل استقالته، أنه «خلال كل لقاءاته الماضية بالمسؤولين اللبنانيين، لم يسمع من أحد أن مقترحه غير قابل للتنفيذ».
رابعاً ـــ يراهن هوف على دور خاص لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي «كمسهّل» (بحسب تعبيره الحرفي) لمقترحه في لبنان. ويرى أنه يمكن الاعتماد عليه، «ليحدد الوقت الأفضل لطرحه على مجلس الوزراء اللبناني، وكيفية تسويقه داخل معادلة الحكم في بيروت، مع إدراكه أن القرار ليس بيد ميقاتي وحده».
الاستقرار والنفط
وترى المصادر الدبلوماسية عينها أن إصرار الخارجية الأميركية على عودة هوف لرعاية هذا الملف يمثّل دليلاً واضحاً على الأهمية التي توليها واشنطن لموضوع الغاز والنفط المكتشف في المتوسط، كما يشير إلى اهتمامها بإزالة العقبات التي تحول دون بدء التنقيب عنه، وأهمها عقدة ترسيم الحدود. وكانت تل أبيب، وفق هذه المصادر، طلبت من واشنطن مطلع الصيف الماضي التحرك سريعاً لتنشيط آليات حل النزاع الحدودي البحري مع لبنان. وحينذاك، نقل هوف عن الإسرائيليين قولهم له «إن الوقت هو العدو الأساس لنا، ويجب إفهام لبنان أنه محظور هدره».
وتوقعت مصادر في واشنطن أن يزور هوف لبنان خلال وقت قريب جداً لاستكمال محادثاته. وتنقل المصادر نفسها عنه قوله، بعد عودته عن استقالته، «إن الاستقرار في لبنان أكثر من ضروري، لتوافق شركات التنقيب العالمية على البدء بعملها في المياه الإقليمية اللبنانية وفي كل المنطقة المجاورة لها». ورأت المصادر أن هذا التصريح «يفسّر واحداً من الأسباب التي دفعت الغرب الى وضع ثقله خلال أزمة اليومين الماضيين لإبلاغ بيروت أن الاستقرار وبقاء حكومة ميقاتي، هما خط أحمر».
1 تعليق
التعليقات
-
امر مضحك و مبكيوجد عمل بسببنا و نحن لا نجد اى عمل فى بلدنا و الغاز لدينا